تجارب من واقع الحياة

دمعات على شكل كلمات

بقلم : شهقة ألم – غرفتي الكئيبة

نشأت في بيت مكون من أب وأم جمعتهم سخرية القدر غير متوافقان

 أهلاً بالجميع و بعد ، ” ماذا لو وضعنا أنفسنا في مكان من ننعته بالمكتئب وحاولنا أن نشعر بشعوره “، هذا ما أستهل به فضفضتي قبل أن تكون مشكلتي الكبرى في الحياة ، نعم أنا مكتئبة ، مكتئبة جداً إلى حد الجنون ، غاضبة ومحبطة ، لا أدري من أين أبدأ كلامي لكن أستهل بقولي : لم أعش حياة طبيعية سوية و لن أعيشها للأسف ، لطالما كنت في صراع و ما زلت فيه

 بدايةً نشأت في بيت مكون من أب وأم جمعتهم سخرية القدر غير متوافقان و كل منهما في واد ، و بالرغم من كل البعد الشاسع بينهما لا أحد منهما يجرؤ على ترك الأخر لأنهما ببساطة منبوذان ضعيفان منعزلان ، و لا أدري هل تلك الصفات آنفة الذكر أخذتها منهم فهي في جيناتي أم لا ، من المؤكد ورثت تلك الصفات لو لم تكن موجودة لما كنت هنا الأن أرثي نفسي

 أبي أيها القراء مصاب بمرض عقلي لا يُرجى شفاؤه أبداً ، والمشكلة لا يعترف بمرضه ، منعزل عن البشر، بيتوتي حد الموت لا يفارق المنزل إلا لساعات العمل القليلة التي تكاد تكون متنفسنا الوحيد ففيها نحاول التقاط انقاسنا والعيش كالبشر ولم نفلح للأسف

لم تكن طفولتي سوية كما ذكرت ، تخيلوا طفلة لا تجد من يتكلم معها ، كنت اتحدت مع وسادتي ليلاً و ابكي كل يوم ، أمي سلبية لأقصى درجة ، تحملت أبي ربما لأجلنا ولأجل نفسها لأن مصيرها إن انفصلت عنه بيت أهلها وهو جحيم أخر لا يُطاق ، ولم تدري المسكينة أن تركنا نحيا مع هذا المريض سيحولنا إلى مرضى بدرجات متطورة أكثر منه ، لقد أنجبت نسخاً منه ، أنا الكبرى واخي وأختي ، نحن مكتئبون ، كل البيت مكتئب ، أمي مكتئبة ، الحيطان مكتئبة ، كل جماد في المنزل شاهد على ذلك الكم الهائل من الحزن والظلم والقهر الذي نتعرض له يومياً ، يا سادة أمي تُرمى بشرفها و تُتهم أنها تخون المسمى أبي وكل ذلك من هلاوسه ، أنه مفصوم ، تخيلوا لم يزرنا ولا في أي مرة في حياتنا أحد ، لم يدس أحد عتبة منزلنا ، ماذا يمكنكم القول حيال ذلك الانعزال المرير التعيس ، أتمنى أن أحيا كالبشر كباقي البشر ، أتمنى لو أعيش حياة طبيعية دون أن أكون لا شيء مجرد جثة على الهامش

 هذا مجرد غيض من فيض ، الأن أنا اكتب لكم كلاماً حبيس صدري منذ زمن طويل ، كنت أعبر عنه بطريقة أخرى وهي البكاء واحترفت فن البكاء بصمت كي لا اكشف من قبل أختي ليلاً ، أساساً الصمت هو حياتي و لا أدري كيف تخرج مني هذه الكلمات ، أنا مكتئبة جداً و لا رغبة لي بالحياة لأنني لا أشعر أنهاً أصلاً حياة ، لولا تحريم الانتحار في الدين لقتلت نفسي منذ زمن بعيد.

أريد أن أتزوج فقط لأتكلم مع أحد ، لأشعر بأي عاطفة غير الحزن والألم ، ولكن هيهات كيف ذلك و أنا حبيسة البيت ؟ آه وألف آه ، سأحرص كل الحرص على قراءة آرائكم والرد عليها ، لا أستطيع أن أكتب أكثر من ذلك.

تاريخ النشر : 2019-05-03

guest
34 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى