تجارب من واقع الحياة

حبي لأمي يتناقص يوما بعد يوم

بقلم : فتاة ما

حبي لأمي يتناقص يوما بعد يوم
مررت بأيام مؤلمة جداً و لم يكن هناك احد بجانبي

قبل أن ابدأ في سرد قصتي أود ان اقول ان والداي شخصان رائعين و أتمنى لهما كل الخير.

انا فتاة في السادسة عشر من عمري، منذ ان كنت صغيرة كنت دائما افضل أبي على أمي، أبي شخص متفهم و مثقف تعجز الكلمات عن وصف مدى روعته، هو يقف دائماً إلى جانبي و يستمع إلي و لم يرفض لي يوماً طلب. على عكس أمي تماماً، ربما ستبدو سيئة بعد هذا المقال لكنها ليست كذلك وهي بالطبع تحبني، هي فقط لا تملك نفس وجهة نظري وأفكاري، هي عكسي تماماً.

هي لا تكثرت لما أريد، او ماذا أحب، بل ترى الأشياء من جهتها فقط. هي لا تحترمني و أحياناً تقول لي كلمات جارحة تجعلني أفكر، كيف لأم ان تقول لإبنتها أشياء بشعة كهذه؟ كلامها و طريقة كلامها و معاملتها مهينة و جارحة.

انا لم احظى يوماً بتلك العلاقة الحميمة كما نراها في الأفلام مع أمي، هي لم تفهمني يوماً و لم تستمع إلي، و كلما نتحدث ننتهي بالصراخ و الشجار لأننا نملك آراء مختلفة جداً. هي لا تحترم آرائي و اختياراتي.

اتمنى لو انها كانت كجميع الأمهات، تمشط لي شعري و تجعلني أبدو جميلة، كلما نذهب للتسوق تختار لي أشياء عريضة و طويلة لا تناسب جسدي الرشيق و لا عمري الشبابي. و كلما تراني سعيدة أسرّح شعري تأتي و تقول لي”تحجبي أيتها العاهرة، انت ذاهبة إلى الجحيم، أباكِ مخطئ لأنه لم يحجبك غصباً عنكِ” ، و كلما اتحدث معها تجلب قصة الحجاب، لم اعد حتى اريد ان اكلمها ….

لو فقط علمتم عدد المرات التي اخبرتني فيها انها تخجل بي و لا تريد الخروج معي لأنني لست “محجبة”، و تصرخ لله و تقول ان حظها سيء لأنها انجبتني، و انها تتمنى لو انها لم تنجبني يوماً، و تهددني بأنها ستحبسني في المنزل او سترميني للكلاب في الشارع إن لم اتحجب. و كلما ترى فتاة محجبة تقارنني بها و تخبرني بأنها تبدو اجمل مني.
و هي طوال الوقت تصرخ على ابي و تستفزه و تقول له كلاماً جارحاً لأنه لم يحجبني “غصباً” فتسمم أفكاره فيغضب ويبيت يصرخ علي و يضربني.

اصبحت اكره الحجاب و كلما ارى فتاة محجبة اشعر بالإختناق لأن أمي حتماً ستفضلها علي. كرهت حياتي بسبب امي و اردت ان اقتل نفسي طوال الوقت، مررت بأيام مؤلمة جداً و لم يكن هناك احد بجانبي، أبي اصبح يقف إلى جانبها و لم يعد لدي حضن أبكي فيه. كانت أياماً سوداء، و كنت حقاً سأقوم بقتل نفسي.

كم كانت حياتي ستكون مثالية لو كانت امي تتفهمني. مصدومة انا حقاً لأنني اعتقدت انها ستحبني في شتى حالاتي و بجميع عيوبي، لكنه اتضح انني كنت مخطئة. كل صرخة تصرخها و كل كلمة تقولها تحدث ثقوباً في قلبي يسيل منها كل الحب الذي أكنه لها. أبي هو املي الوحيد في هذه الحياة، و لكنني خائفة ان تسمم افكاره و يصبح مثلها.

انا مرهقة، و خائفة من نفسي، لكي لا تراودني تلك الافكار مجدداً… اريد ان اعيش حياتي ، اريد ان تتوقف امي عن ازعاجي و تحترم قراراتي، ماذا أفعل؟

(ارجو الا تأتوني بآيات و أحاديث لمحاولة إقناعي بلبس الحجاب ، انا لن أرتديه ارجو ان تحترموا قراري و شكراً)

تاريخ النشر : 2018-08-20

guest
53 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى