حُرمت من أعز ما أملك
أنها لا تستحق أن تكون أمي لكنني سامحتها حقاً |
كانت حياتي جد جميلة ، لم أبكي فيها قهراً أبداً ، حتى أتى ذلك أليوم المشؤوم يوم سقطت في المدرسة و كان عمري 12 سنة ، أخذوني للمستشفى لأتفاجأ أنني مصابة بسرطان الدم ، ربما تلك اللحظة كانت من أصعب اللحظات التي مرت في حياتي ، قام أبي بإخراجي من المدرسة و أخذني في رحلة علاج طويلة ، بدأ جسدي يضعف من العلاج الكيمائي و أصبحت حياتي عبارة عن ألم ، كل يوم تزداد مرارة الحياة علي ، لكن رغم كل ذلك لم استسلم ، كنت دائماً أقول : نعم استطيع فعلها ، بل حتى الأطباء تفاجئوا مني ، كيف لطفلة صغيرة أن تكون بهذه الشجاعة !
مرت الأشهر و بدأت أتحسن ، فبعد 9 أشهر تم أخيراً شفاء جسدي من أخر خلية سرطانية ، عمت الفرحة منزلنا حيث قام جدي بذبح خروف و وزعه على كل المحتاجين ، أبي قرر أن يأخذني أنا و جدتي إلى ولاية سياحية معروفة في بلدنا ، المهم ذهبنا إلى هناك و أمضينا عشرة أيام من الاستجمام في البحر و المناطق الرائعة ، و عند رجوعنا أردنا أن نقوم بزيارة أخرى لمنطقة جبلية في الولاية ، عندها حدث ما ليس فالحسبان تلك اللحظة قلبت حياتي من رأسا على عقب ، كل ما أتذكره هو أن أبي ذهب يجري كالمجنون و لكم رجلا ثم بدأ بالصراخ على زوجته قائلاً لها : ابنتك كانت تموت و أنتِ تمرحين و تعشقين يا عديمة الشفقة و الضمير ، ألا تخافين الله ؟
لم أعلم صراحةً ما حصل حتى رجعنا إلى المنزل و أصبح جدي يوبخ أبي قائلاً له : لقد أخبرتك أن تنسى موضوعها و أن تخبر ابنتك الحقيقة ، الأن كل شيء انفضح ، أتمنى أن تجد توضيحا لإبنتك ، هنا اكتشفت أنني لست يتيمة بل أبواي مطلقان ، و أن أمي هي التي أرادت الطلاق و تخلت عني عندما كان عمري ستة اشهر فقط ، أيُعقل هذا ؟ كانت هذه الحقيقة المرة التي أنا الأن أعيش المر بسببها .
تاريخ النشر : 2020-07-06