تجارب من واقع الحياة

سجينة أفكاري

بقلم : متفائلة – United state
للتواصل : [email protected]

سجينة أفكاري
لا أودّ أن أعيش هذه الحياة لأني أعلم أنها خاطئة و أنها إهانة للنفس و حرام .
بِسْم الله الرحمن الرحيم ..

في الحقيقة أنا لا أعرف ما بي رغم أني متعلمة في علم نفس الإكلنيكي و أعلم كثيراً عن الأمراض النفسية ، لكن أنا أشعر أني لست طبيعية ..

منذ صغري تحديداً منذ السنة الحادية عشر و أنا أهتم كثيراً بالشخصية (الرزة ، الهيبة ، الشخصية) شيء مضحك لكنني أذوب هيماناً في كل من يملك شخصية رزة أو هيبة .. و الآن ازدادت حالتي في أن أعجب بالشخصية السادية ، المتسلطة العنيفة ، و أتمنى في أن أعذب بشيء بسيط منها أو أن أتقابل مع شخصية كذلك و ألعب دور الشخصية الماسوشية فأنا مطيعة جداً و أستطيع لعب هذا الدور .. شيء غريب .

لكن حقيقيةً لا أودّ أن أعيش هذه الحياة لأني أعلم أنها خاطئة و أنها إهانة للنفس و حرام .. حتى و إن فكرت بالزواج منها من أين سأجدها ؟ و هل سيستمر ذلك الزواج على المودة والرحمة !

للمعلومية أنا إنسانة ناجحة جداً في حياتي و لله الحمد بل أعطي النصائح في كل مكان و أحدثت تغييراً كبيراً في حياتي و من هم حولي لكن مشكلتي هي الأفكار و الخيالات .

ظهرت مشاكلي بشكل بسيط في المرحلة المتوسطة حيث كنت أعاند و أستفز بعض الأستاذات الرزة و الهيبة في مدرستنا ، كما كنت شقيةً في السنة الاخيرة منها و أهتم بشكلي كثيراً لدرجة المخالفات .

أما في المرحلة الثانوية فظهرت مشاكلي للعيان و انتهت بفصلي من المدرسة .. كنت مهملة لدروسي ، شقيةً و عنيدة و أستفز الأستاذات ، بل و أتصيد الأوقات المناسبة حتى ينتبهوا لي و يوبخوني .. كنت معجبة بأستاذة تعرف بالهيبة و الرزة ، عشقت هيبتها و كنت أصدر أصواتاً عندما تمر من جانب فصلنا ، أو أن ألعب في الممر لتراني .. أحياناً كنت أدفع باب الفصل الذي تشرح فيه وقت الحصة .. أشياء كثيرة لكي أجعلها تنظر إلي و توبخني !

لكن الآن تعود الأفكار و بقوة في أني أريد رجلاً متسلطاً (رزة و هيبة) متحكماً عنيداً أنانياً عصبياً ثائراً عنيفاً قوياً و لا أمانع إن كان سادياً يتملكني ، لكن ليس لدرجة الإهانة المفرطة !

أشعر أني في سجن مع أفكاري حيث أني لا أستطيع إنجاز شيء في حياتي ، دائمة التفكير بمثل هذه الشخصية ، و مدمنة القراءة عنها تصل لساعات متواصلة ، حيث أني أقرأ قصص تعذيب أو أرى مشاهد تعذيب أو أسد يفترس حيواناً أضعف منه !!! أي شيء عن تلك الشخصية المتملكة العنيفة !

بصراحة أنا أعلم كيف أن لا أصدق هذه الأفكار– لكنني كذابة ! أقول سأعمل سأنتج في حياتي حيث اني في هذا الفصل تفرغت من الدراسة لكي أعمل في مشروع أحبه لكنني هنا في سريري، أقرأ عن تمرد رجل ، و الرجل الثور ، السادي و الماسوشي ، قصة اغتصاب ..إلخ

عمري يضيع و أنا أنظر .. و من كثر التفكير بهذا الأمر أفكر بأن أوقف بعثتي لأنني أعيش في الخارج وأن أعود لبلدي لأبحث عن شخصية كذلك أو أنتظر زوجاً كهذا .. لأني فعلاً الآن لا أستطيع إكمال دراستي بدون العيش بتلك المشاعر ، و أخاف أن أترك فرصة الدراسة بالخارج التي ربما لن تعود من أجل زواجٍ من رجل ثائر ، و ربما لن أَجِد ذلك الرجل !

عمري الآن 24 عاماً و لا أريد أيضاً أن اتزوج و أنا كبيرة يعني بعد إكمال دراسة الماجستير .

وأخيرا أتمنى أن أَجِد رداً من عضو اسمه (أحدهم ) فلقد أعجبت بتحليله لمثل تلك الحالات النفسية .. وأتمنى أيضاً المشاركة من باقي الأعضاء الكرام حول إن كان هناك من يفكر أو يتخيل مثلي؟؟؟؟؟ أو من يجد أن الرجل العنيف المتسلط شيء محبوب ؟!

شاكرة لحسن اطلاعكم على موضوعي و بانتظار آرائكم …

 

تاريخ النشر : 2017-03-07

guest
86 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى