أدب الرعب والعام

جيف رجل السيرك

بقلم : علي سامر – سوريا
جيف رجل السيرك
انه طويل و ملابسه مخططا بالأحمر و الأبيض و شعره طويل

منذ وقت ليس ببعيد كان هناك طفل يدعى جاك، كان في الخامسة من عمره ، يتيم الأب ويعيش مع أمه في بيت جميل بإحدى بلدات ولاية تكساس . للأسف جاك كان وحيدا جدا لدرجة إنه لم يكن له ولا حتى صديق واحد في الحي لذلك كانت أمه تلاعبه في بعض الأحيان ، وأحيانا أخرى تتركه يلعب مع عرائسه في حديقة بيتهم.

ذات يوم كان جاك يلعب في حديقة المنزل كعادته و أمه تجهز الطعام في المطبخ، فسمعت الأم ابنها يتحدث مع شخص ما فتعجبت لأن ابنها ليس له أي أصدقاء ليتحدث معهم، فخرجت مسرعة لترى مع من يتحدث فلم تجد أحدا مع ابنها ، فسألته مع من كنت تتحدث؟! .

فقال لها: كنت أتحث مع صديقي جيف رجل السيرك .

فتقول له: من هذا جيف وكيف شكله؟! ..

فقال لها: انه طويل و ملابسه مخططة بالأحمر و الأبيض و شعره طويل يشبه المهرجين في السيرك.

فتقول الأم بحزن في قلبها: لقد بدأ يحصل على بعض الأصدقاء الخياليين بسبب قلة رفاقه .

ويدخل جاك إلى الداخل ويمر باقي اليوم بشكل طبيعي . وفي ذات ليلة تحلم الأم أنها تدخل إلى خيمة سيرك وترى في داخلها اطفالأ مقتولين بشكل فظيع ، أشلاءهم متطايرة يميناً و شمالاً و عيونهم خارجة عن محلها ، و تلاحظ وجود بعض الحلوى على الأرض، و في آخر الحلم تسمع ضحكة شريرة.. فتستيقظ من نومها و هي مبللة بعرقها ، وتذهب فورا للاطمئنان على جاك فلا تلاحظ شيئاً غريبا عليه، لكنها في نفس الوقت تسمع ضوضاء آتية من المطبخ فتركض لترى ما يحدث فتجد المطبخ مقلوبا رأسا على عقب .. فتنتابها الريبة ومن شدة خوفها لا تقدر على النوم.

في صباح اليوم التالي يخرج جاك ليلعب في الحديقة ، وبعد فترة تذهب الأم لتطمئن عليه، فتجد في يده بعض الحلوى ، فتقول له: من أين حصلت على هذه الحلوى ؟.

فيقول : جيف أعطاني إياها .

و كانت الحلوى تشبه تلك التي رأتها في منامها ، فترميها من يده و تقول له لا تتحدث مع احدٍ غريب مرة أخرى.

في نفس الليلة كانت الأم تجهز نفسها للنوم وإذا بها تسمع صيحات جاك آتية من غرفته فتتصل بالشرطة وتأخذ سكينا من المطبخ و تذهب مسرعة إلى الغرفة فتجد جاك معلقاً على الحائط و أحشاءه متناثرة كما في الحلم، ويخرج من زاوية الغرفة شخص مألوف .. أنه جيف رجل السيرك كما وصفه أبنها جاك .. طويل .. ملابسه مخططة بالأحمر و الأبيض .. و شعره طويل .. وقف جيف أمام جثة جاك فانتابت الأم نوبة هستيرية من العصبية وهجمت عليه لتطعنه في صدره لكنه اختفى كالدخان لتستقر سكينة الأم في صدر ابنها جاك ، وتزامن ذلك مع دخول دورية الشرطة فألقوا القبض على الأم بتهمة أنها هي من قتلت أبنها و قاموا بوضعها في مصحة عقلية لأن أحدا لم يصدق القصة الخرافية التي روتها.

تاريخ النشر : 2016-06-04

علي سامر

سوريا
guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى