تجارب من واقع الحياة

حياة مليئة بالتعب

بقلم : مالك الالم 

أصبح حالي كمن أخذ عقار مليْ بمادة تنشر الخوف والهلع
أصبح حالي كمن أخذ عقار مليْ بمادة تنشر الخوف والهلع
 
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاماً ، سأروي لكم قصتي و أتمنى أن تساعدوني .

في البداية وُلدت في أسرة متواضعة في بلد جميل ، وُلدت كأي طفل له أبوين يحبون أطفالهما ويصرفون أرواحهما من أجلهما ، لكن شاءت الظروف أن تتغير أحوالي ، ففي عامي السادس دخلت المدرسة أخيراً ، لن أقول متشوقاً بل متسائلاً ما هي المدرسة ومن فيها ؟ جاء ذلك اليوم الذي كنت أحمل فيه سندويشتي وحقيبتي استعداداً للذهاب وكانت الصدمة أنه في احدى الحصص طلبت من المعلمة أن اذهب للحمام (التواليت ) وحدث ذاك الشيء ، تعرضت لمحاولة اغتصاب ! كانت بعنف دمر طفولتي ودمر نفسيتي ، إلى الأن أنا تائه لا أدري ماذا أفعل ؟ قد تتساءلون لماذا لم تخبر أهلك ؟ سأجيب : من الصدمة لم أستطع أن أخبرهم خوفاً من المسائلة ، فالحمد لله أنها كانت محاولة لاغتصابي ولم يحدث … فعلي ، فأنا أصلي يومياً لذلك .

أهلي كانوا مشغولين بصراعهم ، كانوا ليلاً نهاراً في نقاش حاد وكان أبي دائماً يضربنا ويضرب أمي ، كم أتألم عندما أتذكر منظر أمي وهي تهان ! أشعر أنني أود لو أنني لم ألد على هذه الدنيا .

بعد ذلك اليوم أصبح حالي كمن أخذ عقار مليْ بمادة تنشر الخوف والهلع ، لم أكن أعلم أن ما حصل معي هو موضوع جنسي و أنه خطير ، لم أكن اعلم ما هو الجنس أصلاً ، بدأ الخوف يتغلغل إلى قلبي وعقلي و بدوت كالمجانين لا أشعر بما أفعل ، فقد أبالغ بما أقول لكن هذه هي الحقيقة أنا الأن ، حيث الأن 2020 م في زمن كثرت به المصائب أشعر بالألم ، أشعر بالأسى و لا أعلم ماذا أفعل ، هل أصرخ ، أم أبكي ، أم انتحر ؟ لقد ترعرعت في عائلة مسلمة و أنا ملتزم والحمد لله ، فكلما أتذكر الانتحار أتذكر النار و أنه الطريق الوحيد للنار ، فأنا أحب الله ، أحبه محبة صادقة .

كل هذا ولم أبدأ بمعاناتي أ اليوم أنا مجنون بالمعنى الحرفي للكلمة ، مجنون لأنني لم استطع تجاوز الصدمة ، أريد منكم الرأي هل أنا مجنون أم مريض نفسي أم ماذا ؟ أنا الأن أعاني من الوسواس القهري و أعاني من القلق و أعاني من الاكتئاب و أعاني من الرهاب الاجتماعي ، هكذا الطب النفسي يشخص حالتي ، فمن المستحيل أن تجتمع كل هذه الأمراض في شخص واحد أ أما على الصعيد الديني و أنا أثق به أكثر يشخصني بأنني مصاب بمرض روحي .

لا أعرف ماذا أقول ؟ أنا الأن منطوي على نفسي و أخاف من العالم ولا استطيع النظر باعين الناس ولا استطيع أن أحدثهم ، واذا حدثني أحد أعصب في وجهه و أذهب ، عرضت نفسي للطب النفسي وأخذت عقاقير نفسية ، كل ما أود قوله عن هذه الأدوية أنها مجرد أدوية تجعلك تدفع المال لتدمن عليها ، فهذه هي تجربتي .

في طفولتي وبعد تلك الصدمة بدأت أحلم بالكوابيس و أتبول على نفسي و أنا نائم و أمشي و أنا نائم ، نعم كنت أمشي و أنا نائم و أتحدث و أصرخ ، والى الأن أنا أجلس لوحدي و أتخيل أناساً وأتكلم معهم .

لقد عرضت نفسي على كثير من الشيوخ لكن لم يحدث شيء ، فأنا ما زلت كما أنا أعاني من أشياء لا يتحملها عاقل ، لا استطيع لمس الأشياء خوفاً من الاتساخ وخوفاً من القذارة .

أنا أعيش في معاناة لا يعلمها إلا الله ، كأنني مسكون ولن أكون كالذي يفترض افتراضات ، فأنا كما يقولون لست بكامل قواي العقلية ، كل ما أفكر به هو الانتحار ، لكن حبي لله يمنعني.

 لا استطيع أن أخبر أحداً من أهلي خوفاً من العار ، فهناك وساوس تقتلني شيئاً فشيئاً ، لا أدري هل الله يحبنا ؟ هل الله يختبرنا ؟ واذا يختبرنا  فغيري لا يستطيع الإنجاب على سبيل المثال ويعتبرها مصيبة ، وأنا أتمنى أن تكون مصيبتي كمثل هذه المصائب فسأحمد الله .

 أنا دماغي مملوء بالخيالات الجنسية والألم النفسي ، فما ألبث للوضوء للصلاة إلا و أتتني هذه الأفكار حتى الجأ للوضوء مرة أخرى .

 يا الله ساعدني أريد العيش بسلام ، أريد أن أشعر بالراحة ، أريد أن يصبح لي أصدقاء و أريد أن أكمل جامعتي بتفوق ، حياة بلا أصدقاء ولا سعادة ولا راحة ولا زواج هي عبارة عن دمار ، أتركوا لي تعليقاً قد ينقذ حياتي ، وشكراً.

تاريخ النشر : 2020-06-21

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى