ذكريات المراهقة
أن الطقطقة التي سمعناها هي من فعل شبح إسماعيل الذي دهسه القطار |
و في أحد الأيام قام بضرب الثور ضرباً شديداً فما كان من الثور إلا أن ثار و قام بنطحه بقرونه الضخمة و لم يتوقف إلى أن جعل التبان جثة هامدة ، و أشار بيده بعيداً و كان ذلك قريباً من تلك الحظيرة ، و منذ ذلك اليوم يظهر عفريت التبان ليلاً في مكان قتله ، قاطع محمود الكلام و قال : ربما سمعتم عن شبح إسماعيل الذي دهسه القطار ، قلت : و هل منكم من راى جن أو شبحا فعلاً ؟ هز الجميع رؤوسهم بالنفي ، أكملت حديثي و قلت : منذ أعوام و عندما كنا نروي الزرع بالساقية و كنت أنا من يتابع البقرة التي تدير الساقية و كانت الساعة تتجاوز منتصف الليل و السكون و الظلام يغلفان المكان إلا من صوت الساقية الرتيب،
شعرت بالملل و جلست قريباً من بئر الساقية ، و على ضوء مصباح الجاز ظهر شيء يبدو ككتلة من القطن تدور في الماء ، لم أهتم كثيراً و ظننت أنها مجرد كتلة قطن سقطت في المياه ، و فجأة تمددت تلك الكتلة و قفزت من المياه مثل دودة عملاقة ، وقتها قذفت بالمصباح و أطلقت ساقي للرياح ، نظرت إلى وجوههم لأرى أثر كلامي عليهم ، حيث صمت الجميع إلا من صوت طقطقه عالية تأتي من السكك الحديدية القريبة ، قال أحمد بحزم و كان صاحب الحقل : فلنرحل الأن ، و لم ينتظر ردنا ، أطفئا النار و هرولنا جميعاً في الرحيل و لم يرد على تساؤلي عن سبب الرحيل المفاجئ ؟ حتى عبرنا مقابر القرية و أصبحنا قريبين من المباني ، قال احمد : أن الطقطقة التي سمعناها هي من فعل شبح إسماعيل الذي دهسه القطار! و من يومها لم نذهب إلى ذلك المكان مرة أخرى.
تاريخ النشر : 2021-06-04