تجارب من واقع الحياة

حب الذات

بقلم : ايو – العراق

شجارات أمي لا تتوقف معي و تستمر بمناداتي بالفاشلة و عديمة النفع
شجارات أمي لا تتوقف معي و تستمر بمناداتي بالفاشلة و عديمة النفع

 

كما يعلم جميعنا كل شيء يبدأ و ينتهي عند حب أو كره الذات ، و هذه هي مشكلتي ، أنني لا يمكنني حقا أن أحب نفسي . دائما ينتهي الأمر بي بمقارنة نفسي مع الآخرين مهما حاولت ألا أفعل ، لكن بدون أن أشعر أكون قد فعلت ذلك داخل راسي .

أنا فتاة عادية تماما و على قدر متوسط من الجمال طولي حوالي 160 و وزني 65 أظنه كثير ربما ؟ أنا أرى نفسي بدينة عندما أنظر للأشخاص من حولي . ملامح وجهي عادية و هادئة ، لكن يطغى البرود على ملامح وجهي ، لهذا دائما ما يظن الآخرون أني لا أهتم لأي شيء ، و إني أعيش كما أريد و لا أهتم أو يظنون أنني منزعجة . ولكن الأمر بالحقيقة أن تعابير وجهي هي هكذا . 

أنا حاليا بالـ 17 من عمري ، عقدتي و كرهي لذاتي بدأ منذ أن كنت 12 سنة ، أي خمس سنوات و أنا أحارب أفكاري السوداوية بالانتحار أو ما شابه . كرهي لنفسي يزداد يوماً بعد يوم بدون أي سبب ، شجارات أمي لا تتوقف معي و تستمر بمناداتي بالفاشلة و عديمة النفع ، و تقول أنها تتمنى لو أنها لم تنجبني ، حتى أنها بأحد أيام رمضان بهذا الشهر الفضيل دعت أن يأخذني الرب و يقتلني ، لهذه الدرجة وصل حقدها نحوي بدون أن أفهم لما حقا تفعل هذا .

عندها صحونها أحب وأغلى مني ، فعندما كسرت صحن بالخطأ ركضت تجاه صحنها و صرخت بوجهي و عندما سألت لمَ لم تتفقديني ؟ هل صحنك أهم مني ؟ قالت أجل إنه أهم يا حمقاء . و ذهبت ..

لا أعلم لمَ هي هكذا ، صحيح أنني أحيانا أرد عليها ولكن أنا لا افعل إلا إذا تمادت حقاً ، فأنا أيضا إنسانة لن أصمت إلى الأبد بكل مرة ، و هذا ما يزيد كرهي لنفسي ، كون عائلتي بنفسها ترفضني . لدي أربعة إخوة ، فتاتان و اثنان فتيان ، ولكن جميعهم أكبر مني بكثير ، بينما هم أعمارهم متقاربة إلا معي لهذا لا هم يفهمونني و لا أنا أستطيع فهمهم .

أصبحت حساسة جدا لكن لا أريد إظهار هذا ، أشعر و كأن العالم ب أكمله يرفضني ، لا أحد بحاجة لي و لا أحد يريدني ، حتى لو مت لن يهتم أحد . مهما حاولت طرد هذه الأفكار لا يمكنني ، إنها تعود مجدداً و مجددا لرأسي . وجدت الكتب وسيلة لأهرب من واقعي لكن أمي منعتني حتى من شراء الكتب كونها تقول أنها مضيعة للمال . لا أفهم لمَ تحاول تحطيمي هكذا ! كل ما تفعله هو التذمر و التذمر دوما ، سأمت لا يمكنني حتى مصارحتها بحالة الاكتئاب التي أمر بها 

بدأت أكره الخروج من غرفتي حتى الأضواء لا أريدها فقط أنام و أنام . إن أخبرتهم سوف يسخرون من حالتي و يقولون مجنونة ، عائلتي من النوع الذي لا يعرف أي مرض نفسي ، عندهم من لديه عقد أو مرض نفسي كالتوحد أو الاكتئاب أو ثنائي القطب إذاً هو مجنون . هم حتى لا يعرفون الفرق بين هذه الأمراض ، لا يمكنني إخبار أحد بحالة كرهي لذاتي و اكتئابي ، لا أصدقائي و لا عائلتي ، لا أحد بإمكانه مساعدتي ، ولكن حالتي تسوء يوماً بعد يوم ، لا أعلم أصبحت فقط أريد أن أنام على أمل ألا أستيقظ مجدداً ، محققةً بذلك أمنية أمي و أرتاح أنا أيضا . خمس سنوات و أنا أكافح لوحدي ، لكني تعبت . أنا إنسان أيضا .. أرجوكم ليساعدني أحد ما

تاريخ النشر : 2019-06-19

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى