تجارب من واقع الحياة

دوران مريع

بقلم : London – Sally
للتواصل : [email protected]

دوران مريع
أنا حبيسة العقاب مع أني لم أرتكب أيَّ جرمٍ في حياتي

الأرض تدور حول نفسها و حول الشمس ، جميعنا يعلم بهذا منذ نعومة أظفارنا ، و لكن حينما تدور الأحداث و تُتداول بين الناس يصيبك الشر الذي تمنيته يوماً ما لشخص آخر ، و الغريب أنه يصيبك بنفس تفاصيله الصغيرة التي فكرت في تدبيرها لذلك الشخص ، بحيث أنت نفسك تتذكر و حال نفسك تقول ( هذه كانت رغبتي هذا الشر انطلق من داخلي أنا و عاد إلي ) ، وقتها تتمنى لو لم تفعل شيئاً سيئاً ، ستعود عليك تلك الأمراض التي دعوت بها على شخص آخر ، تلك الشرور التي تمنيتها لكيان بشري سيتألم كما تتألم أنت ، المال الذي سرقته سيسرق منك قدره ، والنَّاس الذين ظلمتهم سيعود حقهم لا محالة ، و المبتلين اللذين شمتَّ بحالهم لن تموت حتى توضع في نفس الحال .

ولكن !! الأدهى و الأمر و المؤلم في كل هذا أن تعود كل تلك الشرور و الأفعال السيئة على شخص ليس له في هذا من شيء ، إنما خلق على الأرض ليعاقب على ما فعله القوم الأولين ، و هذا حدث كثيراً “اللهم لا أعتراض” و لكني من الناس اللذين يعانون العقاب على أفعال سيئة ارتكبها و الداي ، حدث كثيراً أن يبتلى الأبناء بأفعال أبائهم السيئة لتحصل الحسرة بالآباء و يندموا على أفعالهم و يتحسرون على أبنائهم ، ولكن ما شعور الابن ! هل سيشعر بالكراهية تجاه والديه و هو متأكد أن ما يحل به من ابتلاء هو بسببهم ؟

كم حظي سيّء ! هذه هي ردة فعلي الطبيعية ، ليس لي قدرة على كره من رباني و سخَّر حياته من أجلي ، أشعر بالألم نعم و أحياناً ألومهم من غير كلام .

القصة بدأت عندما كنت في الخامسة من عمري و لا زلت أتذكرها حينما كانت أمي تكلم شاب فاشل راسب أكثر من خمسة سنين في الإعدادية ، و تخبره بأن يضحك على إحدى بنات أخت أبي (عمتي) و يأخذها معه بعيداً و يقوم باغتصابها ، فهي كانت تكره عمتي ، و كانت تحاول أن تستقصدها في فلذة كبدها و تفجعها بمصيبة لا حل لها ، مصيبة تشتت تفكيرها و تعكر صفو حياتها طوال عمرها فلا تهنأ بعدها ، و تظل تفكر بحل لابنتها المغتصبة حتى تضطر لتزويجها بذلك الشاب السكير لتسوء حياتها أكثر ، و يحضر أصحاب السكر معه للمنزل لتكبر الفاجعة و تتدمر تلك الأسرة و ينتهي الحال بابنتها في مشفى الأمراض النفسية ، و أمها سيجن جنونها بكل تأكيد و تنتهي قصتهم بخطة مدبرة بشكل محترف ، ولكن المدبر الوحيد هو الله جل جلاله فلا مدبر غيره .

الشر مثل المادة لا يُمحى ولا بد له من جسد يحتويه ، لذا فقد أصابني هذا الشر أنا ، من نفس الشاب تعرضت للتحرش و في نفس اليوم ، و هو يأتي يوماً بعد يوم يتفحص جسدي ، لم أكن أعلم ماذا يفعل و لم أعلم إلا عندما كبرت و أصبح عمري عشر سنوات ، وقتها قررت أمي أن تشرح لي لماذا ليس عليَّ أن أقترب من شاب لا يعرفني ، و شرحت لي أن العذرية هي أهم شيء في جسد المرأة ، و أفهمتني كل شيء ، و كنت أصغي و صوتي بداخلي يقول لقد تأخر الوقت

و في سن السابعة عشر فهمت لعبة القدر ، طوقني الصمت لم أخبر أحد بما حصل معي ، و الفتاة التي كانت تتمنى لها أمي الشر هي الآن في بيت زوجها تحتضن ابنها ، و أنا أعاني من الألم وحدي ، لا أحد يعلم سوى الله ، أنا هي حبيسة العقاب مع أني لم أرتكب أي جرم في حياتي .

تاريخ النشر : 2016-09-05

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى