تجارب ومواقف غريبة

زوجتي من الجن ..

لا أعلم إن كان أحد سيصدقني فيما سأقول وأروي، لو قلت لكم أني متزوج من جنية !
لقد عشت حياة ملؤها البؤس مع زواج فاشل انتهى بالطلاق. لقد قالت لي زوجتي صراحة : أنا لا أطيقك ولا أريدك ولا أحتمل الحياة معك . مع أني وأقسم لكم لم أكن يوما لا متسلطا ولا بخيلا ولا جاحداً ولا جائراً ولا فقيراً . أردت فقط عائلة جميلة صغيرة كأي عائلة أخرى.

قد ترغب أيضاً في قراءة : سعيد لأن زوجتي جنية !

وقع الانفصال بدون أن يكون بيننا أولاد، وبعد أن مضى حين من الزمن تعرفت على فتاة من خلال العمل. كانت أرملة مع أربع أولاد، تعمل لتعين أطفالها في المعمل ذاته الذي أعمل به.

وسرعان ما تحولت تلك المعرفة إلى ملاطفة ومنها إلى حب ثم زواج .

حل السعد علي، منذ ذلك الوقت . لقد وفرت لي كل شيء ، لقد كانت زوجة مثالية عشقتها أكثر من نفسي وأكثر من أي شخص آخر في هذه الحياة ، حتى أطفالها الذين أصبحو ينادونني «بابا» كانوا قمة في الأدب واللطافة وحسن الخلق حتى أحسست أنهم أبنائي من صلبي .

وعندما اعتقدت أنني وجدت الاستقرار الفعلي، جاءت شاحنة ومن بين جميع الناس لم تجد إلا زوجتي لترديها جثة بلا روح ، ياليته أخذ روحي عوضا عنها .

حزنت واكتئبت، ولولا أطفال صغار برقبتي لانتحرت. وفي ذلك الوقت لشدة اكتئابي وجزعي لجلسات علاج نفسي مكثفة .

مرت الأيام وهدأ البال والحال، وفي إحدى الليالي كنت قد استلقيت للتو في الفراش. كان النوم قد جافاني وكنت أحدق بالباب وأقسم لكم أني لا أعلم لماذا ، فقط هاجس غريب يقول لي بعد قليل سيدخل أحد ما .. وعندما بدأت أهدابي تثقل أحسست أن باب غرفتي يفتح .

وددت أن أصرخ بكل ما أوتيت، لكن لساني كان قد تخشب تماما وصار حطبة يابسة في حلقي . كانت زوجتي المتوفاة داخلة بثوب حريري لكنها كانت أروع وأجمل من أي مرة رأيتها فيها . اعتصرت اللهفة قلبي وشل الخوف حواسي، وهي كانت تقترب أكثر فأكثر .

ثم سمعت صوتا يهمس في أذني : هل أنت مشتاق !

قد ترغب أيضاً في قراءة : زواج من جني

الصوت لم يكن صوت زوجتي ولا نبرتها، ولم أدر ما أفعل فبقيت صامتاً مرعوباً.

أحاطتني كالرداء، كالبطانية، وشعرت بحرارة غريبة تغزو جسدي وتطمأنني. وكنت لا أزال غير قادر على الكلام . ثم أحسست بأنفاس على وجهي ثم رقبتي ثم وكأني سمعت همساً في أذني “إهدأ ” ثم اختفت .

ذات الأمر تكرر معي في اليومين التاليين، لقد كانت تدخل وتعانقني وترحل. بالنسبة لي فقد كنت أعيش الحياة من جديد، خاصة وأن زوجتي أو طيفها أو شبحها بات يزورني في كل ليلة، يعانقني ويذهب .

لكم تمنيت أن أموت وألحق بها . لكم تمنيت ألا يكون في منزلي أطفال ينامون جياعا لو لم أطعمهم . ماكنت ترددت في إنهاء حياتي واللحاق بها .

بعد عدة زيارات وبينما كان جسدي يشعر بوشاح الدفئ أثر إحاطتها لي، سمعت كلمات واضحة منها لأول مرة وقد أخبرتني في تلك الليلة أن ليس لها علاقة بزوجتي وأنها جنية تشكلت على هيئتها حتى لا أرهب وأفزع أو يصيبني مكروه، ولكي أتقبلها فهي تعلم شدة حبي لزوجتي الراحلة .

قالت لي بعدها أنها ستأتيني بهيئتها الحقيقية فلا أفزع منها .

وفي ليلة دخلت بالوعد الذي قالت، وكيف أصفها لكم ! لقد كانت بديعة إلى الحد الذي ذهلت فيه .. ومن تلك الليلة بدأت علاقتنا .
المعذرة على الكلمة ولكن ( معاشرة ) الجن مختلفة تماما، أشعر وكأننا جسدين اثيرين يسطران أعتى مراحل الحب دون برود أو فتور . لقد أعلنا زواجنا بشكل رسمي . وقد قالت لي أنها أخبرت عائلتها عن هذا الزواج، وأنني الآن محرَّز من قبل عائلتهم فلدي من يحميني من أي مكروه عندما أكون في المنزل وخارجه .

أيضا فقد باتت تعتني بالأطفال وتقوم بالأعمال المنزلية، فكم من مرة نمنا والبيت مكركب واستيقظنا على ترتيب لا مثيل له . وكم من مرة يستيقظ فيها الصغار فيجدون ملابسهم وحاجياتهم مرتبة وتنتظرهم صباحاً .

لازلت غير مشترك بقناة الموقع على تيلجرام ! ماذا تنتظر اشترك الآن من هنا

تغيرت حياتي 360 درجة، أصبحت مذهلة جداً ، وسلسة وسعيدة جداً ، الآن زوجتي تقول أنها حامل، وأنا متحمس جدا لولادتها. قالت أن الجن لا يمكن أن يحمل من البشر إلا عندما تكون نية الطرفين فيها هو الإنجاب .

لكن الطفل يكون بالهيئة الأثيرية ويعيش في عالمهم .
أخبرتني أنه سيكون بمثابة المخلص والحارس لأبيه .
والآن في هذه اللحظة بينما أنا اكتب لكم تجربتي هذه هي تتواجد بجانبي وتبتسم إلي .

التجربة بقلم : سامي غزاوي – فلسطين

92 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى