أدب الرعب والعام

خمس جثث!!

ثم نظر وتأكد أنه حقيقة، الجثة اختفت أو بالأحرى داني اختفى !

الساعة 10:30 مساء

_ تبا سيارة الشرطة توقفت خلفنا.

_سحقا للشرطة.. ماذا نفعل؟.

_إبق هادئا فقط وحاول أن تكون لطيفا.

_حسنا يا ستيف.

الشرطي : مرحبا يارفاق ماذا تفعلون هنا بهذا الوقت المتأخر؟.

وهل ممنوع الوقوف في هذه الغابة؟، كنا فقط نريد أن نقضي حاجة وننصرف.

_ نعم ممنوع.. خاصة عندما يكون هذا الطريق مؤد إلى منزل واحد.. وهذا المنزل هو لشخص يهمني أمره، هل معكم ممنوعات أو ماشابه؟!.. هيا أطفآ الشاحنة وترجلا منها لكي أفتشكما.. قفا هنا وضعا يديكما للخلف. حسنا.. ماذا يوجد هنا ؟.. مسدس ! .

_ لدي ترخيص به سيدي.

_سوف أكتفي بمصادرة المسدس، والآن غادرا من هنا ولا تعودا أبدأ.. مفهوم ؟ .

صعدا إلى السيارة.

قال جوني : تبا ياستيف هل هذا جزء من الخطة؟!.

_كلا أيها الأحمق. أجاب ستيف.

واستدار بسرعة بالشاحنة وتوجه نحو الشرطي ودهسه.. وانطلقا مسرعين.

الساعة 11:10 مساء

منزل خشبي صغير – مكون من طابقين-.. على أطراف الغابة وحيدا بين الأشجار، لايؤنس وحدته سوى عواء الذئاب.. وتطفل بعض الدببة لسرقة الطعام .

يجلس السيد داني – وهو شرطي بالولاية مخلص في عمله لديه صديق مقرب بالعمل اسمه ويل- ، وتجلس أمامه زوجته إليزابيث – شقراء جميلة تعمل نادلة في أحد المطاعم المتواضعة، دائما ما تتطلع لحياة أفضل فهي طموحة جدا -.

إقرأ أيضا : جثة حية

قامت بيث بتشغيل قرص الموسيقى، وأخذا يتراقصان على ضوء الشموع في لحظة رومانسية جدا، لكن فجأة وبدون سابق إنذار رن جرس المنزل.

_ داني هل تنتظر أحدا ؟. تساءلت بيث.

_ كلا ياعزيزتي سوف أذهب لأتحرى الأمر ابقي هنا .. حسنا !.

نظر داني من زجاج النافذة، فرأى شاحنة قديمة ورجلان أمام الباب، أمسك المقبض وتردد قليلا.. ثم قام بفتح الباب .

_ كيف يمكنني مساعدتكما؟

تكلم أحد الرجلين وهو ستيف :

_ عذرا على الإزعاج، لكن رأينا شرطيا مصابا على الطريق.. وجئنا إلى هنا لطلب المساعدة، حيث لايوجد سوى منزلكم هنا، ورأينا سيارة الشرطة أمام المنزل.. فبالتأكيد أنت شرطي ! .

_ حسنا، انتظرا هنا قليلا.

دخل مسرعا إلى زوجته :

_ عزيزتي يقول الرجلان أن هناك شرطيا مصابا، أظن أنه ويل.. أنا ذاهب معهم، وأنت اتصلي بالنجدة والإسعاف .

_حسنا عزيزي لكن انتبه أرجوك.

_ لاتقلقي سأكون بخير.

وطبع قبلة حارة على جبينها، ثم غادر مع الرجلين.

عند وصولهم.. كان ظن داني بمحله، فقد كان الشرطي صديقه الحميم ويل، تحسس نبضه وقال الحمدلله أنه يتنفس، هيا ساعدوني نأخذه إلى المنزل ريثما تصل المساعدة.

وضعوه بالشاحنة وانطلقوا إلى المنزل ، نظرت بيث من النافذة وهم يحملون الشرطي المصاب وينزلونه إلى القبو، فشعرت بالفزع ونزلت تهرع إليهم :

_ يا إلهي.. من فعل هذا به؟.

_لاتقلقي عزيزتي إنه بخير، هل اتصلت بالنجدة؟

_ نعم بالتأكيد.

_ حسنا جيد.

نظر داني إلى الرجلين الغريبين وقال :

_ اصعدا للأعلى شكرا لكما.

رمقا زوجته بنظرة خاطفة وصعدا للأعلى.

داني : اسمعي يا بيث.. أعتقد أن هاذين الرجلين هما من قاما بالاعتداء على ويل، لقد رأيت الدماء على مقدمة الشاحنة وأخشى أن يفعلا بنا مثله.

إليزابيث : يا إلهي ماذا تقول؟.. أرجوك تصرف أنا خائفة جدا.

وأخذت تبكي.

_ لابأس، اسمعي أريد منك تشتيت انتباههم لكي أستطيع الوصول لسلاحي، يجب أن نصمد ريثما تصل المساعدة.. خلال خمس وعشرين دقيقة سيصلون إلينا.

صعد داني وزوجته إلى الأعلى، وكان الرجلان يجلسان بطريقة مستفزة.. وكأنه منزلهم.

إقرأ أيضا : خلاص الأرواح – ج1

قال لهما داني :

_ حسنا يمكنكما المغادرة سوف نهتم بالأمر.. خلال وقت قليل ستصل النجدة .

رد جوني  :

_ آه يبدو أن السيد داني لايحب الضيوف، إنه بخيل.. أليس كذلك أيتها الجميلة؟.

تكلم ستيف :

_اصمت أيها الأحمق، أنا أعتذر نيابة عن صديقي، لكن نحن نشعر بالمسؤولية ونريد البقاء حتى نطمئن على صحة الشرطي.. إن لم يكن لديكم مانع؟.

ووجه نظره إلى بيث ورمقها بنظرة شهوانية .

انتبهت بيث إلى زوجها ونظرة الغضب في عينيه، وتداركت الأمر قائلة  :

_حسنا لدينا بعض الطعام سوف أضعه لكما .

وجلس الجميع حول مائدة الطعام، وأخذ يتماديان بالنظر إلى بيث، وبينما هي تسكب الطعام قام ستيف بمسك يدها.. فسحبتها على الفور فلكمه داني على وجهه وأخذ يضربه، لكن ستيف تناول السكين من على المائدة وطعنه في فخده.. وجوني أمسكه من الخلف وأطبق ذراعيه حول عنقه حتى تأكد من موته.

كل هذا حدث أمام إليزابيث التي ركضت إلى الأعلى مذعورة.. ودخلت إحدى الغرف ، تبعها ستيف ودخل الغرفة وأقفل الباب .

بالأسفل، أخذ جوني يتجول بالمنزل، ثم نزل إلى القبو فنظر إلى الشرطي ويل الذي كان يتنفس بصعوبة. أشعل سيجارة وأخذ ينفث الدخان في وجه ويل، ثم نظر إلى الأعلى حيث سمع صوت اهتزاز السرير.

_ سحقا يا ستيف.. إنه يحب العنف.

وأخذ يضحك مثل المجنون، ثم تناول الوسادة ووضعها على وجه ويل المسكين الذي صار ينتفض حتى لفظ آخر أنفاسه .

صعد جوني للأعلى وتوجه نحو مائدة الطعام.. فقد شعر بالجوع، وما إن وصل حتى صعق من هول مارأى، وأخذ يفرك عينيه جيدا، ثم نظر وتأكد أنه حقيقة.. الجثة اختفت أو بالأحرى داني اختفى ! .

_ تبا، ابن العاهرة لايزال حيا ! ، ستييييف. صرخ بأعلى صوته.

فنزل ستيف بسرعة وهو يرتدي سرواله :

_ مابك أيها الأحمق ؟، لماذا تصرخ هكذا كالمجنون؟..

ولم يكمل كلامه حتى انتبه لعدم وجود الجثة :

_ أين الجثة يا جوني؟.. هل أنزلتها للأسفل ؟.

_ كلا لقد اختفى.. إنه لايزال حيا، خدعنا ابن العاهرة.

إقرأ أيضا : لعبة الكبار

_ يا للهول مستحيل.. كيف نجا؟.. صدقا سأقطعه حينما أراه، هيا نبحث عنه في أرجاء المنزل.

وشرعا بالبحث وهم متوتران للغاية. كان داني يزحف بالخارج – بعد أن حصل على مسدسه – نحو سيارته، وأطلق جهاز الإنذار المرتبط بالمنزل، فدوى صوت الجهاز العالي جدا.. حتى وضع المجرمان أيديهما على أذنيهما من قوة الصوت .

هذا الجهاز ما إن يستمر لمدة ثلاثين ثانية حتى يُفعّل طلب المساعدة تلقائيا، لكن داني انصدم عندما صمت الجهاز بعد أقل من خمسة عشر ثانية ! ، فزحف نحو القبو وأخرج عدة الإسعافات الأولية ليضمد جرحه، وبينما هو يفعل ذلك.. دخل جوني إلى القبو وأخذ يردد :

_أين أنتِ أيتها الجثة؟.. تعالي إلى صديقك جوني، سوف أرسلك إلى الجحيم.

_ ولم يكمل كلامه حتى استقرت رصاصة من مسدس داني في صدره أردته قتيلا على الفور .

في الأعلى، كان ستيف يحضن بيث ويتبادلان القبل بشغف، عندما سمعا إطلاق النار !.

قال ستيف :

_ربما جوني وجد داني وقتله.. سوف أنزل لأتقصى الأمر.

ردت بيث :

_ لا انتظر سوف أذهب أنا، ربما لايزال داني على قيد الحياة، إختبأ أنت خلف الستارة ريثما أعود.

ودخلت إلى القبو تمشي بخطوات بطيئة.. حتى تعثرت بشيء ما فنظرت للأسفل.. كانت جثة جوني مضرجة بالدماء. فجأة أمسكت بها يد سحبتها للخلف، وقبل أن تصرخ قال داني :

_هذا أنا عزيزتي لاتقلقي .

_حمدا لله أنت حي يا عزيزي. وأخذت تعانقه. 
سألها :

_ أين الرجل الآخر؟.

_ إنه بالأعلى.. لقد حاول اغتصابي، فقمت بطعنه وفارق الحياة.

_متأكدة أنه مات؟

_ نعم يا عزيزي هيا نصعد للأعلى لكي ترى.

إقرأ أيضا : اللعبة – الجزء الأول

صعدا إلى الأعلى ثم توقف فجأة، فسألته بيث :

_ مابك يا عزيزي؟

_ أين هم يا بيث؟

_ الجميع قد مات.

_ أقصد الشرطة والإسعاف.. هل اتصلت بهم؟

_نعم بالتأكيد.. ماخطبك؟

_ لماذا لم يصلوا حتى الآن؟

_لا أعلم ربما تأخروا لسبب ما.

_ حسنا، وجهاز الإنذار من أغلقه؟

_ ماخطبك داني لا أعلم شيئا !

_ تبا يا بيث، لا أحد يعلم الرقم السري سوانا.

ونظر إلى عينيها.. فكانت تحاول تشتيت انتباهه عن شيء ما، نظر إلى حيث تنظر، فخرج ستيف من خلف الستارة وبيده المسدس، لكن داني كان أسرع منه فعاجله برصاصة برأسه.. وخر صريعا على الأرض ! .

اتسعت عينا بيث من الصدمة.. فخطتها قد كشفت وباتت حقيرة خائنة في نظر زوجها .

_ لماذا يابيث؟، لماذا؟.. قالها وعيناه اغرورقتا بالدموع.

_ أنت السبب داني، أنت السبب.. وعدتني بحياة سعيدة، وها أنت تحبسني بهذا المنزل وتقضي جل وقتك بالعمل، ولاتهتم بي وكل همك العمل.

نعم ياداني كنت أخونك لأكثر من سنة، وخططنا لقتلك من أجل الحصول على أموال التأمين.. لكنك كشفت كل شيء وانتصرت.

وأخذت المسدس من الأرض بخفة، لكن داني لم يحرك ساكنا فقد تلقى أكبر صدمة في حياته.. وأطلقت رصاصة معلنة رحيلها مع عشيقها .

_آلو.. طوارئ؟

_نعم؟

_مقاطعة 56.. شارع إبريل، منزل الشرطي داني.

_ نعم أسمعك.

_هناك خمس جثث بالمنزل أرسلوا الدعم.

_ علم حالا، انتهى.

لكن مهلا .. من هي الجثة الخامسة؟

تمت

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ انقر هنا

Abdullrahman

سوريا - للتواصل : [email protected]
guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى