تجارب من واقع الحياة

حزينة .. ولا ذنب لي

بقلم : لانا.

حزينة .. ولا ذنب لي
قهر كبير يأكل صدري

مرحباً.. أمنيتي في هذا العالم فقط أريد عائلة سليمة ليست فاسدة ، عائلة تحبني وتحترمني وتحتويني ، عائلة وإن جلست معهم تحت سقف واحد تشعرني بالأمان ، فقط أريد الأمان في هذا الدنيا ..

أنا لا أعيش بأمان سواء خارج أم داخل المنزل … عندما أذهب إلى المدرسة لا أسلم من لسان المعلمين ولا الطلاب وكأنني فتاة سيئة ، هل بسبب منظري ؟ هل لأني لا أملك حقيبة مدرسية ؟! وأحمل الكتب في يدي .. هل لأنني فتاة لست من عائلة شريفة؟! هل من ملابسي تلك التي مضى عليها الدهر ؟! لأنني لا أجد من يشتري لي ، هل لأنني أشبه الهيكل العظمي ؟

نعم بسبب سوء التغذية أصبحت أعاني من مظهري الخارجي ، أبدو شاحبة بياض غير طبيعي ..هناك معلم لم يتركني في حالي وكلما سمحت له الفرصة قذف لي كلاماً كالسم ، وإن رددت عليه مدافعة عن نفسي ذكّرني من أنا ودائماً ما يقول (أنتِ غير متربية … بالطبع عائلتك ليست إلا من الحشرات ) أصمت ماذا أقوال أنا.. كلامهم دائماً لي كالسهم يطعن قلبي ويطعن كياني لا سبيل لي سوى البكاء في أحدى حمامات المدرسة ..

لا أب يحميني ولا أم تعتني بي وتسأل عن حالي .. عائلة ليست سوى عار جعلت مني إنسانة مطأطأة الرأس في كل مكان ، وعندما يذكر أحد أسم أبي لا فخر لي ، ما هذا ألا أستحق الموت ؟ لن يرحمني سوى الموت ، جميعهم لم يرحموني ولم يرحموا صغر سني ، إذاً لماذا أعيش والذئاب تنهشني تريد أن تنال مني تريد جسدي ، لماذا أعيش كل هذا الجحيم ؟

أنا من عائلة أمي بائعة هوى تبيع جسدها (عذراً لقول ذلك) هذه الحقيقة التي لم أتقبلها ، فهي تبكيني ليل نهار ، وأبي مدمن المسكرات والمخدرات وكل شيء يخطر على بالكم ويأتي بالرجال في المنزل ، بعدها اكتشفت الأمر برمته بنفسي ، حتى أنني لا أعلم أن كان أبي حقيقة لأنه يفكر بي بطريقة سيئة ونظراته تدل على ذلك ، إن كان أبي لمَ فكر بي بتلك الطريقة ؟

أمي أسوأ بكثير حيث لا تأتي لتسأل عني وأنما لتسأل هل أتتكِ العادة الشهرية ..أنا أستغرب ذلك لمَ تسأل ! حتى أنني لا أفهم ولا أعلم ما الذي تقوله من هذا الكلام … بعد ذلك قرأت عنه وفهمت الأمر ، لدي خالة تتحدث معي وتشفق علي فقط لأنني أنا مثيرة للشفقة ، ودائماً ما تعطيني مالاً لي وملابس ، وأعتطتني منذ فترة بعيدة هاتف أحتفظت به ولا أحد يعلم ذلك ، ولكن أبي عندما يعلم ذلك لا أعلم كيف يعلم يغضب علي ، أيضع أحد يراقبني أم ماذا ؟ يريد أن أعطيه المال كاملاً وإن لم أعطه ما يريد يجلدني بالحزام ، كم هذا مؤلم .. يأتي ويقول إنني أحبك يجب عليك أن تنصتي إلى ما أقول وتفعلي ما أريد دون أعتراض .

ومرة والكثير من المرات يحصل معي ذلك ، كنت معتادة على أن أغلق باب غرفتي بالمفتاح لأنني أشعر بالخوف بجلوسي في هذا المنزل ، وعندما كنت نائمة شعرت بأحدهم يريد فتح الباب و أخذ يطرقه ويطرقه وأنا مرتعبة كثيراً ، قررت غداً أن لا أرجع إلى المنزل وسأهرب ، و اتصلت على خالتي ، لم أذهب إلى المدرسة ولكنني وقفت أمامها حتى أتت خالتي أمضيت معها وقت ممتع وتمنيت أن تكون هي أمي فهي حنونة على أطفالها ، وجاء زوجها وغضب عندما رآني ، تشاجرا بسببي ، تمنيت أنني لم أولد لأنني لا أجلب سوى المشاكل وحملت كتبي الدراسية بيدي وكنت سأذهب دموعي كانت محبوسة فقط كنت أنتظر الذهاب للمكان المناسب ، وتسللت خارجاً وهربت وعدت إلى ذلك المنزل الكئيب جداً .

لم أرى المفتاح في باب غرفتي وتلقيت ضرباً قاسياً بسب تأخري ..من سيقبل بي أنا لا أشعر بالانتماء إلى هذه البلد التي أعيش بها ..ربما مكاني تحت التراب حتى لو مشوا فوقي أو دهسوني بأرجلهم لن أشعر بالألم الذي أعيشه الآن ، الكل يتحدث عنا ودائماً ما أشعر بالأهانة والعار مجتمعان معاً ، من بقي ولم يعلم عنا ؟ كل يوم أمشي في نفس الطريق وأجبر على الاستماع إلى تلك الكلمات من الرجال القذرين (أخبري أباكِ أنني نريد أمكِ وأنتِ دوركِ قريباً يا جميلة )

قهر كبير يأكل صدري ، قهر الظلم الذي أعيشه ، قهر الهم .. لقد كرهت الجميع ، لقد كرهت العالم بأجمعه ..أنا أستحق أن أقتل نفسي بيدي بعدها لن يفتقدني أحدهم ، ربما سأذهب إلى الجنة وسأتخلص من القيود التي حرمتني طفولتي ، أنا دائماً ما أدعو ربي أن يأتيني مرض قاتل يفتك بي دون أي علاج لأنه لا وجود لأي علاج لي ، ولأنه دعوة صغار السن مستجابة ، لقد تخلى عني الجميع وأنا بنفسي على استعداد للمغادرة  .

أعلم أنكم لن تساعدوني لأنكم تعلمون أنا مِن عائلة مَن ، الجميع هكذا يلوموني لأنني من هذه العائلة ، كم أتمنى الموت على هذه الحياة ، ليس فيها أي شيء مميز ، قليلاً ما أبتسم وكثيراً ما أبكي ، أنا في حياتي لم أذهب إلى مدينة الألعاب وكم أتمنى زيارتها 

ولكنني أرجو أن تساعونني وتدعوا لي بالموت القريب و الخلاص 

تاريخ النشر : 2018-04-20

guest
43 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى