زوهرية العيون

منذ نعومة أظافري تميزت بعيون كبيرة الحجم و فيها بريق غريب جذبت الكل ، و رموش طويلة للغاية و حول بسيط للغاية لم انتبه اليه حين كنت صغيرة و ظننت أنني محظوظة و حسب ، كلما كبرت زاد تأثير عيوني و جذبي للرجال ، الكل عشقوا عيني و خاصةً حين بدأت باستعمال المكياج ، كان كل من رآني سُحر بجمال عيني و خاصةً حين أضع الكحل الأسود ، و كانت العجائز تدعوني بالمزهرة أو المحظوظة ، لم أدخل قط متجراً إلا و دخل الكثير بعدي حتى و لو كان المتجر فارغاً منذ أيام ، لم أصاحب فتاة إلا و فُتحت أبواب الخير في وجهها ، لم أدخل منزلاً إلا و رُزق أهله ،

نعمة هي أم نقمة ؟ غيرة النساء و حسدهن لي كان بصورة لا تُصدق ، حياتي عبارة عن متاعب و مشاكل لا تكاد تنتهي ، و تفاقمت مشكلتي بعد زواجي و ولادتي لطفل لديه نفس عيوني ، سُحرت من أقرب الناس لي و تسببوا لي بالمشاكل حتى صار زوجي لا يطيقني و يدعوني بالمغرورة بعيونها ، و بعد كل ذلك الجمال صارت الهالات السوداء تحيط بعيني و شوهت جمالها و مهما فعلت لا تزول ، هذا بالإضافة إلى الحساسية التي جعلتها حمراء و كأن الدم سيخرج منها ،

طلقني زوجي و عدت إلى بيت أهلي ، و لكني أخيراً فهمت ما هو الخطأ ، و حدثتني صديقة لي عن زوهرية العيون و هكذا صرت أبحث على الأنترنت و فهمت الغموض الذي يدور حولي و المشاكل و المتاعب التي لا تنتهي ، حتى إخوتي يغارون مني و لا يطيقوني و يستغلون أي فرصة لتدميري و يتمنون لي الدمار و يستمتعون بعذابي ، و جدت الحل بالتقرب إلى لله و الصلاة والدعاء و قراءة القرآن ، و هكذا عدت إلى زوجي و الحمد لله.