سؤال الأسبوع

حوار مع ضميرك..

بقلم : عاشقة الرعب – تونس

حوار مع ضميرك..
هل دخلت يوما في حوار مع ضميرك ؟

فلنغص في بحر شخصيتك قليلاً ..لمَ لا ندخل لبيت قلبك لنلتقي ذلك الزائر الحكيم المسمّى بالضمير..

 

الضمير البشري : هو ذلك الصوت الخفي الآمر الناهي للنفس و الحاكم بين السيء و الجيد , هو الذي يوقفك عنوة حين تتجاوزه فيكون عليك مواجهة تأنيبه حين يصب عليك جام غضبه ,وقتها تسعى لأن تخمد نيران غضبه بتصليح اخطائك.. و الضمير هو كائن تاريخي داخل الانسان فيعي بالماضي و يتحمل عبء الحاضر والمستقبل , وهو نقطة اختلاف ثانية بين الانسان و الحيوان الذي توجهه غرائزه, كما يمثّل مسؤولية الانسان عن نفسه و اقواله و افعاله..

انظروا اليه.. انه يقف عن كرسيه و يذهب لمكتبه الحياة ليطّلع على كتاب قوانين العيش و سننه و بها يمكنه توجيهك, لكن السيء حين يغفو تعباً من القراءة أو بالأحرى  ينام , فيكون عليك الغوص وحدك في معترك الحياة فتحصل الكوارث وقتها..

ضميرك يخلق معك يوم ترى النور الى يوم توارى الى ربك ويتأثر بطرق نشأتك و تربيتك , فإذا أنشأت في بيئة سليمة سيصنع منك إنساناً حكيماً ذو أثر وسلطان ووقار بين الناس, أما إذا كانت بيئتك متزعزعة بعض الشيء سيكون عليك التعاون معه و إصلاح نفسك حتى تواجه مطبّات الحياة الطويلة التي لا تخلو من العثرات و السقطات..

والضمير ينفتح على أبواب:

‏1 – باب الحياة او باب الضمير الاخلاقي:

و فيه يوجهك وجدانك او ضميرك الى التمييز بين ما هو خبيث و ما هو خير لك ,و ان عاكسته سيسجنك في زنزانته حتى تصلح خطأك..

لا شك أنك مسؤول عن حياتك لكن تلك الآلة الخفية تشكّل اكثر من النصف منك فتوجهك حين تنحرف وتعيد توجيهك, لكن اذا تعطلت هذه الآلة سقط الانسان في هاوية اللا شيء ليصبح كدمية تمشي في ملكوت الله دون هدف معين ,شاردة,  تائهة لا تعرف ما تفعل..

و كل كلمة تقال او كل فعل يقام عن ضمير صالح و طيب لا خرب او انعدم..  

وللضمير ذوق رفيع ايضاً فهو يحب الناس ويتأدب معهم و يؤاثرهم على نفسه  ويكرمهم ,وهذا هو ميثاق الانسان السوي, وكذلك يتصل الضمير بالدين الى حد ما فهو قد قرن بحسن الجزاء وحسب قول جلالته: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”(التوبة 105)

 

‏2 – الضمير المهني و الاقتصادي:

هو ايضاً بوابة للعاملين.. مثلاً عامل الكهرباء حين يركّب اسلاك و لم يقم بإيصالها جيداً فمن الطبيعي ان يوقظه ضميره فيتأكد من ثبات الاسلاك و إن غفى ضميره سيتهاون عن اداء واجبه و بالتالي يحدث حريق هائل يبتلع المكان الا ما رحم ربك..

وعلى سبيل المثال المتاجر ايضاً .. :إن ترك البائع سلعاً غير صالحة و منتهية الصلاحية فتحصل كارثة لأغلب زبائنه و الارجح ان على ضميره ان يقوم بتوعيته ليتأكد من جودة ما يبيع و بالتالي يبارك له الله في رزقه..

 

‏3- موت الضمير:

ألا تلاحظ ان مشكلة العصر هي عدم اعطاء الضمير حقه ؟ فلماذا وهو اهم ميزة للإنسان وهو دليله في لعبة الحياة ؟ انظر الى المجتمع والامراض الاخلاقية و تفشيها فيه, والمصائب التي تنزل على الانسان. اين الضمير في المجتمع ؟ اين الضمير في العلاقات العملية  ؟اين الضمير في العائلات ؟ والى ما لا نهاية من الاسئلة اطرحها بينك وبين ذاتك.. اصبح الضمير عملة نادرة في المجتمع يصعب امتلاكها بسبب الاوضاع الراهنة.. نقنع انفسنا بوجودنا و لكننا غائبون ,و حين تعلو اصوات الحق تسكتها اصوات الباطل ..حين يموت الضمير سيكون كل شيء ممكناً فواحش، منكر، سرقة ،نهب ،اغتصاب، قتل، كتم الشهادة ،الزور ،النميمة، التفتين،…الخ..

حين يموت الضمير يصبح طعم الدم كطعم العصير..

حين يموت الضمير يهون عليك حتى نفسك..

حين يموت الضمير يصبح الألم و الأنين كصوت سمفونية تستمتع حين تسمعها..

حين يموت الضمير يصبح هدم البيوت و المباني كفيلم مثير..

حين يموت الضمير يصبح صوت المدافع كقرع الطبول..

أين الضمير هنا؟ قلة المسؤولية افقدتنا عزتنا ؟

الضمير يموت وتسود الدنيا و تكفن بغلالة سوداء وتختفي فيها الانسانية والاحساس..

هنا عزيزي القارئ يمكنك الحكم كم أن فقدان الضمير امر خطير ويمكنك الاجابة عن هذه الاسئلة كما يمكنك الادلاء برأيك بحرية:

 

‏1- ما الضمير ؟

‏2- ما فوائد الضمير؟

‏3- ماذا يترتب عن غياب الضمير برأيك ؟

‏4- هل غاب عنك الضمير يوماً ما ؟

‏5- اي جانب مسيطر في حياتك ؟جانب الضمير ام جانب اختفاءه ؟

‏6- لماذا يموت الضمير برأيك ؟

‏7- العالم في سقوط بسبب فقدان الضمير.. ما رأيك بهذا؟ وهل من حلول ؟؟

تاريخ النشر : 2016-09-06

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى