أدب الرعب والعام

رسالة منتحرة

بقلم : ديما السحيمي و ولاء ناصر – السعودية

رسالة منتحرة

لم تكن حياتي طبيعية مطلقا فالجن يخرجون لي في كل مكان ..

أردت أن أخبركم بما يحمله قلبي و عقلي الذي سأفقده إن أكملت العيش ، الآن اكتب لكم هذه الرسالة و أكاد أن اجن مما يجري حولي ، قد ترون أن الانتحار ليس الحل الصحيح لكني أراه الحل الأنسب لمعاناتي …

إلى أمي : اعلم انك بكيتي بشدة عندما رأيتي جثتي الهامدة على أرضية غرفتي المغطاة بالدماء ، أتعلمين انك من الأسباب التي جعلتني انتحر ، لماذا لم تصدقيني عندما كنت أقول لكي أن هناك أشخاصا معي بغرفتي فتضحكين ساخرة مما أقوله لك , لماذا لم تصدقيني عندما اركض إليكي بخوف والدموع تملأ عيناي أشير إلى غرفة الجلوس و أخبرك أن هناك أطفال دون أرجل يلاحقونني فتصفينني بالجنون و إن خيالي واسع و تظنيني اكذب . أمي اقسم لك ان كل ما اقوله صحيح .. شكرا امي .. تذكري أني احبك جدا .

إلى أبي : لا داعي ان اقول لك شيئا ، لكني سأذكرك بشيء أنت ايضا من الاسباب التي جعلتني ارتكب هذا الخطأ (الانتحار) ,كنت قاسيا علي كثيرا يا أبي فلم ترحمني عندما أجري اليك و ابكي و اخبرك ان في غرفتي نساء بشعات يرقصن و يحاولن مسكي فتصرخ قائلا نعم أنا من أحضرهن وتضحك ! .. ثم تعود لقراءة الصحف بكل برود ، لم تصدقني عندما أقول لك هناك أيدي ملطخه بالدم تحت سريري ، شكرا لعدم اهتمامك بمسؤوليتك الأكبر في الحياة ! .

لم يرحمني احد منكم فلا تلوموني على انتحاري ، لم تكن حياتي طبيعية مطلقا فالجن يخرجون لي في كل مكان ، أجدهم داخل الدولاب عندما افتحه لأبدل ملابسي فأرى عجوزا مسنا قصير القامة مخيفا يبتسم لي بطريقه تجعل بدني يقشعر من الخوف ثم يختفي في ثوان … و أرى ظلالا سوداء تقف أمام سريري .. وهذا كله يختفي حينما تأتون . لا اجبر احد على تصديقي ولا ألومكم إن قلتم عني كاذبة او مجنونه ، لن ادعي الصدق في كلامي فأنا نفسي كدت اكذب ما رأته عيناي .

ما جرى لي لا يمكن ان يتحمله احد ، و إن صدقتموني فلن تلومني على انتحاري .. فهذا هو الحل الصحيح لمشكلتي .. لست بحاجتكم الآن إذا صدقتموني أم لا .

موعد الوفاة : الساعة 5 فجرا …

تاريخ الوفاة : 1967/3/14

تاريخ النشر 02 / 11 /2014

الجزائر
guest
43 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى