تجارب من واقع الحياة

حادثة غيرت حياتي

بقلم : لهى – الجزائر

اتذكر ذلك اليوم جيدا كأنه حدث بالأمس يوم كنا نريد الذهاب لمنزل جدتي في العطلة الصيفية ولو تعلمون كم كنت متحمسة جدا فقد انتظرت يوم نذهب لمنزلها طوال العام الدراسي

صعدنا لسيارة وكلي فرح وسرور واذكر اني كنت في العاشرة من عمري حينها بدأ ابي يقود ونحن نضحك ونغني انا واخواتي الثلاث ولو رآنا اي احد سيقول انه لا شيئ يمكنه ان يعكر صفو ومزاج هذه العائلة السعيدة
ليلتفت ابي الينا ويقول من يريد المثلجات لنصرخ كلنا قائلين انا انا انا .. ليستدير بعدها للامام واذا بسيارة اتت نحونا ، حاول ابي بكل قوة وسرعة ان يبتعد لكن الاوان كان قد فات حينها

كل ما اتذكره اني رأيت اخواتي كلهن بدماء جالسين في السيارة المحطمة وابي ورأسه المليء بالجروح وامي وقد تشوهت بالكامل لأحس بشيء غريب قد حدث في جسدي ويغمى علي حينها

استيقظت في مكان هادئ وكأن شيئا لم يحدث لأجد نفسي في سرير في المستشفى دخلت علي اخواتي كلهن وسعدت انهن على قيد الحياة بكيت وبكيت وهن بكين وعانقنني

سألتهن عن والدي ليقلن لي انه بخير وهو نائم لأسئلهن عن امي ليسقطن ارضا وهن لا يتوقفن عن البكاء لأعرف حينها اني لن ارى امي بعد الآن
سالت دموعي كلها ولم اتوقف ليمر الوقت وشعرت اني اريد الذهاب للحمام لكني لم استطيع المشي صرخت وصرخت لتأتي الي الممرضة واقول لها سيدتي سيدتي لا استطيع المشي ما الذي حدث لي ، جلست امامي المسكينة لتزيح عن رجلي الغطاء وجدت انهما بخير لأقول لها ان رجلاي بخير ما الذي حدث لكي اعجز عن تحريكهما ، لتقول لي يا عزيزتي انا اسفة اصبت بشلل كامل في رجليك ولن تستطيعن ان تحركيهما

لم اصدق هذا لاقول في نفسي وانا ابكي لماذا حدث كل هذا اردت الذهاب لمنزل جدتي فقط والاستمتاع في عطلة الصيف مع عائلتي لماذا حدث كل هذا لماذا لابكي دون توقف فقد كان قلبي ممتلئا بلحزن

وتمر الايام ونعود لمنزلنا الحمد لله عاد لنا والدنا في كامل صحته لكننا الان عدنا بدون فرد رئيسي في عائلتنا وهي امي ، تغير المنزل في رحيلها عنا ولم يرد ابي الزواج بعدها لانه قد احبها ولم يقبل ان تحل اخرى مكانها وقال لنا لن ينقصكن شيئ يا حبيباتي ستكبرن وستتزوجن وتعشن حياتكن في سعادة وساعمل جاهدا من اجل ان لا ينقصكن اي شيئ
ومن هنا صار الشيئ الذي اراه اكثر هو الكرسي المتحرك فقدت قوة رجلاي اثر الحادثة التي غيرت حياتي فلم اعد استطيع اللعب في الخارج ، اسمع الفتيات يلعبن وانا قلبي يحترق وانا انظر لرجلاي المشلولتان لتمر عطلة الصيف كلها دون ان امرح ولم ابتسم بها ابدا وها انا حاليا في الثالثة عشر من عمري ولازلت مشلولة واب يحاول جمع المال الكافي من اجل ان اعالج في الخارج وقلبي يشتاق لامي وانا احبها ولن انساها صحيح اني لم اعش وقتا طويلا معها ولم اعرفها جيدا الا اني اعرف شيئا واحدا وهو انها قد احبتنا اكثر من اي شيئ اخر واننا نحبها ايضا وانا املك الامل في شفائي وادعو ربي عز وجل ان اشفى لافارق الكرسي المتحرك هذا الذي انا جالست فيه حاليا وانا اكتب قصتي التي غيرت حياتي

guest
9 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى