تجارب من واقع الحياة

حياتي انتهت قبل بدايتها

بقلم : الباحث عن الإجابة
 
أحس كأنني مسجون في سجن كبير هو الحياة وهمي طريق الخلاص

 السلام عليكم و رحمة الله إخواني وأخواتي أعضاء موقع كابوس ، جئتكم اليوم أحدثكم عن هم ضاق به صدري ولم أعد أتحمله ، حتى أني أحياناً يُخيّل لي بأنني شارفت على الجنون هذا ، و أولى أسطر حياتي لا زالت قيد الكتابة .

أنا شاب أبلغ من العمر 18 سنة ، تربيت تربية حسنة لكن متزمتة ، رغم انفتاح أهلي على المجتمع إلا أنهم لم يعرفوا يوماً كيف يحتوي الأهل أبناءهم ، لم أشعر يوماً بحنانهم أو عطفهم رغم احترامي الشديد لهم وخصوصاً أبي الذي يحترمه كل الناس فهو سوي و الحمد لله ، إلا أنني لطالما شعرت بذلك النقص ولم أجد من يعوضه

 فعندما كنت صغيراً كنت أرى الدنيا بأعين البراءة وأحب الجميع حتى ظننت أن البشر ملائكة في أخلاقهم ، كنت أعامل الحياة بإيجابية مطلقة وأحب الجميع وأسامح كل من ظلمني مهما فعل ، إلى أن جاء يوم استيقظت فيه على واقع مظلم أصبحت أرى الناس فيه كلهم خبيثين ، كيف لا وأن الذي كنت أسامحهم مهما عملوا في حقي لم ألاقي منهم معاملة طيبة ، منذ ذلك اليوم بدأت العقد النفسية تأثري في نفسي حتى دفعتني إلى الانعزال مكرهاً ، نعم لم أختر يوماً الوحدة التي أسرتني وجعلتني أبدو متكبراً رغم أنني لم أكن كذلك يوماً ، فخجلي اليوم طغى على أفعالي إلى درجة لم أعد أستطيع النظر في أعين أي بشري

 فأنا لست أرى فيهم سوى الخبث والظلام ، أصبحت أفكر كرجل مسن عاش حياته ونال منها ما أراد ، رغم أنني لم أجاوز عقدي الثاني بعد وأتمنى أن أعيش كما يعيش أقراني سعيداً ولدي أصدقاء مخلصون طيبون أجدهم بجانبي مهما كانت أوضاعي ، أحياناً أحس بنفسي تحترق شوقاً عندما أرى الناس في عمري يعيشون حياة الرفاهية في نظري وهي ليست سوى طبيعية ، يضحكون ويلعبون وأنا كأنني مقيد لا أستطيع الانضمام لهم ن أحيانا أتمنى أن تعود تلك النفس الطيبة التي كانت تحب الجميع

لكن أخاف أن تأتي الصدمة من جديد ، وما كان ذنبي سوى أنني طيب القلب ، فرغم تغير نظرتي لناس لم تتغير طيبتي ، فأنا أساعد عند المقدرة لكن بدون تلك الابتسامة المفقودة من على محياي والتي تغير حالها إلى تعابير غضب وعدم ارتياح ، أحيانا أتمنى أن يأتي الموت وينقذ نفسي من هذا الغم الذي أنا فيه ، فلقد أصبحت أتساءل عن أتفه الأشياء ، كيف يضحك هذا ؟ وكيف يقول هذا لهذه ذلك الكلام ؟ وكيف تعيش هذه كهذا ؟ أريد استيعاب كل شيء ولكن لا أجد إجابة

 أنا فقط أريد أن أعلم ما ذنبي حتى أعيش حياة كهذه ؟ هل هذه هي الضريبة التي دفعتها حتى أحصل على قلب طيب ؟ أم أنه سخط من الله على ذنب لم أدري ماهيته يوماً ؟ لطالما تسألت لماذا ليست لي قيمة مثلهم ، هل ذلك لأنني اخترت الابتعاد بسببهم ؟ أحس كأنني مسجون في سجن كبير هو الحياة وهمي الأول والأخير معرفة طريقة الخلاص منها ، أتأسف على إطالتي الحديث عليكم ، و الله ما يعلم بهمي الحقيقي إلا الله.

تاريخ النشر : 2019-06-08

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى