تجارب من واقع الحياة

خالي المتحرش

بقلم : أمينة♡ – الجزائر

شعر بالخوف و الاضطراب عندما يأتي و يؤلمني قلبي أكثر عندما أرى أمي سعيدة به جداً
شعر بالخوف و الاضطراب عندما يأتي و يؤلمني قلبي أكثر عندما أرى أمي سعيدة به جداً

السلام عليكم إخوتي الكرام ، أود أن ترشدوني و أخذ رأيكم في المشكلة التي سوف أطرحها من فضلكم ، فهي تؤرقني منذ شهور و لا أعلم كيف أتصرف و لا من أسأل ، لأن أمي لا يمكن أن أخوض معها في هذا الحديث و أخبركم لماذا.

حسناً المشكلة ببساطة أنه ، لدينا في عائلة أمي خال ، هذا الشخص متزوج و لديه أولاد يقارب 40 عام من العمر ، و الكل يحترمه و يعمل له مقام لأنه “متدين” يربي لحية و لا يلبس إلا القميص و لا يتكلم إلا في الدين و طاعة الله و الوالدين و يساعد الكل بما يستطيع سواء المال أو بما يقدر عليه خصوصاً النساء.

 لكن قبل حوالي السنتين توالت عليه المصائب من كل جهة ، طُرد من العمل ، خيانة زوجته له ، مرض أبنائه ، و طرد من المنزل ، لكن ليس هذا هو الموضوع إنما أردت أن أعطيكم صورة عامة عنه.

منذ مدة ليست بالبعيدة و كذلك من بعض المواقف التي حصلت من قبل التي بدأت أفهمها الأن ، كنت ألاحظ نظرات خالي الغريبة لي و لأي إمرأة أخرى من العائلة ، و أنا أقصد بهذا محارمه أي خالاتي و بناتهن و أخواتي أو أي امرأة تأتي إلى البيت ، نظرات و حركات و تصرفات تبعث في النفس الخوف و الريبة و الاشمئزاز ، لكن سرعان ما أتناسى أو أقول أنه خيالي فقط ، مستحيل أن يفكر بي بهذه الطريقة ، و أقول أنه متدين و متزوج و في مقام أبي ، لكن لا ، لا يمكن أن إلا تكون نظرات تحرش واضح لأني عانيت من التحرش في صغري و لهذا أنا حساسة لهذا الموضوع.

 و لكي أوضح لكم الأمر ، كلاً من أمي و أختي الكبيرة قد وجداه يضحك بضحكة غريبة جداً و تدعو للريبة و هو ينظر لزوجة خالي الكبير ، أختي فطنت لتصرفه هذا أما أمي لم تفهمه لكنها تجاهلت الموضوع.

كان ينظر لزوجة أخوه الذي آواه في منزله هو و عائلته ، أما زوجة خالي انتبهت له و أخبرت خالي بهذا و من ثم أصبحوا يفتعلون المشاكل حتى طرده من بيته.
 و كذلك كان يقول عن زوجة خالي كيف أنها شابة و جميلة ، و هنا وجدت خالاتي يتبادلن النظرات القلقة ، تخيلوا ينظر لزوجة أخيه بنظرة شهوة و هو مقيم عنده ! حتى النظر لخليلة جارك يعتبر إثم كبير فما بالك بزوجة أخيك في بيته ! و لا علاقة للملابس بالموضوع لأنها تلبس الحجاب أمامه و نحن أيضا نلبس ملابس محتشمة أمام كل الأقارب.

 و هذا هو ما يدهشني لا أحد أبداً من رجال العائلة مثله ، لا أعمامي و لا أخوالي بل كل الرجال في المدرسة أو الشارع يحترمونني و يخجلون أن يقتربوا مني لأني ملتزمة بحجابي و أحترم نفسي .

خالي الكبير لو تخرج عليه امرأة عارية لا يهتم و ليس لديه علاقات بالنساء و مركز فقط على زوجته ، كذلك أخوالي الذين هم في 30 عام أو أقل و لم يفعلوا فعله ، لدي خال في بداية العشرين و غير متزوج ، و ليس متدين مثله لكن لم ينظر الينا نظرة سيئة.
حتى المتحرشون في الشارع ربما لا يجرؤون على التحرش بمحارمهم ، اذهب لأسلم عليه لخمس دقائق فأجد عيناه تتحرك صعوداً و هبوطاً و غير مركز فيما أقول ، و كذلك لأختي ينظر إلى شفاها أو أي مكان أخر عندما تتحدث اليه ، كيف تطاوعه نفسه أن يتخيل تخيلات جنسية و هو ينظر إلى أجساد محارمه ؟ و نعم هو ينظر الينا فقط ، أما خارجاً و أمام الناس فهو تقي يخاف الله و لا يتكلم إلا في أمور الدين ، لكن الحقيقة أنه رجل فاسد بكل ما للكلمة من معنى و لا يختلف ذرة اختلاف عن المنحرفين الذين ترونهم في الشوارع.

و قد سمعت أختي الكبيرة و هي تشتكي لأمي من تحرشات أخيها بنا لأنه مكث عندنا أياما عندما لم يجد بيتا يعيش فيه ، كنت فقط مارة من أمام الغرفة و اذا بي اسمع كلاهما ، أختي كانت تقول أنه يجلس يتفرج على التلفاز و ما أن أنهض أنا مغادرة الغرفة حتى يستدير رأسه بسرعة ليحدق في جسدي من الخلف ! و تفاصيل أخرى أرعبتني والله أقشعر و أنا اكتب هذا الكلام ، و كذلك كيف أن أختي رفضت إضافة حسابه على الفيس بوك لأنه كان يتابع مواقع الدمار – الأفلام الإباحية – و أغاني فاسدة لا تتكلم إلا عن النساء و المخدرات و أسوء الأمور و شتائم و سب بالإنجليزية و هو لا يتكلم إلا العربية ! أغاني تحتاج 5 عمرات لتطهر نفسك من ذنوب سماعها ،

هو لا يعرف التكنولوجيا و هذه الأمور لذا لم يعلم أنه عند متابعته لهذه الصفحات سوف تظهر في بروفايله ، و كذلك عندما أعطى لأختي حاسوبه لاستعماله وجدته مملوء بصور النساء و أمور أخرى يستحي أن يذكرها الإنسان ، و كان يكثر الزيارات لأهل زوجته رغم أنهم في ولاية بعيدة بسبب أو من دون سبب ، و يغرقهم بالهدايا و الأموال و ذلك لأنهم عائلة غير محافظة فيخرجون نساءهم كلهن اليه و بملابس كاشفة فيضعف أمامهم و يذهب اليهم في كل وقت ، و نفس الأمر عندما يهب إلى مساعدة أي امرأة حتى لو كانت بعيدة أو غريبة ، المهم أن هناك إمرأة في حاجة إليه ، و هو ما أثار استغرابنا جميعا : لما يفعل هذا ؟.

لكن الكارثة هنا أن أمي لم يهمها الأمر و لم تفعل أي رد فعل رغم أن أختي أرتها كل شيء عنه ، و كيف أنه ينظر حتى لأختي الصغيرة و بنت خالتي الصغيرة ذات 6 سنوات رغم أنها طفلة نحيفة للغاية و غير جذابة ، أقصد أنها لا تلفت الانتباه ، ماذا بقي ليُقال فوق هذا ؟.
كل خالاتي الأخريات يعلمن بحقيقته لكن لا يملكن من الأمر شيئا ، و أمي مخدوعة فيه و ترفض أن تفتح عينيها على حقيقة أخوها الفاسد المنافق ، بل و استمرت بالتصرف و كأن شيئاً لم يكن ، و هذا كله بسبب أنه يساعدها كلما احتاجت فلا بأس أذن أن يتحرش بنا !.
لقد تغيرت نظرتي له تماماً و كنت أقول أنه لا يستحق خيانة زوجته له لكنه ليس سوى رجل فاسد متغطي بعباءة دينية و يستحق ما هو أسوء من ذلك.

كل ما أريده أن يصرفه الله عنا و أن يبتعد عنا و نبتعد عنه ، لا أريده في بيتنا مجدداً أبداً ، أشعر بالخوف و الاضطراب عندما يأتي و يؤلمني قلبي أكثر عندما أرى أمي سعيدة به جداً ، لا أحس بالأمان و أبحث عن عذر لكي لا أراه سواء بالنوم أو الاستحمام لا يهم ، أريده أن يخرج من حياتنا هو أو أي شخص مثله.

و الأن لا أعرف ما أفعل ، كما قلت أمي لن تفعل أي شيء ، لذا فكرت أن أخبر أبي إن قام بأي حركة المرة القادمة أو أخبر عمتي ، لأنه صديقة أمي ، لكن أخشى أن تغضب مني أمي إن فضحت أخاها و أكبر الموضوع كثيراً و ربما نقاطع أهل أمي كلهم بسبب هذا المشكل ، هل هذا التصرف صحيح ؟ لم أعد أعرف ما أفعل ، أرجوكم أخوتي انصحوني أنا بين نارين ، بين أمي و أخوها و بين رغبتي في التخلص من هذا المتحرش.

أرجو أنكم فهمتم علي لأن أفكاري مشتتة و كتبت كل ما خطر على بالي بدون تفكير و أيضاً لأضعكم أمام الصورة الكاملة للموضوع ، أشعر بالخوف من هذا المتحرش.

تاريخ النشر : 2020-06-05

guest
54 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى