تجارب من واقع الحياة
خوفي من الأطباء
أصبحت عندي عقدة من زيارة الأطباء بسبب الأخطاء الطبية |
مرحباً أيها الكابوسيين ، هذه أنا ثانية ، و هذه ثاني تجربة أكتبها هنا.
كنت أثق في الأطباء ثقة عمياء و كنت أسخر من بعض الأشخاص الذين يخافون من الأطباء و المستشفيات و أنعتهم بالجهل و الجبن ، للأسف كلما كبرت و كلما زرت طبيب أو اتبعت علاج أحد الأطباء إلا و ندمت ندماً شديداً ، سأروي لكم بعض المواقف.
منذ سنوات و أنا أعاني من صداع لم أعرف سببه ، لكني حاولت أن أتعايش معه ، مثلاً عندما أشعر به أتوقف عن الدراسة أو أنام قليلاً و أحياناً أشرب بعض السوائل أو المسكنات.
ذات يوم اقترح علي صديق أن أزور طبيب عيون لعل السبب هو أني لم أتفقد عيوني منذ سنوات خصوصاً و أني أعاني من ضعف النظر ، و بالفعل فعلت مثلما قال هذا الصديق و ذهبت لإحدى الأطباء المحنكين ، و هو بصراحة لطيف و شعرت معه بالراحة ، كشف عني ثم طلب أن يعاين نظاراتي ، و عندما أعطيته إياها كانت الصدمة ! سألني:
– متى كانت آخر مرة تفقدتي فيها نسبة نقصك ؟.
– منذ سبع سنوات .. أو ربما تسع ، لا أدري.
– هذه النظارات قوية عليك ! بل حتى الآن ما زلت قوية عليك نسبياً ! فما بالك قبل سبع أو تسع سنوات ! كيف تحملتها ؟ ألم تشعري بشيء ؟.
– بلى ، كنت أشعر بصداع أحياناً.
– من هذا الطبيب الذي كشف عنك آخر مرة ؟.
– فلان.
– ذلك الطبيب تقنياته قديمة و غير ناجعة.
تصوروا ! يعني الطبيب الذي من المفروض أن يساعدني و الذي وثقت به دمرني ! لكن الحمد لله منذ أن غيرت نظاراتي لم أعد أشعر بذلك الصداع.
و هناك موقف آخر :
كنت و ما زلت أعاني من خفقات قلب سريعة فجأة دون أن أقوم بأي جهد أحياناً قبل النوم بينما أنا مستلقية على الفراش.
ذهبت للطبيب فأخبرني بعد التحاليل أني لا أشكو شيء و أن الموضوع مجرد هلاوس !.
و هناك موقف آخر :
منذ أيام كنت أشعر بين الفينة و الأخرى بألم هو أشبه بالصاعقة الكهربائية الخفيفة على مستوى فكي ، قلت لعله بداية تسوس ، ذهبت بسرعة لطبيب أسنان استقبلني هو و مساعداه و ثلاثتهم فحصوني ، ثم قال لي الطبيب:
– لديك بداية تسوس أبيض اللون على مستوى ضرسك الأعلى ( في حياتي لم أسمع بتسوس أبيض اللون ! ).
– لكني أشعر بالألم في الأعلى و الأسفل !.
– عادي ، عندما يضرب التسوس في مكان ستشعرين بالألم في الأعلى و الأسفل.
فقلت في نفسي : لا بأس هو أدرى ، ثم أضاف:
الضرس يحتاج للحام ( لا أدري كيف أقولها بالفصحى أرجو أن تكون صحيحة ) المشكلة أنه يقع في مكان صعب الوصول إليه لذلك سأضطر لقلع جزء من الضرس كي أتمكن من معالجته.
فصرخت فيه : كلا ! لا أريد أن أقتلع أي جزء منه ! أرجوك جد حلاً آخر !.
– حسنا ، سأحاول أن أصلحه دون كسره ، لكن لا أضمن لك النتائج قد يعود الألم في أي لحظة.
– لا بأس ، المهم أن لا أقتلعه !.
و قام فعلاً بعد حصص عديدة بتنظيفه و أجرى لي العملية أخيراً و كلفني ذلك مبلغاً باهضاً ، لكني قلت لا بأس فصحتي أهم مائة مرة من المال.
مرت أسابيع منذ العملية، و اليوم عاودتني الأوجاع ، يعني علاج هذا الطبيب لم يكن ناجعاً ، و عندما سألت أحد الطلاب في كلية طب الأسنان أخبرني أن هذا الطبيب غبي و أن ضرسي لا يشكو من أي شيء ، يعني أجرى العملية و قبض الأموال مقابل معالجة ضرس سليم لا يشكو شيئاً ، و أخبرني أن حالتي لا تتطلب لا عمليات و لا لحام و إنما دواء بسيط يُشترى من الصيدلية ، و ضحك كثيراً من عبارة تسوس أبيض اللون ، و أخبرني أنه لم يسمع عن شيء كهذا في طب الأسنان.
أنا في حيرة من أمري ، أفكر في الذهاب لطبيب ثان ليعاينني و في نفس الوقت خائفة أن أقع بين يدي محتال أو غبي آخر ، مع العلم أني لا أتوجه إلا لأطباء العائلة ، يعني أطباء سبق و أن زارهم أحد معارفي أو عائلتي و أطباء مشهورون و مع ذلك يدمرون صحتي أو لا ينفعوني في أحسن الأحوال .
صرت أتفق مع العجائز الذين يرفضون الذهاب للأطباء ، أخاف أن أُصاب برهاب الأطباء هذا إن لم أكن قد أُصبت به فعلاً.
لو يوجد بينكم طبيب أسنان أرجوكم أرشدوني ! ما الذي حصل معي ؟.
تاريخ النشر : 2021-08-31