تجارب ومواقف غريبة

ذو العيون المتحولة

 
بقلم : Angel – الامارات

 

كانت عيونها ذات لون احمر مائل إلى البني

أنا فتاة عمري ١٩ سنة , بين فترة وفترة كنت احلم بما يعرف بالأحلام المتكررة والتي كانت تبدأ بشكل مختلف لكنها تدور على نفس الموضوع ، لكني دائما لا أستطيع تذكر تفاصيلها ثم توقفت تلك الأحلام لفترة .

ذات يوم ذهبت للمبيت عند أهلي فأنا أعيش مع بيت جدي لقرب منزلهم من مكان دراستي وعملي , في ليلتها لم استطع النوم لأني كنت اسمع صوت احد ما يعبث في أغراض المطبخ وعندما ذهبت لأرى من هناك لم أجد أحدا وكان الجميع نائمين فرجعت إلى الفراش وقرأت جميع الآيات القرآنية التي أحفظها ثم نمت .

في اليوم الثاني سألتني والدتي عن سبب تثاؤبي الكثير ، فأخبرتها عما حصل معي الليلة الفائتة ، و كان أبي مستمعا لحديثنا فقال لها : ” كيف تتركين الفتاة تنام وحدها ! ” . فظننت انه كان يحاول أن يجد سببا ليجادل أمي مثل كل مرة ، لكن هذه المرة كان جديا جدا لدرجة أني لم اصدق لأن أبي شخص لا يؤمن بالسحر والشعوذة أو الأرواح الشريرة أو أيا ما كانت هذه الأشياء .

بعد ذلك لم يحدث شيء إلى أن عدت لمنزل جدي حيث كنت ذاهبة للمطبخ لشرب الماء وخلال ذلك كنت أتحدث إلى أختي وفي نفس الوقت كنت انظر إلى قدح الماء الذي أفضله عن الأقداح الأخرى ، وفجأة تحرك هذا القدح من مكانه ، فهلعت لولهة وهدأت نفسي ظنا مني بأني أتخيل .

بعدها بأيام بدأت أصبحت اسمع صوت يشبه صوت طقطقة الأسنان ، وعندما كنت أسئل أختي كانت تجاوب دائما نفس الجواب وهو أنها لم تسمع شيئا ، فكان ذلك يرعبني أكثر .

بعد فترة كنت نائمة وعادة ما كانت تنام بجانبي على نفس السرير خالتي الصغرى ، وقبل الفجر بقليل فتحت عيني لإحساسي بأن أحدا كان يتكأ على نهاية السرير ويحرك قدمي اليسرى ، وعندما سمعت صوت خالتي ظننت أنها هي التي كانت تفعل ذلك لأنها كانت تفعل الكثير من المقالب مع الجميع فلم اهتم من شدة تعبي ورجعت للنوم وفي اليوم الثاني قلت لها مازحة بان مقلبها لم ينجح معي فردت بأنها لم افعل أي شي ، فشرحت لها ما حدث ، لكنها أقسمت بأنها لم تفعل شيء ، فالتزمت الصمت أنا ولم  أعطي ردة فعل ، فانا كما يقول الجميع باردة ، استطيع التحكم بمشاعري وقوة أعصابي ، واعرف كيف أتحكم بغضبي ، غريب كيف استطيع فعل ذلك! .

في نهاية امتحانات الفصل الأول لدراستي بدأ الرعب الحقيقي ، حيث كنت أنام وحدي لأن في وقت امتحاناتي كان تقريبا جميع من اعرفهم في عطلة ومن ضمنهم أختي التي تكبرني بسنتين ، وكان جميع أصدقائنا يبقون لقضاء السهرة عندنا . في آخر ثلاث أيام للامتحانات عاودتني الأحلام والأحداث الغامضة فقلبت كياني مئة وثمانين درجة .

أول حلم كان غريب لن افهم منه شيئا ، لكنه كان واقعي جدا ، حيث كانت خالتي تنام في الجهة التي أنام أنا فيها من السرير وأنا العكس ، وحين التفتت تجاهي بدت كأنها خالتي لكن ملامحها كانت جامدة جدا وبشرتها باردة متصلبة وعيونها مخيفة .. كانت عيونها ذات لون احمر مائل إلى البني . وبدت هادئة جدا ، لكني كنت مرتعبة ، وفجأة بدأت بخنقي ، كنت أحاول الهروب منها لكنها كانت قوية جدا ، وبدأت أصرخ وأبكي وأنادي على أختي حتى أتت وخلصتني بكل سهولة من يديها وكأنها لم تكن بتلك القوة التي كانت تخنقني بها ، وعندما صحوت وجدت الغرفة مظلمة وباب الغرفة مقفل ولا احد يوجد معي ، عندها قمت مسرعة من الفراش ، وعندما فتحت باب الغرفة كان الجميع مازال مستيقظا ، وكانت الساعة تشير إلى الثانية فجرا! .

لم أقل لأي احد عما حدث معي لأني كنت أظن انه مجرد إرهاق من ضغوط الدراسة ، ثاني يوم حصل الشيء نفسه معي وأيضا بدأت بالصراخ لكن لم يسمعني احد ، وفي اليوم الثالث نفس الشيء ، لكن هذه المرة كان شكل خالتي أو بالأحرى ذلك الكيان الذي يشبهها مختلفا ، كانت له أسنان كثيرة ولون عينيه هذه المرة اصفر ، وكان مبتسما وتغمره الفرحة عندما بدأ بخنقي لكني صحوت هذه المرة مرتعبة إلى درجة أني بدأت بالبكاء ولم استطع بعدها النوم لفترة حتى أنني لم أعد اُكلم خالتي مثل قبل وعلاقتي معها لم تكن مثل سابق عهدها وبدأت ابتعد عنها حتى أني كنت أتجاهل النظر إلى وجهها . ابتعدت عن الجميع لم اكلم احد وحالتي النفسية بدأت تسوء وكلما أغمض عيني يرجع نفس الكابوس إلى أن فاض الكيل ولم استطع التحمل .

كان لدي صديقة في نهاية العشرينات هي أم لطفلين رقيقة ومتفهمة وعطوفة ، فجمعتها هي وأختي و قلت لهما ما يحصل معي فنصحتني بالاستماع إلى سورة البقرة قبل النوم ، طبعا طبقت ما قالته وغفوت على صوت القرآن ، فرجع هذا الشيء أو الكيان أو أيا ما كان أسمه .. رأيته في الحلم من جديد ، لكن هذه المرة لم يكون على هيئة أي احد ، كان مبهم الملامح ويقف بجانب السرير ويصرخ علي بصوت خشن ، وكان كل ما يقوله أو ما يأمر به هو اطفاء القران ، وعندها بدأت أنا بالصراخ والبكاء حتى صحوت أخيرا لأجد أختي وصديقة أخرى لنا فوق رأسي وكانتا مرعوبتان ، فقامت أختي وصديقتنا بإخراجي من الغرفة لأني لم استطع التحرك من الخوف ، وبعدها قامتا بتشغيل القرآن في الغرفة و اقفلاها ، ومن عجيب الاتفاق أن الوقت آنذاك كان الساعة الثانية صباحا! .

بالكاد غفوت تلك الليلة ، أختي وخالتي كانتا بجانبي طوال الليل يقرآن القرآن والأدعية ، أما أنا فحالتي كانت سيئة جدا ، كان النعاس يغلبني فأغفو قليلا وعندما استيقظ مرة أخرى أبدأ بالبكاء بشكل هستيري ، وفي الصباح أخبرتني أختي بأن جسدي كان يرتجف طوال الوقت مثل الشخص الذي يتعرض لصدمات كهربائية ، لكني لم أتذكر شيء .

لم أنم في تلك الغرفة مرة أخرى إلى أن قدمت أمي إلى منزل جدي وأصرت على النوم في تلك الغرفة ، فهي لا تعرف شيء من ما حدث معي لأني جعلت كل من يعرف يقسم بأنه لن يخبرها . المهم نامت في تلك الغرفة أما أنا فلم تغفو لي عين إلى أن استيقظت أمي فجأة وهي تستغفر وتقرأ آيات من القرآن .. والعجيب أن الساعة كانت الثانية فجرا!! .

في صباح اليوم التالي سألتها ماذا كان حلمها ، وعندما أجابتني شعرت بالرعب من جديد ، وذلك دفعني لقول كل شيء حدث معي لها ، ومنذ ذلك الوقت لم أتوقف من التفكير بذلك الأمر ، وبدأ الجميع بالانزعاج بسبب عدم نومي في تلك الغرفة ، وظنوا بأني أتصنع الأمر ، أو أنني أصبحت مجنونة ، وإلى يومنا هذا وأنا لم اعد أنام إلا بعد الساعة الثانية فجرا لأن بعد مرور تلك الساعة اشعر بالارتياح وأنام وبالي مطمئن مع أن بعض الخوف لازال يراودني .

 

تاريخ النشر : 2015-04-11

guest
14 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى