تجارب من واقع الحياة

حياتي المزيفة

بقلم : كريستوفر – الأردن

سأذهب بكرامتي وسأختفي لأنني لم أستطيع النظر لوجوههم فهذا يجعلني أتألم
سأذهب بكرامتي وسأختفي لأنني لم أستطيع النظر لوجوههم فهذا يجعلني أتألم

 
رأيت بأم عيني ما حصل ، قلبي أنفطر ، لقد تهت و تاهت كل أحرفي معي ، لم أستطيع التكلم فعزلت نفسي ، أنا لا أعاني من أعراض نفسية بل أنا المرض نفسه هنا في المجتمع ، وأتسأل من أنا ، هل أنا أبن الزنى ؟ إذاً هذا سيمزق قلبي ، أم أنا أبن لمتوفين أم أنهم قد رموني ؟ والخيارات تطول وليس لدي الإجابة ، المضحك المبكي أنني قد رأيت مقاطع كثيرة على الأنترنت لأبناء يعترفون لأبنهم أنه ليس أبنهم فتتملكني الصدمة وأتأثر وأقول في نفسي عندما أرى ذلك يا الهي كم هم مساكين !

وكنت أتمنى أن لا يصبني هذا الموقف لأنه صعب ، عشرين سنة من حياتي كانوا يخفونها عني بالتظاهر أنهم عائلتي ، مع أنني طرحت السؤال لعدة مرات لعائلتي ( لماذا أنا مختلف ؟ ) وكانت الإجابة أنك تشبه أجدادنا ، مع أن جميع من قابلتهم يظنوني أجنبي فيتحدثون معي بالإنجليزية فيفاجئون أنني عربي ، بالطبع هذا لم يكن يسعدني بل يحزنني لأنني دائماً مختلف ، متفرد ، هذا إحباط بحد ذاته ، شعرت بالخيانة و لم أعد أتقبل العيش معهم لم أعد أتقبل نفسي ، أحياناً أنظر للمرآة أشمئز ، أريد أن لا أكون أنا ، أريد شكل مختلف ، شكل يشبههم ، شكل لا يميزني عنهم ، أظن بأنني جننت ، أنني مفتون بعائلتي ، أنني خائف بأنهم ربما في يوماً ما لم يرغبوا بي كأبن لهم وسيتخلون عني وسأُعامل كالدخيل.

 
كيف عرفت أنني لست أبنهم ؟ الإجابة وبكل بساطة لقد أخبروني ، لقد بكيت وبكت أمي معي ، قالت : إنها الحقيقة ، لكنك ما زلت أبني  ، أريد نصيحتكم ماذا أفعل ؟ أمور كثيرة برأسي ، ومنها هل سيتقبلني العالم خصوصاً أنني أعلم من أكون ؟ أريد أن أخرج من المنزل قبل أن يخرجونني ، سأذهب بكرامتي وسأختفي لأنني لم أستطيع النظر لوجوههم فهذا يجعلني أتألم ، والأهم من ذلك أنني مزيف وحياتي مزيفة ، لو لم يخبرونني بلسانهم لكنت أعيش حياة أفضل بينهم سعيدة كالسابق .
من سيشفي قلبي وجوارحي ويلهمني الصبر ؟

تاريخ النشر : 2020-06-27

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى