حواء بصفة عامة مثال للرقة والجمال المتجسد والبعيد كل البعد عن العنف والدمار. الدمار غير مرتبط بالنساء أبداً، تلك ليست قاعدة ثابتة ولكنها الرائجة في العالم الطبيعي أمام أنظار معشر البشر. لكن هناك بعض النساء اللواتي خالفن تلك القاعدة المثالية.. بل وخرجن عنها تماماً وكأنهن ولدن من بطون أمهاتهن وحوشا قاتلة بالفطرة تعشق الدماء. فخلف رداء الرقة والنعومة يوجد دائماً وحش متخف في انتظار ضحيته التالية بكل شغف وشر. هكذا تعلمت أنا .. وهكذا أثبتت لي بطلة تلك القضية المرعبة ستايسي كاستور ..
بدأت القصة في عام 2005 بمكالمة هاتفية من امرأة غريبة .. كانت تدعى ستايسي كاستور، اتصلت شرطة النجدة طالبة منهم العون.. وذلك لأن زوجها العزيز أغلق باب غرفته على نفسه منذ بضعة أيام ولا يريد أبداً أن يجيب على أحد ولو بكلمة. وصلت الشرطة بسرعة ولبت نداء الواجب.
عندما اقتحموا غرفة الرجل الغامض كان يبدو لهم أنه فقد حياته. وقد وجدوا على الطاولة التي تقبع بجانب السرير، زجاجة عصير، وزجاجة كحول. وكان يوجد أيضاً معهما كأسين أحدهما فارغ والآخر بداخله سائل غريب لونه أخضر. وقبل العودة لبراثن تلك القضية الشائكة تعالوا معي أعزائي لنتعرف على قصة ستايسي كاستور ..
ولدت ستايسي كاستور في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عامها الثامن عشر تعرفت الفتاة على صديق يدعي مايكل وولس. في نهاية المطاف وبعد قصة عاطفية طويلة كللت بالزواج رزقوا بطفلتهم الأولى التي أطلقوا عليها اسم آشلي. وبعد فترة أنجبت ستايسي ابنة أخرى سموها بري.
إقرأ أيضا : دانا سو جراي: قتلت لتغطي مصاريف التسوق!!
كانت مهنة مايكل الأساسية هي ميكانيكي سيارات، وكانت ستايسي تعمل موظفة في شركة وتحصل على راتب جيد. كان هناك ترابط وحب كبير بين الأب وعائلته، كانت تلك العائلة الرائعة عائلة سعيدة بحق.
مع الوقت بدأت ستايسي تشك أن زوجها غير مخلص لها ولبيته الجميل. أصبح يسرف كثيراً في شرب الكحول، وبدأت صحته النفسية تتدهور. اتخذت ستايسي قراراً حتمياً بالانفصال عنه، وأخذت تبحث بدورها عن محام محترف لتبدأ بإجراءات الطلاق بسرعة .
لكنها ستايسي كاستور قررت بشكل أو بآخر تأجيل الأمر والموضوع برمته لحين انتهاء حفلات عيد الميلاد المجيد.. وهذا حتى لا تتأثر نفسية بناتها بالأحداث التالية لقرار الانفصال عن مايكل. بشكل أو بآخر لم يتم الانفصال أبداً؛ فقد أصيب الزوج فجأة بنوبة تعب كبيرة، وظل في المنزل فترة كبيرة للغاية من دون عمل لمدة ستة أسابيع.
كان غير قادر على الاستيقاظ من على السرير والقيام لمواصلة حياته وعمله الخاص. وظلّ في دوامة صحية قاتلة لم ينهض منها، كان يبلغ من العمر حينها ثمانية وثلاثون سنة. وكان طيلة حياته عفيفاً سليماً لم يذهب للأطباء أبداً ليشكو حتى من نزلة برد !
كان المسكين يتقيأ ويفرغ ما في بطنه بشكل مستمر، وكانت الأمور تزداد تعقيداً خاصة مع حالات الارتعاش الكثيرة التي كانت تصيبه. ظهرت عليه أعراض أخرى خطيرة كعدم مقدرته على المشي والنطق .
لم يدم عمر مايكل طويلاً حيث توفي بعد وعكته تلك بحوالي الأسبوعين فقط. وحسب تقرير الطبيب الذي عاين جثته فإن الوفاة كانت بسبب السكتة القلبية.
إقرأ أيضا : اليزابيث دونكان : الحماة الأكثر شرا في العالم!
وبسبب تلك الوفاة الغريبة لرجل لم يشكو من أي مرض أو أي وعكات صحية من قبل شكت عائلته بالموضوع. وبعد وقت طلبت أخته بدورها تشريح الجثة لتتأكد من سبب وفاة أخيها مايكل، لكن ستايسي كاستور زوجته التي كانت تريد الانفصال عنه أخبرتهم أن الطبيب لن يخطئ في تشخيص حالة ابنهم. وأنه لا حاجة لتشريح جثته للحفاظ على حرمته.
دفن مايكل أخيراً ورقد في سلام، وبعد ذلك بفترة وجيزة حصلت ستايسي كاستور على خمسين ألف دولار ثمناً للتأمين على حياة مايكل.
بعد وفاة مايكل تعرفت ستايسي كاستور على رجل آخر يدعى ديفيد كاستور، وقد تزوجوا في نفس العام. وبما أن الزوج كان رجل أعمال عملت ستايسي معه في نفس المجال، كان الرجل لديه ابن من زوجته السابقة، وكانت علاقتهما رائعة للغاية .
بعد سنوات اتصلت ستايسي بالشرطة لتخبرهم أنها في العمل وأن زوجها لم يأت كعادته، وأنه كان حبيساً لغرفته فترة طويلة للغاية ولم يفتح باب غرفته لأحد قط. ولم تفلح معه محاولاتها المستميتة طيلة فترة لجعله يرد عليها أو حتى يفتح لها الباب لتطمئن عليه. وأنها تخشى من أن زوجها قد فعل في نفسه أمراً ما خطير لأنه كان مصاباً حينها بحالة اكتئاب شديدة، وقد اختلف وتشاجر معها قبلها لأنه أراد السفر معها للاحتفال بذكرى زواجهم الثانية، ولكن ستايسي كاستور الأم الحنون رفضت أن تترك أبنائها طيلة هذه الفترة.
وصلت الشرطة المنزل كما أسلفنا من قبل، وعندما كسروا باب الغرفة واقتحموا المكان، وجدوا ديفيد نائماً على سريره وكان الرجل المسكين حينها قد فارق الحياة.ووجدوا على الطاولة التي إلى جوار سريره زجاجة لمشروب كحول، وزجاجة أخرى بها عصير التوت، والكأس الذي كان فيه السائل الأخضر كان هذا سائلاً مانعاً للتجمد.
إقرأ أيضا : ازواج فى اكياس
توصلت تقارير البحث الجنائي أن الزوج ديفيد أنهى حياته بنفسه عن طريق شربه للسائل مانع التجمد . وعندما أرادت الشرطة التحقق من الأمر جيداً خاصة أن عائلة الزوج وأصدقائه شككوا تماماً في فكرة انتحاره.
وجدت الشرطة في المطبخ أثناء مداهمة جديدة للمنزل أداة طهي تستخدم عند الضغط عليها بسحب مرق الدجاج ثم تنثره عند التفريغ فوق الأطباق كاملة.
كانت تلك الأداة ملقاة في سلة القمامة الخاصة بالمطبخ، وعند الكشف عليها وجدوا أنها تنبعث منها رائحة الكحول. يذكر أن الشرطة حصلت على وثائق بنكية تثبت أن الرجل وضع كل يملك من مال باسم زوجته ستايسي كاستور وترك ابنه العزيز ديفيد دون أن يكتب له شيء.. في واقعة غريبة ومثيرة للريبة جعلت رجال الشرطة يشكون أكثر في ستايسي لهذا وضعوها تحت المراقبة.
عامة بعد التحليل الجنائي لتلك الأداة المثيرة للشكوك أظهرت النتائج النهائية وجود الحمض النووي الخاص بديفيد على الأداة. وأيضاً قد وجدوا بصمات ستاسي كاستور عليها رفقة السائل الأخضر المانع للتجمد. وقد وجدت بصماتها أيضاً أسفل كأس عصير التوت في غرفة ديفيد.
إقرأ أيضا : المرأة التي ساعدت 600 زوجة على قتل أزواجهن
أظهرت ستايسي أثناء مراقبة الشرطة لها سلوكاً مضطرباً غريباً جعلها المتهمة الأولى في القضية.. فقد قامت المرأة في خطوة غريبة بدفن زوجها ديفيد إلى جوار زوجها الأول مايكل، كما أيضاً أنها لم تذهب لزيارة قبره ولا حتى مرة واحدة مما يعني أنها ليست حزينة أبداً على فراق زوجها الوفي. وأيضاً اكتشفت الشرطة أن زوجته لم تتصل به كثيراً كما أخبرتهم أثناء مكوثه في غرفته، وانما كان الأمر اتصال واحد فقط أعقبه اتصال آخر أجرته لتطلب النجدة.
بعد بحث مطول في تاريخ ستايسي كاستور اكتشفت الشرطة أن لها زوجاً سابق يدعى مايكل توفي تقريباً بنفس تلك الطريقة التي توفي بها ديفيد تماماً. وبعد أعادت الشرطة تشريح جثمان مايكل اكتشفوا أيضاً أنه مات بسبب شربه لكمية لابأس بها من سائل التجمد.
وبعد استدعاء الزوجة للتحقيق وإخبارها بكل تلك الاكتشافات أخبرتهم أن زوجها قد أخذ الفكرة من مسلسل كانوا يشاهدوه معاً وأن البطلة المطلقة قامت بتسميم أزواجها بتلك الطريقة، لم تصدق الشرطة ستايسي أبداً بسبب وجود بصماتها على أغلب الأدوات التي كانت توجد إلى جوار الضحية. كما أن أيضاً سلوكها الغريب المضطرب أثناء فترة الرصد والمراقبة جعلها المتهم الأول لما حدث لأزواجها.
لم تمض فترة وقد استعدت الشرطة ابنتها الكبيرة آشلي للتحقيق معها. وقد أخبرها رجال الشرطة بشكوكهم بأن والدتها هي من قتلت أزواجها السابقين بدون أن يرف لها جفن وأن هناك الكثير من الدلائل ضدها. كانت الفتاة في حالة ذعر شديدة عندما سمعت لأول مرة مايقال عن والدتها وأنكرت تماماً صلة أمها بما حدث لأبيها مايكل وبالزوج الأخير ديفيد.
إقرأ أيضا : خائنات .. قاتلات
بعد يومين تحديداً من استجواب آشلي اتصلت ستايسي كاستور بالإسعاف لتخبرهم أنها وجدت ابنتها آشلي في غرفتها فاقدة للوعي. ووجد رجال الاسعاف إلى جوار الفتاة زجاجة كحول فارغة، وأكثر من علبة فارغة لمسكن آلام معتمد. وعثر أيضاً على رسالة كتبت فيها الفتاة بخط يدها أنها تحب والدتها وأختها كثيراً ، وأنها هي المسؤولة عن وفاة أبيها وزوج أمها، وكتبت بالتفصيل الممل طريقة ارتكابها للجريمتين معاً دون شفقة .
نقلت الفتاة للمستشفى لأنها كانت لاتزال على قيد الحياة. وبعد أن أفاقت من وعكتها أخبرها الجميع بما فيهم أختها أنها انتحرت وكتبت أنها المسؤولة عن مقتل أبيها وزوج أمها ديفيد. نفت الفتاة كل ما وجه له، وقالت أن آخر شيء تتذكره قبل الحادثة هو أن أمها طلبت منها العودة للمنزل للجلوس معها قليلاً لأنها خائفة من الاتهامات الباطلة التي أصبحت تشوه سمعتها بين الحين والآخر. وأخبرتهم أيضاً أنها شربت الكحول مع والدتها قبل أن يغمى عليها، وكان الكحول طعمه غريباً للغاية.
تم القبض على ستايسي كاستور بتهمة قتل أزواجها ومحاولة قتل ابنتها الكبيرة آشلي.
بعد المحاكمة تم الحكم عليها عام 2009 بالسجن المشدد لمدة واحد وخمسين عاماً بدون إمكانية الإفراج المشروط. هناك شكوك أخرى أيضاً تعلقت بتلك المرأة فيما يتعلق بوالدها. حيث أن هناك مزاعم أنها أيضاً تسببت بقتله، لأنه قبل أن يفارق الحياة بيوم واحد كانت هي آخر زواره.. وكانت زيارتها مصحوبة بزجاجة شراب غازي وقد توفي الأب بعد يوم واحد من زيارة ابنته. وقد ورثت منه أيضاً أموال بوليصة التأمين وكل أملاكه الخاصة، وقد طالبت في وقت بحرق جثته ليرقد في سلام !
لم تعش ستايسي طويلاً، لأنه في عام 2016 تم العثور عليها ميتة في زنزانتها بسكتة قلبية مفاجئة.
ختاماً ..
مِن النساء عزيزي القاريء – وطبعاً ليس كلهن – كائنات قاتلة بالفطرة، متعطشة للدماء للغاية. خاصة إذا تعلق الأمر باستخدام قدراتهن الفريدة للإطاحة بأي خصم مهما تكن قوته. وستايسي كاستور استطاعت أن تقتل الجميع بدون استخدام ساعديها. وربما لو لم توقفها العدالة لقتلت كل الرجال الذين صادفتهم طوال حياتها.
ملاحظة : جميع حقوق المقال محفوظة لموقع كابوس . لا يحق لأي شخص كان النقل الحرفي أو المرئي للمقال المنشور دون إذن مكتوب من إدارة الموقع . وتترتب المسائلة القانونية المنصوص عليها على كل مخالف للتنبيه المذكور .