تجارب من واقع الحياة

حين يصبح الحب مرعباً

بقلم : ايزابيلا – الجزائر

تدمرت حينها و تراجع مستواي الدراسي

لطالما عرفت معنى الحب الحقيقي و أحسست به ، و شعرت كذلك بألمه . هذا ما جعلني أرغب بشدة في معرفة إجابة لأهم سؤال عندي حالياً ، لكن لن يصلح طرحه الآن ، لن أطيل عليكم.
هناك في المدرسة المتوسطة ، و في نهاية إحدى السنوات ؛ بزغ نور الحب في قلبي ، و تغلغل الألم الذي داخلي ، إنه الحب ، كثر ذكره في آلاف الروايات ، و مئات الأفلام و القصص و الحكايات. لقد شعرب به حقيقة ، أحببت فتى بجنون ، بكل ما تعنيه هذه الكلمة حقا لا مجازا. إنه ملك ربما. جماله الروحي و الخارجي أرعبني ، انه مرح و غامض ، مازح لكنه حساس. إنه غريب. وقد عرف أمر حبي له ، و ظهر كأنه يبادلني نفس الشعور ، أو لا ؟ هذا مريب ، لاحظ الكل تصرفاته ، أين قال أني فزت بجائزة لم أفز بها ، و هذا عن علم ، لم يتحرى ! و هو يعلم الفائز بها.

بدت تصرفاته تثير شكي، و لكن في الوقت نفسه يواعد فتيات أخريات، أخبرت صديقتي عن هذا التناقض ، و فسرت تصرفاته بأنه يحبني و لا يرغب في الإفصاح عن مشاعره وهو يتسلى بالفتيات اللواتي يواعدهن ، صدقتها في البداية و فرحت كثيرا ، لكن بعد أيام ساورني الشك كيف يحبني و صديقه دائما ينتقدني ؛ و يعتبرني سيئة ، في اللباس، أو في أسلوبي، كرهت المغرورين حينها، و شككت في نفسي، أنا جميلة ، و الناس يدركون هذا لكن دائما أسمع بعض الأولاد يقولون أنني بشعة، هو لا يحبني ، هذا م أدركته، أخبرت صديقتي مجددا وكررت نفس الكلام، صدقتها و بعد مدة عادة الشك ؛ و امتلأت حياتي كوابيس ؛ و أصبحت أرى أحلام مرعبة ، و أخرى يرمي لي فيها ورقة مكورة مكتوب فيها( أنا أحبك أحبك من قلبي لا يمكنني تحمل هذا أنا أتعذب). 

بعد الإجازة و في الموسم الدراسي الجديد لم يكن في نفس الصف معي ، إنه في نفس سني كتذكير، و أنا في الفسحة ألاحظ مجيئه دائما بالقرب من قسمي و النظر إلي و مراقبتي ، لاحظت صديقتي هذا و أخبرتني؛ ها لقد أخبرتك! إنه يحبك! أنا واثقة، شعرت بسعادة غامرة ، خصوصا حين تأكدت أن ما قالته صحيح ، لقد كان خائفا حقا من فضح أمره ، لقد سمعته مرة يقول إن الحب يستطيع أن يهدم كل شيء في الحياة ، كما قال أنه يشعر بضيق ، قال مرة و انا أتسلل و أتنصت عليه ، انه يواعد الفتيات من اجل التسلية ، فقط. 

و الان صديقتي رحلت ، و هو لم يفلح في الامتحان الانتقالي للمدرسة الثانوية ، تدمرت حينها و تراجع مستواي الدراسي، اشتقت اليه. انقضى عام آخر و كرر الامتحان ، لكن حسب ما سمعته أنه نجح فيه ، لكنه أوقف الدراسة. اوه هذا مؤلم جدا و يخترق قلبي، و يهز كياني. جعلني هذا أقضي ليلة خانقة ، حيث تحول الالم النفسي الى جسدي ، أصبت بالغثيان ، و أحسست بالمرض ، قمت من سريري لأبرد وجهي بالماء، لكنني وجدته واقفا ، و حين ركزت في عينه تلاشى في جزء من الثانية. بدى حقيقيا ، يا إلهي ، هل مرض مخي ، أحسست أني أصبحت في مرات شديدة الذكاء ، و في مرات أخرى أغبى كثيرا. كذلك الكوابيس ، المتكررة ، كابوس الأم التي أراها في ليلة تحب أولادها، و الليلة التي بعدها تعذبهم ، و تقتلهم بطريقة بشعة ، في الليلة التي بعدها تخيطهم و تقبلهم، و تحضنهم ، و الليلة التي بعدها….. أوه مخيف.

اشتقت إليه. وفي يوم بارد ذهبت مع عائلتي ، في رحلة عائلية ؛ شربت في بيت الأقارب ماء زمزم ، و دعوت إلهي أن اراه مجددا فأنا مشتاقة إليه و أموت كل يوم بسببه. بعد يوم واحد فقط ذهبت مع أخواتي الصغيرات إلى حديقة الملاهي و التسلية ، ريثما أنا أمرح ، حتى رأيته فجأة ، خفق قلبي و رقص ، فقدت تسلسل أفكاري ، و تشابكت الصور في رأسي و اختلطت. في رأيكم هل هو يحبني أم لا ، أنا لم أستطع تحليل تصرفاته وقتها ، و الآن أتعذب لأن ثلاث أشياء تدور في عقلي هل أحبني؟ هل مازال يحبني؟ و هل سأتمكن من رؤيته؟ 

أرجوكم ساعدوني بآرائكم فالأمر أصبح يشكل لي مشاكل صحية و كوابيس مرعبة و مخجلة؛ و تراجعا في المستوى الدراسي، أرجوكم ساعدوني

 

تاريخ النشر : 2018-12-30

guest
19 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى