ذات الفم المشقوق
عادت على هيئة روح خبيثة تغطي فمها بكمامة طبية |
رن جرس المدرسة معلناً عن انتهاء اليوم الدراسي فاتجه الطلاب ناحية باب الخروج في ضجر من ثقل هذا اليوم الكئيب ، الغيوم تزحف ناحية المدينة و الشمس تتوارى في خجل ، و البرودة تتقدم في جرأة ناحية المدينة.
تحدثت أكينا في حماس كعادتها :
– هل عرفتم ماذا حدث للطالب هوشي ؟.
نظر اليها أنذو من أسفل نظارته في برود كالثلج قائلاً :
– أخبرينا أيتها العبقرية ؟.
لتجيب بحماس كعادتها :
– لقد هاجمته ذات الفم المشقوق !.
أجابتها جارا بضجر:
– ألن تكفي عن تلك الخرافات ؟.
أجابتها بغضب قائلة :
– أنا لا أكذب ، تلك الأسطورة حقيقية.
في تلك الأثناء كانت سيارة والد جارا تقف منتظرة إياها ، فانطلقت ناحية والدها الذي قبلها بحب و أنطلق مبتعداً بسيارته معها.
نظرت أكينا إلى أنذو برجاء قائلة :
– هل تصدقني ؟.
أجابها ببروده المعتاد :
– لا أهتم لهذا.
استفزت أجابته أكينا كثيراً فتركته غاضبة و رحلت مبتعدة ، راقبها من أسفل نظارته ثم تجه ناحية بيته و هو يفكر في طعام الغذاء الذي أعدته أمه له.
عاد أنذو إلى منزله ، تناول طعامه ببرود كشخصيته المغطاة بالجليد ، ثم جلس على فراشه يفكر في المشروع الخاص به ، فتح حاسوبه و كتب لفريقه المكون منه و جارا و أكينا :
– متى سنبدأ في التحضير للمشروع الخاص بنا ؟.
لحظات و تلقى رسالة من جارا :
– لقد انتهيت من التحضير و سأنتهي بعد ساعة من نموذج المحيط الأطلسي .
ثم جاءت رسالة أكينا قائلة:
– سأغادر هذا المكان و سأقدم طلباً في الغد للمعلم كي ينقلني من هذا الفريق.
تعجب أنذو من رسالتها و إن لم تتغير ملامحه ليكتب :
– و لما كل هذا ؟.
لتجيب أكينا:
– لن أبقى في فريق يظنني مخبولة و كاذبة.
ثم غادرت أكينا المجموعة.
في اليوم التالي تقابلت جارا مع أنذو ، و لكن اكينا كانت تتحاشاهم بنظرات متعالية ، حاولت معها جارا كثيراً و لكنها كانت مصرة على الانتقال من هذا الفريق ، حتى تحدث أنذو لأول مرة بغضب :
– حسناً ، اثبتي لنا أن تلك الأسطورة حقيقية و سأصدقك فوراً بدلاً من حديثك.
نظرت له بخبث قائلة :
– إنها هناك عند المنزل المهجور.
– و أنا سأذهب معك هناك لنرى إن كانت حقيقة أم خيال ، و لكن بشرط.
– و ما هو ؟.
– اذا لم يظهر شيئاً تعودي إلى فريقنا ولا تتحدثي في مثل تلك الأمور ثانية.
نظرت جارا اليهم في خوف ليشير لها أنذو قائلاً :
– وستذهب معنا جارا أيضاً.
ارتجفت جارا و لكنها لم تسطع الاعتراض فوجود أكينا في الفريق يضيف اليه قوة ليحصلوا على درجات عالية ، و هنا عقّب أنذو بقول :
– سنذهب اليوم عند غروب الشمس لنصف ساعة فقط.
انتهى اليوم الدراسي وأكينا في قمة سعادتها ، لطالما تمنت زيارة هذا البيت و لكنها لم تجد رفيق يوماً ، لم تجد سوى الكلمات التي تنعتها بالمخبولة دائماً ، و دقت الساعة ليتقابل الثلاثة عند المدرسة ثانية.
لم يجد أنذو أو أكينا صعوبة في مغادرة المنزل ، و لكن جارا تعرضت للكثير من المتاعب حتى تستطيع الخروج.
تقابل الثلاثة عند المدرسة ، وسط الضباب الذي بدأ يغزو المدينة و تلك البرودة تراقبهم بتحفز ، انطلقوا ناحية البيت المهجور وأكينا تتحدث بحماس شديد:
– يقولون أن زوجها قد قتلها بأن مزق فمها بالمقص مما جعل روحها غاضبة و تهاجم الناس دائماً بالقرب من منزلها ، و يُقال أنك لتهرب منها يجب أن تقول …..
قاطعها أنذو قائلاً :
– ها هو المنزل.
كان المنزل ضخم كالقصر، يظهر من وسط الضباب كالقلعة المهجورة ، يحوم من حوله البوم و يصدر أصواتاً مرعبة ، شعر الثلاثة بالرهبة الشديدة، و إن بقي وجه أنذو بارداً كما هو.
هنا تحدثت جارا و هي ترتجف :
– و الأن لم يحدث شيئاً ، لنرحل من هنا.
لترد أكينا بعناد :
– سنقترب أكثر و نحدث بعض الضوضاء لتخرج لنا.
لم تعقب جارا و لكنها ارتجفت أكثر و أكثر.
و وقف الثلاثة أمام البوابة الضخمة للمنزل و هم يتأملونه بانبهار و خوف شديد.
لحظات و قالت جارا :
– هيا لنرحل ، أنها مجرد خرافة.
أغضبت كلماتها أكينا بشدة فصاحت بغضب و هي تنظر إلى البيت :
– أيتها الجبانة ، ألن تخرجي لنا ؟.
نظر اليها أنذو و قال :
– هيا بنا.
التفت الثلاثة ليجدوا امرأة تقف بعيدة تنظر اليهم ، و قبضت يد جارا برعب على يد أنذو الذي طمأنها و هو يقول بصوت عال:
– من أنتِ ؟.
و هنا وصلهم صوت ودود يقول :
– ما الذي جاء بكم هنا أيها الأولاد ؟.
تنفس الثلاثة الصعداء و توجهوا ناحيتها لتظهر ملامحها أكثر وأكثر ، كانت امرأة عادية و أن اختفى وجهها أسفل كمامة طبية و لم يكن هذا غريباً.
اقتربت منهم و هي تنظر إلى جارا قائلة:
– ما الذي جاء بكِ إلى هنا أيتها الجميلة ؟.
فأجابتها جارا:
– كنا نتجول فقط.
– و هل تعتقدين أنني جميلة مثلكِ ؟.
ابتسمت جارا و قالت:
– نعم ، أنت جميلة.
وهنا انتزعت المرأة الكمامة عن وجهها ليظهر وجهها البشع ، كان فمها مشقوقاً حتى أذنيها من الجانبين ، و انتفض الثلاثة بفزع حقيقي و المرأة تصيح بصوت مخيف:
– والأن هل أنا جميلة ؟.
تراجع الثلاثة برعب و هي تصرخ بصوت أعلى:
– هل أنا جميلة أم لا ؟.
أجابها أنذو الذي ظهر الرعب على ملامحه للمرة الأولى في حياته قائلاً :
– ن ن نععمم أنت جميلة.
– اذاً كن جميلاً مثلي.
و في لحظة واحدة أخرجت مقصاً حاداً و ضربت به وجه أنذو الذي صاح من الألم حينما اخترق المقص وجهه و مزق لحمه.
و ركض الأطفال الثلاثة و من خلفهم انطلقت المرأة على أربع وهي تزمجر كحيوان مفترس ، و تفرق الثلاثة كل في اتجاه مختلف..
و لاحقت المرأة جارا و هي تزوم في شراسة حتى تعثرت جارا و سقطت أرضاً ، و اقتربت منها المرأة وعينيها تتسع في غضب و قالت من جديد:
– هل أنا جميلة ؟.
بكت جارا من الرعب و راح جسدها ينتفض ، و المرأة تقترب منها كنمر متوحش يوشك أن يمزق فريسته ، و أعادت السؤال و هي ترفع المقص ناحية جارا:
– هل أنا جميلة ؟.
و لكن جارا أغمضت عينيها و هوى المقص ناحية جارا التي صرخت ، و لكن يد المرأة توقفت على بُعد سنتيمترات قليلة من وجه جارا حينما سمعت صوتاً يقول :
– توقفي.
نظرت المرأة إلى مصدر الصوت فوجدت أكينا ترتجف من الخوف ، اقتربت منها المرأة و هي تعاود السؤال عليها :
– هل أنا جميلة ؟.
و بكل ما تمتلك أكينا من قوة قالت لها:
– هل جارا جميلة ؟.
نظرت لها المرأة في حيرة و قالت من جديد :
– هل أنا جميلة ؟.
لتجيب أكينا:
– هل أنذو جميلاً ؟.
هنا تراجعت المرأة حائرة لتجذب أكينا جارا و تنطلقان بأقصى سرعة مبتعدات و من خلفهم المرأة تتراجع ناحية البيت وعلى وجهها نظرة حائرة.
في اليوم التالي كانت اكينا و جارا تجلسان في المشفى بجوار أنذو الذي خضع لعملية بسيطة لتخيط الجرح ، نظرت اليهما أكينا متأسفة و هي تجيب :
– أعتذر لكما عما حدث.
ليجيبها أنذو:
– نحن من نعتناك بالكاذبة و نحن من نستحق.
– ولكن قل لي ما الذي أخبرت به أبيك ؟.
– لقد أخبرته أنني تعرضت لمحاولة سرقة ، و هو بدوره أخبر الشرطة .
و هنا قالت جارا :
– ما رأيكما أن نغير محتوى المشروع ؟.
ليتحدث أنذو مستفهماً :
– وعن ماذا سنفعله ؟.
ابتسمت في مكر و قالت:
– ذات الفم المشقوق.
النهاية……
ذات الفم المشقوق :
تحكي الأسطورة عن سيدة قام زوجها بقتلها و تشويهها ، فشق فمها من الأذن للأذن ، لكنها عادت على هيئة روح خبيثة تغطي فمها بكمامة طبية ، و قد يظن الأطفال أنها مريضة ، لكنها في الحقيقة تريد أن تخفي ذلك الفم المشوه عن الأنظار ،
وعندما تقابل طفلاً وحيداً في الشارع تسأله ” هل أنا جميلة ؟ ” فإذا قال : لا ، تقوم بقتله وتقطيعه بواسطة المقص الذي تحمله ، و إذا قال : نعم ، تنزع القناع عن وجهها و تسأله : ماذا الأن ؟ فلو قال : لا ، تقوم بقتله ، و إذا قال : نعم ، لا زلت جميلة ، تقوم بشق فمه مثلها تماماً.
و يُقال بأن الطريقة الوحيدة لتجنب تلك المرأة هي الإجابة بطريقة مبهمة ، فلو سألتك : هل أنا جميلة ؟ تجيب عليها : أنتِ متوسطة الجمال ، أو تقول لها : هل أنا جميل ؟ عندها تصيبها الحيرة و تتركك سالماً.
يمكنك تحميل المجموعة القصصية نساء مخيفات كاملة من خلال جوجل ، و المجموعة القصصية نساء مخيفات 2 أيضاً من خلال جوجل.
أعمالي الورقية :
إني رأيت.
إن الله سيبطله.
حتى زرتم المقابر.
الميتة والدم.
للطلب والاستفسار من خلال صفحة ببلومانيا للنشر و التوزيع على الفيس بوك.
تاريخ النشر : 2021-03-15