ذكريات جندي
إذا به إمرأة عارية تماماً صاحبة عينان بيضاء تلمعان و شعر أبيض خشن |
كنت مع بعض الجنود متجهين صوب قاعدة عسكرية في العمق ، و كانت القاعدة مهجورة منذ زمن طويل ، كنت أنا قائد الفرقة المتجه نحو القاعدة و كان هدفنا هو بناء قاعدة جديدة و حديثة بالقرب من القاعدة القديمة أو المعسكر ، حال وصولنا قمنا بإجلاء البدو من هناك و قمنا بتحذيرهم من عقوبة الاقتراب منا ، المثير للغرابة هو أن المعلومات لدينا تشير أن المعسكر مهجور و لا أحد فيه ، و أيضاً أن أرضه المحيط به خالية كونها لا تصلح للعيش لأي مخلوق كان ،
تفاجأنا عند رأيتنا البدو متواجدين هناك والأغرب أننا عندما طردناهم قالوا لنا
بعد لحظات وقف الرجل على قدميه و بدأ بالضحك و البكاء في نفس الوقت و كان يصرخ و يقول : الموت موت الأسود لا الجرذان ، ما كان أبي وكان ما كان ، و بدأ بالركض مبتعد عن المعسكر أخيراً ، مضت سنة و أنا في المعسكر و كل من يخرج يقول بأنه يرى رجل يكرر تلك الأبيات و ينظر إليك من بعيد و تملأ أثار الدم و الثقوب كل جسده ،
بل إنه عندما يجن الليل نرى نيران و نساء و غلمان و خيام و ضجة وحركة في الجزء البعيد من الأرض المحظورة ، لكن عندما يبزق الفجر يختفي كل شيء ، و مرة قمنا بالإمساك برجل في الثكنة و لم يكن جندياً و لا أسيراً ، فقمنا بحبسه على أمل التحقيق معه في الصباح ، إلا انه أختفى بدون أثر و كأنه قد تبخر ، لم تسجل الكاميرات أي شيء على الإطلاق.
هذه القصة هي الأغرب ، يقول صاحبنا : وقعت هذه القصة لي قبل التقاعد بسنة واحدة و لا يمكن نسيانها ، كنت في رحلة شخصية إلى أقدم مدن في موريتانيا ، مدينة (شنقيط)التاريخية ، تحتوي شنقيط على أندر الكتب القديمة ، عندما كنت أتجول في المدينة العتيقة التي تشبه القرية دخلت منزل عتيق عفا عنه الزمن و أهمله أهل المدينة ، قررت استكشاف المنزل من باب المغامرة قيل لي بأن ملكية المنزل تعود لأمير من أمراء المنطقة و أنه كان مولع بالكتب
بل يقول البعض بأنهم ألتقوا بها مصادفة حيث يقول أحدهم و هو ليس من سكان المدينة العتيق لكنه يسكن قريباً منها يقول : كنت قادماً من مدينة بعيدة جداً و اقتربت من المدينة العتيقة ، كنت تعب و منهك و بحاجة لطعام ، فبصرت بنور في أحد المنازل على غير العادة فتوجهت نحوه و وقفت على الباب و استأذنت للدخول ، فقيل لي : أدخل ، ألتقيت بأمرأة تستر عني وجهها و كفيها ، سألت عن رجال المنزل و عن المبيت ؟ فقالت الرجال : ليسوا هنا منذ مدة ، أما المبيت فاختار ما يحلو لك للمبيت.
و بعد الصلاة نام نوماً عميق للراحة الجسدية ، أحس أبي بهزة أرضية أو ما يشبهها ، سمع صوت يقترب بسرعة خاطفة ، وقف جدي على قدميه و أخذ سلاحه و ركب جمله على وجه السرعة ، كان جدي رجل قوي القلب و الجسد ، عظيم الهمة ، صاحب خبرة وعلم و دراية ، و فجأة أبصر جدي مشاعل من نار قادمة نحوه بسرعة ، و حسب عددها فهي كثيرة ، ظن جدي بأنهم قطاع طرق ظلمة فجرة أو جنود لأحدى الممالك القريبة منه ، أو رجال منبوذين من المجتمع القبلي ، على أي حال أخذ جدي بالفرار بعيداً و هو يلتفت كل ثانية للاستطلاع ،
و فجأة رأى ما لم يتمكم من تصديقه على الإطلاق ! أقترب أحد الفرسان منه و إذا به إمرأة عارية تماماً صاحبة عينان بيضاء تلمعان و شعر أبيض خشن و بشرة سمراء و وجه جميل و جسد تُحسد عليه ، و إذا بها تحاول الإمساك به من عنقه ، كانت قوية بقوة رجل بالغ و قبضتها قوية ، تمكن جدي من التخلص من قبضتها أخيراً و استطاع أن يسبقها و هرب مسرعاً ، بعد ساعة من الركض و الجهد البدني توقفت المطاردة أخيراً فيما بينهمة وقف جدي على منحدر صخري ينظر اليهن ، كن نساء جميلات عاريات تماماً و يتكلمن لغة غريبة على أهل المنطقة.
تاريخ النشر : 2020-12-05