تجارب ومواقف غريبة

حكايا الباعة المتجولين المرعبة

بسم الله، سأحكي لكم بعض القصص المرعبة التي حدثت لأشخاص أعرفهم. وقد تأكدت من بعضهم شخصيا و وثقت حكاياهم، وأحببت أن أشارككم إياها. وخصصت هذا المقال بحكايا الباعة المتجولين على أمل أن أكتب لكم حوادث وحكايا غير ذلك في مقالات أخرى إن شاء الله؛ فهيا بنا :

الحادثة الأولى

كان ابن عمي أحد الباعة المتجولين يذهب يوميا في الصباح الباكر الى السوق الواقع في القرية المجاورة لقريتنا؛ كي يشتري بعض الخضروات ثم يعود ليبيعها في قريتنا وقرى أخرى قريبة.

كان السوق الذي يذهب اليه بعيدا، ويتطلب الذهاب اليه المرور بالوادي (الجَهْلَه). والوادي هذا مخيف وموحش وتحيط به جبال شاهقة، ولاتجد فيه أحدا من الناس. وتشعر بالرهبة إذا كنت فيه خاصة إن كنت لوحدك، وذات يوم حصل له أمر جعله يعتزل البيع والشراء نهائياً.

فقد خرج مبكرا كعادته الى السوق واشترى بضاعته وحملها على ظهره واتجه عائداً الى القرية كي يبيعها. ولكن بينما هو بمنتصف الوادي رأى مابدا له رجلاً اسوداً يغتسل.. وهو جالس بالقرب من أحد أحواض الماء في الوادي. وقد أعطى ظهره لابن عمي، ولم يكن بينهم سوى أمتار قليلة، فأراد ابن عمي ألا يفاجئ الرجل. فبادره بالسلام من مسافة تقارب سبعة أمتار، وإذا به يرى الرجل يقف قائماً مضطرباً بقوة وكأنما لم يتوقع وجود شخص بالوادي.. والتفت ناحيته بغضب. وحينها رأى ابن عمي شيئاً جعله يرمي بما يحمله و يصرخ بصوتٍ عال ويعود من حيث أتى وهو يصيح بأعلى صوته ويستغيث.

إقرأ أيضا : حكايات عن الحسد والحاسدين

لقد رأى الرجل الأسود عارياً تماما والشي الأكثر إخافة أن وجهه كان وجه ماعز، وكان الشر باديا في عينيه. فركض ابن عمي هارباً ولم يلتفت أبدا وراءه، وصعد من الجهة الأخرى ناحية إحدى القرى القريبة.. ونادى على بعض أهل القرية وطلب منهم الماء ليشرب، وأخبرهم بما حصل له. فلما رأوه وهو بتلك الحالة وهو يحاول أن يخفي عنهم دموعه هدأوا من روعه، وطلبوا منه الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

وسرعان ما انتشرت قصته في تلك القرية، وراح الناس يستعيذون بالله من الشيطان. وتعاطف بعضهم معه والبعض منهم كان يعاتبه لأنه يسير في ذلك الوادي المخيف وحيداً خاصة وأنه بعمر الخامسة عشر.

ثم تحمس بعض الشباب وطلبوا منه أن يقودهم إلى حيث رأى الرجل كي ينظروا من هو.. وأيضاً لكي يستعيد بضاعته التي تركها بالوادي. وعاد معهم والخوف يكاد يقتله لكنه تشجع بهم، ولما وصلوا إلى المكان الذي رأى فيه مارأى لم يجدوا أحدا.. ولم يجدوا أي أثر له. فحملوا معه بضاعته وأوصلوه إلى مشارف القرية حيث أحس بالأمان فشكرهم وعادوا أدراجهم.

حكيت هذه الحادثة لزوج أختي وكان يستمع إليّ باهتمام وحين أكملت قال لي: أنا اصدقه!، ثم استطرد يحكي لي سبب تصديقه لما حصل لابن عمي وإليكم حكايته.

الحادثة الثانية

إقرأ أيضا : قصص رعب حصلت لي

قال زوج أختي أنه أيضا كان بائعا متجولا يبيع الخضروات مثل ابن عمي، وكان يذهب إلى نفس السوق ويمر بالوادي نفسه. ولكنه كان لا يذهب إلا في رمضان فحدث له ما جعله يتوقف عن ذلك العمل. حيث أنه ذات يوم كان عائداً من السوق قبيل العصر، وفي نفس المكان الذي حصلت الحادثة السابقة سمع غنمة تصرخ متألمة بشكل مخيف ويخالط صوتها صوت رجل أجش غاضب يبدو وكأنه يعاقب تلك الغنمة.

قال زوج أختي أن القشعريرة سرت في كامل جسده وانتصب شعر رأسه، فصراخ الغنمة كان مهيبا وكأنما أحد يسلخها وهي حية.

كان يسمع الصوت ولايرى شيئاً، حيث أن هناك صخورا ضخمة تحجب الرؤية عنه.. لكنه يعرف أنه سيراها حين يتقدم. فاستمر بالتقدم وهو يلتفت ناحية الصوت الذي بدأ يزداد. فصار قلبه يدق بقوة ويكاد يبلغ حنجرته. وبعد عدة خطوات التفت ليرى مايجري، وإذا به يسمع قرقعة مرعبة، ويرى الغنمة تطير باتجاهه من الأعلى.. وكأن شخصا ما رفعها ورمى بها من حوالي أربعة أمتار أو اكثر باتجاهه. فسقطت الغنمة قريبا منه، ولم يكن لديه وقت ليفكر سوى بالفرار والنجاة.. ومنعه الخوف من أن ينظر للفاعل؛ لأن المكان وعر ولا يمكن لبشر أن يصعد اليه وأيضاً الصوت المخيف الذي سمعه.

فانطلق يصرخ متجها نحو قريتنا، وصعد الجبل أسفل القرية بسرعة عجيبة.. وحين وصل ارتمى عند أعتاب الدار فصاحت جدته وأمه وقد رأين علامات الرعب بادية على وجهه، فحكى لهن ما حدث. ويقول أنه إلى حد الآن حين يتذكر الحادثة تسري القشعريرة في جسده ويحس بالخوف الشديد.

الحادثة الثالثة

ملاحظة ( هذه الحادثة حكاها لي أخي حيث أنه هو التقى بالشخص الذي حدثت معه الحادثة)

إقرأ أيضا حوادث مرعبة (1)

كان مرزوق أحد الباعة المتجولين أيضا، يمر القرى ليبيع بعض الخضروات التي يحملها بسلة على ظهره. وذات يوم مر بقرية قريبة من قريتنا، حيث أنه لم يمر من قبل بتلك القرية ولا يعرف ساكنيها.. وكان هناك ثلاث دور قديمة ذات ثلاثة طوابق. لكن إحداهن شبه متهدمة وغير صالحة للسكن والثانية لابأس بها لكن لا يسكن فيها أحد. فقد كان يسكن فيه الحاج علي قبل سنوات عديدة، إلا أن أبناءه أخذوه ليعيش معهم في المدينة، وأما الدار الثالثة فكان يسكن فيها عمر (أخو علي) وابنته.

مر البائع المتجول مرزوق بدار علي (الفارغة)، فرأى عند النافذة رجلا عجوزا ذو نظرات باردة ولا يكاد حتى يرمش بعينيه، فأشار له مرزوق بيده قائلاً : السلام عليكم!

لكن العجوز استمر بالنظر إليه ببرود ولم يتحرك، وكأنه تمثال. لكن مرزوقا لم يعطي اهتماما ذلك الوقت لهذا التصرف، فتابع يتحدث مع العجوز ويسأله إن كان يريد شيئاً من الخضار، لكن العجوز استمر في التحديق فيه بنفس الثبات المريب والجمود الغريب. حينها ظن مرزوق أنه أصم لا يسمع فأخرج بعض الخضار من سلته وراح يؤشر للعجوز؛ لعله يشتري منه شيئا ما، لكن دون فائدة.
يئسَ مرزوق من الرجل العجوز وتابع طريقة للدار الأخرى وهو ينادي على خضرواته فأجابه عمر وخرج إليه يشتري منه. وبينما هما يتحدثان تذكر مرزوق العجوز فسأل عمر:هل جارك العجوز أصم أو أبكم وراح يحدثه كيف ظل يحدق فيه كأنه صنم.

إقرأ أيضا :

كان مرزوق يتحدث بينما عمر فاغراً فاه وحدقتاه متسعتان تكاد كلمات الدهشة تخرج من فمه لكنه لا يريد مقاطعة مرزوق. وحينما اكمل صرخ عمر: عن أي عجوز تتحدث، لايوجد أحد وهذا منزل غخي.

صار مرزوق يقسم أن هناك عجوزا كان بالنافذة. وهرع الاثنان نحو الدار وأشار مرزوق إلى النافذة التي رأى فيها العجوز، لكنها كانت مغلقة. وتقدم عمر نحو الباب الخشبي الكبير، وتفحص القفل فرآه مازال كما هو وعليه الغبار. فقال لمرزوق: انظر الى القفل كيف أن الغبار قد غطاه، فنظر الأخير وتأكد له أن مارآه لم يكن بشراً.. وتذكر حينها ذلك الجمود وتلك النظرات الباردة وأحس بالخوف فغادر مسرعا.
……………

اعذروني على الإطالة، فقد أحببت أن تعيشوا أحداث حكايا الباعة المتجولين بخيالكم. وأتمنى أن تنال أعجابكم .

دمتم بخير

التجربة بقلم : علاء العبسي

24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى