غرائب العشق والغرام

رينهارد سيناغا: الشاب الذي صدم بريطانيا والعالم

بقلم : Nameless wg – المغرب
قضيته شغلت العالم وكانت صدمة حقيقية
قضيته شغلت العالم وكانت صدمة حقيقية
العالم مليء بالقتلة و المجرمين و ايضا المغتصبين ، لكن الشخص الذي سنتحدث عنه هو فريد من نوعه في السوء والانحطاط لدرجة لا تصدق .. و لمن لا يستطيع تحمل مثل هذه الأمور الأفضل ألا يقرأ .

ولد رينهارد تامبوس كارولين توا سيناغا في 19 فبراير 1983 في جامبي سومطرة إندونيسيا ، كان الابن الأكبر من بين اربعة ابناء لعائلة مسيحية ملتزمة ، والده كان من المصرفيين الأغنياء و يعمل ايضا بتجارة زيت النخيل ، كان سيناغا مهتم بالدراسة و حصل على شهادة الهندسة المعمارية من كلية الهندسة بجامعة إندونيسيا في ديبوك عام 2006 ، بعدها انتقل إلى المملكة المتحدة مانشستر في أغسطس عام 2007 لإكمال دراسته و كان والده يرسل له المال كل شهر ما يكفيه وزيادة.
حصل سيناغا على درجة الماجستير في التخطيط عام 2009 و ماجستير في علم الاجتماع عام 2011 ، أعجب سيناغا بمدينة مانشستر و قرر إكمال حياته فيها وكان يعمل على اكمال شهادة الدكتوراه.
لم يكن بالطبع يقلق بشأن المال لأن والده كما ذكرنا كان يرسل له المصروف ، استأجر سيناغا شقة في شارع يسمى بشارع الأميرة و الذي يعرف بالحانات و النوادي الليلية و أيضا قريب لشارع خاص يسمى قرية المثليين ، وكان سيناغا معروف كمثلي الجنس ولديه عدد من الشركاء.

blank
رينهارد سيناغا مع والديه

في عام 2015 ظهر الجانب الشرير والحقير لسيناغا حيث بدأ في اصطياد ضحاياه ، كان ينتظر عند الملاهي و الحانات ليبحث عن الضحايا خصوصا الذين هم في حالة الثمالة و كان يدعوهم إلى شقته بهدف تقديم مشروب او استئجار تاكسي لهم أو تركهم يشحنون هواتفهم الخ .. وكان يقدم لهم شراب يحتوي على ( GHB ) أو غاما هيدروكسي بوتيرات و هو دواء مصمم بخصائص مخدرة و مفعوله قوي ، عندها يفقدون الضحايا وعيهم يبدأ سيناغا في اغتصابهم والاعتداء عليهم جنسيا ، احيانا لعدة مرات في الليلة الواحدة ، أما الفضيحة فهي أن ضحايا سيناغا كانوا جميعهم رجال ، أجل أيها القارئ رجال في اواخر المراهقة او بداية العشرينات.

سيناغا كان ينتظر الشباب بعد منتصف الليل عند الملاهي الليلية بحجة أنه سيساعدهم ويدعوهم الى منزله ليشربوا معه ثم يخدرهم و يقوم بأعماله القذرة و كان يصور كل شيء واحيانا ينشر فيديو الاعتداء على الواتساب.

blank
كان كثير التواجد فيما يسمى قرية المثليين في مانشستير

الضحية الآخيرة كان لاعب رجبي في 18 من عمره استعاد وعيه أثناء الاعتداء عليه و رد الهجوم لسيناغا وأبرحه ضربا ، ثم أخد الشاب هاتفه و اتصل بالشرطة ، لما وصلت الشرطة لشقة سيناغا وجدوه غارق في دمائه وتقريبا فاقد الوعي فتعاطفوا معه و أخذوه للمستشفى ، و بدأت الشرطة تفتش شقة سيناغا فوجدوا عدة هواتف و مشروبات و ايضا المخدر المستعمل في الجرائم و لما أرادت الشرطة التأكد من صحة كلام الشاب الضحية ، ذهبوا للمستشفى عند سيناغا و طلبوا منه الرمز السري لهاتفه فظهر التوتر على وجه سيناغا و أعطائهم أرقام خاطئة متعمدا لكن تمكنت الشرطة من فك الرموز و وجدوا ما مقداره (3 تيرابايت) من الفيديوهات التي تصور أفعاله ، و استطاعوا معرفة العديد من الضحايا لأن سيناغا كان يحتفظ بهواتفهم و بطاقاتهم كنوع من الذكرى وخصوصا أن الضحايا كان يفقدون بعض الذاكرة بسبب مفعول الدواء المخدر.

خلال عامين و نصف اغتصب سيناغا عدد كبير من الرجال رغم أن الشرطة تظن أن هجمات سيناغا كانت حتى قبل وصوله للمملكة المتحدة

المحاكمة والفضيحة الكبرى

blank
صورة شقة سيناغا .. معظم الضحايا استيقظوا ليجدوا انفسهم نائمين فوق الفراش على الارض

قام سيناغا بأول جريمة في يوم رأس السنة الجديدة عام 2015 و كان الضحية رجلا مزدوج الميول الجنسية (يميل للنساء والرجال) و مثل أغلب الضحايا لم يتذكر أي شيء عندما استيقظ في اليوم التالي في شقة المعتدي ، و آخر جريمة كانت 2017 للشاب الذي استعاد وعيه اثناء اغتصابه.

جرت اربع محاكمات لسيناغا ما بين 1 يونيو – 10 يوليو 2018 وشملت القضايا 48 ضحية من بين ما يصل عدده حسب الاعتقاد الى 196 – 206 ضحية ، وكان هذا العدد كله خلال عامين و نصف فقط و كل الضحايا تعرضوا للاغتصاب و هم فاقدين للوعي و هناك 70 ضحية لم تتمكن الشرطة من الوصول اليها ، وربما العدد اكبر بكثير لأن معظم الضحايا الحقيقيين ربما فضلوا السكوت على الفضيحة خصوصا وان التحقيقات اثبتت ان معظمهم ذوي ميول جنسية طبيعية وليسوا مثليين (باستثناء 3 ضحايا) ، وما يؤكد ذلك هو عدم اصابة سيناغا بالايدز رغم انه نادرا ما كان يستخدم واقي ذكري في اغتصاب ضحاياه.

blank
صور كاميرات المراقبة لسيناغا اثناء اصطياد ضحاياه .. بحسب الكاميرات فأن اصطياد ضحية جديدة لم يكن يأخذ من سيناغا سوى اقل من ساعة من الزمن

معظم الضحايا قالوا انهم رافقوا سيناغا لأنهم كانوا بحاجة لمساعدة ولأنه لم يبدو شريرا او مخيفا ، مجرد شاب آسيوي نحيف وضئيل الحجم ، وكان مؤدبا في حديثه ولطيف ومثقفا له اهتمامات اكاديمية .. كما ان معظم هؤلاء الشبان الاقوياء لم يتخيلوا يوما انهم سيكونون عرضة للاغتصاب فهم قادرون على الدفاع عن انفسهم ولم يخطر ببالهم يوما ان يقعوا بهذه الطريقة وان تبث فيديوهاتهم على النت مباشرة!.

بعض هؤلاء الشباب استعادوا وعيهم في شقة سيناغا لكنهم لم يستطيعوا الحراك وشعروا بأنهم ليسوا بخير ثم فقدوا وعيهم مجددا ، العديد منهم عندما استيقظوا في الصباح شكروا سيناغا على حسن ضيافته من دون ان يعلموا ما حدث لهم .. بعضهم استيقظوا ليجدوا انفسهم وقد تقيئوا لكنهم لم يشكوا في شيء ..

blank
مايكل كرومبتون احد الناجين .. ذهب مع سيناغا الى شقته لشحن هاتفه لكنه رفض تناول الشراب .. يقول وجدت الامر غريبا ان يدعوني شاب لشقته ويقدم لي شرابا فغادرت

أدين سيناغا بـ 136 تهمة اغتصاب و 14 تهمة اعتداء جنسي و 8 تهم محاولات اغتصاب، دافع سيناغا عن نفسه بأن الأمر كان بالاتفاق وأنها مجرد ألعاب جنس .. لكن لم يتم تصديقه بسبب صوت شخير الضحايا المسموع في الفيديوهات ، وكذلك بسبب تعليقاته في فيديوهاته على الواتساب حيث كان يتفاخر بأنه صاحب رسالة وقضية تتمثل في تحويل الرجال الطبيعيين الى مثليين وتخليصهم من شر صديقاتهم المتوحشات!.
كما قلنا سيناغا كان مثلي معروف ولم يكن صعبا عليه ان يحصل على شريك فراش مثله لكن يبدو انه كان يشعر بنشوة ومتعة خاصة في الايقاع بالرجال ذوي الميول الطبيعية.

تم الحكم على سيناغا بـ 88 حكم بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج عنه قبل 30 سنة و تم رفعها لـ 40 سنة في 11 ديسمبر 2020 . ومن نتائج قضية سيناغا ايضا اعتبار عقار (GHB) نوع من المخدرات ومنع تداوله لاغراض غير طبية ( يستخدم في التخدير العام ) خصوصا وانه عديم اللون والرائحة ويؤثر على الذاكرة وتم استخدامه كثيرا في قضايا الاغتصاب ، كما ان استخدامه خطر لأن الجرعة الزائدة منه قد تسبب الموت.
قضية سيناغا اثارت جدلا في بلده الاصلي ايضا حيث طالب بعض السياسيين بمطاردة المثليين والقضاء عليهم في اندنوسيا.

blank
كان يستخدم المخدر لتنويم ضحاياه ثم يصور كل شيء بالكاميرا

صدم سيناغا عائلته و بريطانيا و العالم بأفعاله حيث قاله والده أن ابنه يستحق العقاب و قالت والدته كيف لابنها أن يكون مثلي و هم عائلة متدينة محافظة ولا يقبلون بالمثلية.

قالت القاضية أن سيناغا خطر على المجتمع خصوصا أن هذه أكبر قضية اغتصاب مرت في تاريخ بريطانيا و من أكبر القضايا في العالم .

ارسل سيناغا لسجن ويكفيلد في أبريل 2020 قبل محاكمته النهائية.

خاتمة

يبدو ان النساء لسن وحدهن ضحايا جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي فحتى الرجال الاقوياء اصحاب العضلات في عز الشباب لم ينجو من هذه الآفة المنحرفة .. لكن السؤال هو كيف لشخص حاصل على شهادات رفيعة في الهندسة المعمارية و درجتي ماجستير و من عائلة محافظة أن يرتكب أفعالا شنيعة كهذه ؟ و ما السبب الذي دفعه لفعل الأمر ؟ اظن شخصا مثله يستحق الإعدام ، لكن حكم الإعدام تم إلغائه في بريطانيا.

كلمات مفتاحية :

– Reynhard Sinaga
– gamma-Hydroxybutyric acid

تاريخ النشر : 2021-08-10

نيملس

المغرب
guest
35 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى