تجارب ومواقف غريبة

جن عاشق ام روح شريرة

بقلم : ندى مصطفى – مصر

وجدت خاتم عليه تاريخ لقائي بالثعبان

أنا ندى أبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً ، لا أحد يستطيع أن يفهم طريقة تفكيري ، و أنا محبوبة من قبل عائلتي و أصدقائي ..

كانت البداية عندما كان عمري أربعة سنوات تحديداً في اليوم الثالث عشر من يناير لسنة 2003 ، كان الجو في ذلك اليوم ماطراً و كانت والدتي نائمة هي و أخي الذي يصغرني بسنتين ..

كنت خارجة من غرفتي متجهةَ نحو الصالة و إذ بي أقابل ثعباناً أسوداً طويلاً ، لم أكن أعرف أنه ضار أو أنه يستطيع إلحاق الأذى بي على العكس كنت ألهو معه , و عندما دخلت غرفتي تبعني هذا الثعبان و من بعدها اختفى ..

في نفس تلك الليلة حلمت أني أسير في الشارع , و أن هنالك أحداً يجري خلفي ثم يلمسني فأموت .. و أحياناً كنت أرى أناساً لا أعرف من هم يحاولون أخذي من أمي .

دخلت الابتدائية و كنت صغيرة حينها ، أذهب إلى المدرسة وحدي و لم يكن لي الكثير من الأصدقاء ..

و في يوم من الأيام كنت أسير في طريقي إلى مدرستي , و إذ بي أجد على الطريق خاتم زواج مكتوبٌ عليه نفس تاريخ اليوم الذي قابلت فيه الثعبان ( الثالث عشر من يناير لسنة 2003 ) فما كان مني إلى أن التقطه ووضعته في عقدٍ و أخذته معي ، منذ ذلك اليوم و الأحلام الغريبة تراودني ، فتارةً أحلم أني أرى معابداً و تارةً أخرى أحلم أني أرى مقابراً ، الجميع كان يبتعد عني لأني كنت طفلةً غريبة الأطوار ..

دخلت المرحلة الإعدادية و من هنا بدأتُ حياةً جديدةً ، كنت تلك الفتاة المجنونة التي تعجَبُ فيها الفتيات بسبب جنونها لغاية اليوم السادس و العشرين من مارس حيث كنت وحيدةً في المنزل ، سمعت باب الثلاجة يفتح فظننت أنها أمي ، بدأت أقول لها : أحضري لي أي شيءٍ من الثلاجة لأتناوله . و لكن طبعاً ما من مجيب ،

ذهبت لأرى من قام بفتح الثلاجة فوجدت شخصاً يقف عندها و عينه تنظر لعيني ، فحدثته قائلة : من أنت و كيف استطعت الدخول إلى المنزل ؟ بقي صامتاً و لم يتفوه بحرف ، فعدت و قلت له : من تريد ( وبدأت بالصراخ و لكن لا أحد يسمعني ) ،

ابتسم لي ابتسامة باردة تدل على سوء نيته و بعدها غبت عن الوعي ، عدت إلى الوعي لأجد نفسي في غرفة نومي

فأكملت نومي حتى الساعة الثانية و النصف قبيل الفجر ، فتحت عينيّ لأجد نفس الشخص يقف قبالة المرآة و انعكاس صورته غير ظاهر عليها ، لم أعرف ماذا أفعل فبدأت بالبكاء ووضعت رأسي تحت الوسادة ، اقترب مني ثم نزع خاتماً من أصبعه و أعطاني إياه ثم ولى خارجاً ، لم أستوعب حينها شيئاً مما جرى .

بعد الحادثة بأسبوع أتت قريبة أبي إلى منزلنا زائرةً و دار الحوار الآتي :.
-أمي : ندى دعي صديقتك هاجر قليلاً و هلمّي اطرحي السلام على عمتك .
-عمتي : أنتي هي ندى ؟ لقد سمعت عنك كثيراً و لكني لم أركِ يوماً .
-أنا : مرحباً بك ، كيف حالك ؟

-عمتي : الحمد لله يا ابنة أخي ، الخاتم في يدك جميل و لكن لماذا تضعينه و أنتِ لست مخطوبةً 
-أمي : أنتِ أعلم ببنات هذه الأيام .
-أنا : لقد وجدتها في الشارع و طابق مقاسها مقاس يدي فأخذتها .

-عمتي ضاحكة : انزعيها يا ندى فهذا أفضل لك .
-أنا : حاضر يا عمتي .

لم أكن مطمئنة حينها لأنها كانت تنظر إليّ نظرات خوفٍ و حذر ..

و في اليوم التالي سافرت عمتي و عادت مرة أخرى في العطلة ، من هنا ابتدأت قصة جديدة ..

فَبِأثناءِ نومي كنت أحلم عمتي ستعود و تقرع الجرس , و أمي تقول لي اذهبي و افتحي الباب لعمتك ، و بالفعل استيقظت من النوم و سمعت صوت الجرس يُقرع ، و كانت عمتي فعلاً ..

اشتممت رائحة عِطرٍ تفوح منها لا أذكر أين اشتممتها من قبل ، و لكنّي تذكرت إنها رائحة عِطر نفس الرجل الذي أعطاني الخاتم سابقاً ، عمتي كانت قادمة لأخذنا في زيارة لمدة أسبوعين عند أناسٍ من أقاربنا ، و بالفعل سافرنا إلى القرية التي يوجدون بها و هي قرية من قرى مِصر ، يوجد بهذه القرية بحرٌ يطل عليها ..

خلدت إلى النوم و حلمت أن نفس الشخص الذي أعطاني الخاتم يقوم بإغراق طفلين في البحر , و باليوم التالي تم العثور على جثتين تعودان لطفلان قد ماتا غرقاً بالفعل , كان التاريخ يومها الثالث من أغسطس لعام 2012 كنت في المرحلة الثالثة إعدادية ..

بعد تلك الحادثة أصبحت كلّ ليلةٍ أحلم و يتحقق الحلم في صباح اليوم التالي ، إلى أن أتى اليوم الذي سافرت به عمتي و من تلك الساعة لم أرها و لكنها معي دائماً في أحلامي ، كل يومٍ أحلم أن عمتي تقطن في بيتٍ مسكون و تريدني أن أنتقل للعيش معها ، وهذا الشاب الذي أعطاني الخاتم من اليوم الثالث عشر من يناير يظهر لي ، كان يظهر لي كل ثاني عشر و ثالث عشر من الشهر ،

في عام 2015 حلمت أن هذا الشاب يقول لي أنني زوجته و أنا أقول له أني لست متزوجة و أننا كنا في زفافٍ يشهده أناس لا أعرفهم .

بعدها كنت أشعر دائماً أنه متواجدٌ معي في غرفتي أثناء نومي و كنت أشعر أن هناك يداً تلمسني أيضاً ، عندما تحصل مشكلة و أذهب إلى غرفتي باكية كنت أشعر بيدٍ تربّت على ظهري بخفة ، و أثناء نومي كنت أحلم بالأشياء قبل حدوثها ، كنت أشارك كل أسراري مع زميلتي هاجر ..

و في يومٍ من الأيام ذهب إلى المدرسة فوجدت كل الطلاب يعرفون بأسراري ، لم أكن اعرف ماذا أفعل فعدت إلى البيتِ وقلت في نفسي أني لن أذهب حتى للمدرسة و لن أخرج من المنزل 

و لكن بعدها بأسبوع تفاجأت بصديقتي هاجر تطرق علي باب المنزل و كانت ذراعها مكسورة و أخبرتني أنها كانت تنزل عن السلالم و أني من قمت بدفعها , و كل يومٍ آتي لها في الحلم أعذبها و أنها كرهت النوم بسببي ، قلت لها اهدأي فليس لي ذنب فيما يحصل لك .

قمت برمي الخاتم في نفس البحر الذي غرق فيه الطفلان و من يومها و أنا أحلم أن هنالك شخصاً يريد أن يقتلني و مهما هربت منه يتنكر بصورة ثعبان و يقتلني في أحلامي ، و أحلم أيضاً أن عمتي تقدمني هدية لهذا الشخص شريطة أن يعطيها الخاتم !

فما تفسيركم لما يحصل معي ؟!

تاريخ النشر : 2016-02-17

guest
50 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى