تجارب من واقع الحياة

خيانة الأصدقاء .. من قال ان الصديق وفي ؟؟!

بقلم : امل – الجزائر

أغلقت باب غرفتي على نفسي و جلست ابكي لساعات , و قررت أنها إن لم تعتذر لي لن أسامحها ما حييت .

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

أنا فتاة في سن المراهقة , أحتاج لنصيحة لكني لا أستطيع البوح بمشاعري , لا أعرف كيف تجرأت اليوم ، لكن ليس هذا ما يشغل بالي .. أبدأ قصتي :

لدي صديقة اسمها ” أميمه ” , درست معها طوال حياتي , كنت دائما أتفوق عليها بالدراسة , كنت أحبها جداً إلى أن ذهبنا إلى الإكمالية , كانت تغار علي بشدة , و كنا نتشاجر على أتفه الأمور , لكننا كنا نتصالح , و مع الوقت عرفت سبب غيرتها .. ربما لأني أتفوق عليها أو لأن أمها تضربها و تعايرها بي .. أنا لا أعرف .. لكنها ليست صلب موضوعي اليوم .. بل صديقة أخرى أحببتها أكثر من نفسي رغم أني درست معها سنتين فقط , و هي أيضا أحبتني .. كنا نتفاهم في كل شيء , أحب ما تحبه و تحب ما أحبه , اسمها مريم .. أغلى ما في حياتي , كنا دائما ما نتسكع مع بعضنا في المدرسة و خارجها , إلى أن جاء يوم تشاجرت فيه أنا و أميمه , طبعا كلما نتشاجر لا نتكلم مع بعضنا يوم أو يومين ثم نبدأ بإرسال إشارات لبعضنا توحي بأننا نريد التصالح , لكن ليس هذه

المرة .. كنت أسبقها إلى مريم عند الخروج من المدرسة و كنا نتركها , كانت هي أيضا تحب مريم , لكن ليس بقدر حبي لها , حتى أني سألتها في احد الأيام من هي صديقتها المفضلة , قالت لي إنها أنا , إلى أن جاء يوم, رن الجرس و سبقت أميمة إليها , كان لدي ظرف من الظروف ذلك اليوم فاضطررت إلى الذهاب من طريق غير طريقها مع صديقة أخرى, لنفترض أن اسمها فتون , سألتني بسرعة أي طريق سأذهب و عندما أخبرتها شدتها أميمة و ذهبن ، نظرت حولي فلم أجد فتون , نزلت الدرج بسرعة و رأيت مريم في الباحة , جريت إليها و من غير قصد كنت أريد أن أمسكها من كتفها لكني شددتها من شعرها ، مجرد شدة صغيرة غير مقصودة , فاستدارت إلي و قبل أن اعتذر صفعتني صفعة قوية جدا كادت تبكيني , أمسكت دموعي و بدأت اصرخ عليها : لماذا فعلت هذا  ؟؟؟!!  لكنها لم تنطق بكلمة , ذهبت لأغسل وجهي و عندما أرادت القدوم إلي شدّتها أميمة من جديد بقوة و ذهبن ، ذهبت وحدي إلى البيت , أذكر أني تعطلت كثيرا ذلك اليوم , كنت

امشي و أتوقف لأمسح دموعي , رأتني فتون و جرت إلي , نزعت نظاراتي و قالت لي أنني مجروحة في انفي , لم أرد أن تُسبب أمي المشاكل فلم انزع نظاراتي في البيت إلى أن شفي جرحي , لكن لم يشفى الجرح في قلبي .. أغلقت باب غرفتي على نفسي و جلست ابكي لساعات , و قررت أنها إن لم تعتذر لي لن أسامحها ما حييت .

بعد مرور حوالي أسبوعين كانت مريم دائما ما تحاول أن تكلمني , تبتسم لي و تحاول نسيان ما حصل , لكنها لم تعرف ما فعلت لي , لم تجرحني جسديا فقط بل معنويا أيضا .. كنت أواجهها بكل برودة قلب .. هذا هو أكبر خطأ ارتكبته ..
مر أسبوع آخر و الأمور على حالها , أردت تغيير مكاني لأني كنت اجلس مع أميمة , و في اليوم التالي ذهبت لأجلس أمام تلك الأفعى , إلا أن نادتني صديقتي آية و أخبرتني أن مريم ستجلس مع أميمة , طبعا لم اهتم لأني لم أكن أشعر بشيء تجاههما , فرحت كثيرا ثم طلبت من آية أن نجلس هكذا دائما فوافقت و نحن نجلس هكذا ليومنا هذا ..

مر أسبوع و بدأت اهدأ , في الباحة ذهبت مريم إلى آية و أخبرتها أنها صفعتني عن غير قصد , كانت آية تناديني لكي آتي لكني لم اجبها .. خطأ آخر غبي ارتكبته .. لكن بعد مرور أسبوع آخر بدأت أشعر أن الأمور يجب أن تهدأ بيننا و أنني سأحاول أن أكلمها , كنت أجبر نفسي على ذلك لكن عقلي لا يتقبل الأمر , كنت أرسل إليها إشارات كالغمزات و الابتسامات , لكنها لم تهتم هذه المرة , شعرت بسيف طعنني من الخلف , تجمدت في مكاني , تراجعت علاماتي في مواد الحفظ , لكن الحمد لله في المواد الأساسية علاماتي ممتازة , شعرت بذنب كبير , شعرت بحمل ثقيل جدا على كتفي , لم احتمل رؤيتها مع تلك الفتاة , أنا لا استطيع , لا اقدر !!

مر شهران , و لم أكلمها , بدأت أشعر أنها تحاول أن تكلمني , و أنا أيضا لكن هناك تلك الفتاة التي تقف في طريقنا دائما , حتى إنها عندما وُكّلت مريم بالحراسة من قبل الأستاذة في غيابها , كنت أتكلم قليلا لأني اعرف أنها لن تكتبني لكن عندما عادت الأستاذة بدأت أميمة تصرخ في وجه مريم : لماذا لم تسجلي أمل في الورقة ؟! كاد يجن جنونها ..

أنا أتمنى ألا تخيبوا أملي بنصائحكم الثمينة .. ماذا يجب أن افعل ؟؟! أنا لا احتمل بعدي عنها .. أكتب هذا الموضوع بدموع ساخنة منزلقة على خدي .. أرجوكم .. ما الحل؟!

تاريخ النشر : 2016-03-16

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى