تجارب من واقع الحياة

سئمت من جمالي

بقلم : لا اعلم – الجزائر

اهلا لطالما كانت امي سعيدة بي وبجمالي حيث انها كانت تقول لي اني حينما ولدت جميع الممرضات والنساء اجتمعن علي وبهرن بمظهري وجمال وجهي الذي رافقني جماله الى كبري وبجمالي هذا لم استطيع كسب صديقات لان غيرتهن مني اثارت فيهن الكره لي والحقد بدون سبب فقد كنت فتاة هادئة لا اثير اي ضجة ولا اتذكر اني قد فعلت سوء في احد ولا حتى نملة مع ان الفتاة التي بداخلي فتاة متحمسة ويثيرها الفضول حول كل شيء ولكن الذي كان يمنعني من اظهار هذا الجانب من شخصيتي هو جمالي الذي سئمت منه ولا اكذب على احد كنت اكره نفسي اكثر من اي احد اخر ولم ارد ان اقول امام امي اني لست سعيدة بوجهي ومظهري لكي لا افسد سعادتها بي لاني كنت افرح حين ارى امي سعيدة وافكر في نفس السؤال كل مرة : لو ولدت بدون كل هذا الجمال هل كانت امي ستسعد بي هل كانت امي ستتذكر يوم ولادتي الى هذا الحد هل كنت ساحضى بالكثير من الصداقات هل كنت ساكون فتاة طائشة ومتهورة مثلما حلمت ان اكون هل كانت امي ستحبني؟

حرت في افكاري وحزنت كثيرا لاني كنت محبوسة في هذا الوجه الجميل وكان هناك شيء يفرحني قليلا وهو ان امي كانت تهتم بي اكثر من اي شخص اخر وتحافظ عل نظافة ملابسي وترتب لي شعري وتغسل لي وجهي باغلى الصابونات والمساحيق الطبيعية ورغم ذلك وددت لو اني كنت فتاة عادية لا يلاحظ احد مظهري فقد احسست اني لم اكن من البشر لكثرة نظر الناس لي ليصير جمالي في نظري جرحا قد شوه وجهي وافسد حياتي وطفولتي وكل شيء .. افسد حبي لنفسي وبسببه لم استطع تذكر اي ذكريات جميلة قد مرت علي فكل مراحلي حياتي التي مرت كنت حزينة فيها ولم اشتم رائحة السعادة فيها وحاليا انا جالسة وافكر ما الذي سأفعله هل سأبقى على هذا الحال هل سيحبني شخص اخرى عدا امي لا يكترث لجمالي وانما يكترث بطهارة قلبي ولطفه واحلم بشيء واعرف انه لن يتحقق ابدا اريد لو ان جمالي يكون سببا في سعادتي لمرة واحدة في حياتي

guest
17 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى