سؤال الأسبوع

سر العبقرية !

بقلم : آنجي – بلاد العرب

سر العبقرية !
العباقرة هم وحدهم من يجسدون الجنون والذكاء الخارق في آن واحد


العبقرية :

أحد أندر وأعظم الخصال البشرية ، فهي تتواجد في 2% من البشر فقط ، وعلى الرغم من أنها ظهرت منذ قديم التاريخ إلا أنها لازالت تقدم لنا المزيد والمزيد من العلوم والمعارف وأيضاً المزيد من الحيرة !

بدايةً دعونا نعرف من أين جاء لفظ “عبقري” ؟

يعود لقب “عبقري” إلى وادي عبقر قديماً ، فكان العرب حين يرون شيئاً يعجبون منه ينسبونه إلى وادي عبقر المسكون بالجن بزعمهم ، حيث ارتبطت العبقرية في الماضي بعالم الروحانيات وما شابهه ، أما في الحاضر فاختلفت الآراء ولكن الشائع هو أن “العبقرية هي الأصالة ، الإبداع ، القدرة على التفكير والعمل في مجالات لم تستكشف من قبل”

على الأرجح أن الملايين عبر التاريخ وحول العالم حاولوا الحصول على هذه الدرجة العالية من الفهم والإدراك ، ولكن هل الأمر بهذه السهولة ؟ هل يمكن حقاً الحصول على العبقرية من خلال التربية والممارسة ؟ أم هي شيء مرتبط بالجينات والوراثة ؟

في مقالة لمجلة الطب النفسي الجزيئي Molecular Psychiatry تأتينا الإجابة التي تؤكد وجود جين متصل بشكل مباشر بعامل الذكاء يُطلَق عليه NPTN ، يؤدي دوراً في سُمك المادة الرمادية المرتبطة بالقدرات الفكرية ، حيث لاحظ العلماء في دراسات أجروها على مخ 1583 من الأطفال البالغين 14 عاماً ، بأن الأذكياء منهم لديهم قشرة أقل سمكاً من الجهة اليسرى للدماغ ، وفي أطروحة أخرى مشابهة أكدت كلٍّ من جامعتي كامبردج و دوسلدورف وجود العامل (g) general intelligence factor. الذي قد يكون مركز الذكاء والقابع في قشرة الفص الصدغي ، مما يدعم نظرية أن الذكاء والعبقرية أمر وراثي .

ولكن من الطرف الآخر لاقت هذه الدراسات اعتراضات شديدة من فئة كبيرة من العلماء بحجة أن العقل غامض ، وكيفية عمله تحتاج جهوداً لكشفها ، وبدأت مجموعات من العلماء تروج لفكرة أن العبقرية صناعة بشرية وليست أمراً وراثياً ، وطرحت العديد من النظريات والأدلة لإثبات صحة كلامهم ، وبدأوا يعلمون الناس الطرق لخلق العبقرية بل وقاموا بفتح مدارس خاصة لتنشئة العباقرة !

لن نخوض في غمار هذا الصراع ونقرر الفائز ، لأن الحديث عن العبقرية لم ينتهِ بعد ، بل ها نحن وصلنا للجزء المثير للاهتمام بالضبط ، ألا وهو تفسير العلاقة بين العبقرية والجنون !

إن العباقرة هم وحدهم من يجسدون الجنون والذكاء الخارق في آن واحد ، مما يجعل أكثر الناس تشيح ببصرها عن اكتشافات هذا العبقري وتتأمل بسلوكه الغريب أو بشخصه الشاذ عن المعتاد ، وتجد فيه من التعقيد ما يزيد تفسير العبقرية صعوبةً !

يحمل معه بوصلة و لا ينام إلا ورأسه متجهة للشمال .. تشارلز ديكنيز كاتب روائي إنجليزي

خرج ذات مرة من مختبره وعلق ورقة على الباب كتب عليها (غير موجود الآن سأعود بعد قليل) ثم عاد بعد قليل وحين رأى الورقة قال(حسناً سأعود إليه بعد قليل) .. ألبرت آينشتاين عالم فزيائي

كان ينسى اسمه كثيراً لدرجة أنه يحتاج لمن يذكره به .. توماس أديسون صاحب أكثر الاختراعات

لا يكتب إلا وأمامه مجموعة من الأقلام وإذا انتهى من الكتابة قام بكسر الأقلام ثم وضعها تحت وسادته قبل النوم ! .. فولتير

معروف بميله إلى الاكتئاب الحاد المزمن ، لحد أنه كان يبكي فجأة ثم يقوم بطرح النكات ليخفف من حزنه الغير مبرر ! ويقال أنه فكر بالإنتحار كثيراً .. أبراهام لينكولن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة وأحد أشهر وأفضل رؤسائها على الإطلاق

قطع أذنه اليسرى وأهداها للفتاة التي يحب ، وحاول الانتحار كثيراً إلى أن وفق لذلك ، وكان يعاني من نوبات الصرع لإدمانه على الكحول .. فان جوخ الفنان والرسام الهولندي الشهير

كان يعاني من إضطرابات نفسية حادة ، على الرغم من المرح والسعادة في موسيقاه إلا أن الجانب الآخر منه كان تعيساً كئيباً خاصةً بعد أن فقد سمعه بسبب والده الذي أساء له بالضرب في الطفولة .. لودفيغ فان بيتهوفن الغني عن التعريف !

انعكست اضطراباته النفسية الحادة والمخيفة على كتاباته وقصصه القصيرة التي اشتهرت بالرعب وكان مدمناً للخمر بطريقة مبالغ فيها ومات بعد وفاة حبيبته بعامين لسبب غامض .. إدغار آلان بو ملك أدب الرعب

رغم أنه نبغ في الرياضيات ودخل التاريخ من أوسع أبوابه إلا أنه عانى من “الشيزوفينا” أو إنفصام الشخصية حيث كان بمرحلة متطورة من المرض ودخل المصح النفسي عدة مرات .. جون ناش الذي مثل قصته فلم “العقل الجميل” !

كان يعاني من اضطربات نفسية حولته لمجنون في نظر الكثيرين ، فكان متقلب المزاج بشكل حاد ، سريع الغضب ، ضيق الأفق ، بل ويتحدث إلى أشخاص لا وجود لهم ! .. السير إسحاق نيوتن أحد أعظم العقول البشرية وثاني أعظم شخصية في التاريخ !

تفاوتت المواقف ما بين الطريف والغريب والمخيف ، ولكن جميعها تؤيد العبارة القائلة بأن “بين العبقرية والجنون شعرة!” وفي رأيي المتواضع فإن العبارة يجب أن تكون “أن العبقرية والجنون هما ذات الشيء !” فإن السلوكيات الشاذة لم تقتصر على هؤلاء فحسب ولا على هذه المواقف فقط ، بل في الحقيقة إن الغرابة والشذوذ قد تسرب إلى أدق تفاصليهم فحتى في لباسهم وسيرهم وأكلهم سترى شيئاً مختلفاً عن المعتاد وإن لم تستطع تحديده !

في قائمة طويلة نوعا ما سأدرج صفات العباقرة النفسية والشكلية ولنرى كم من عبقري لدينا ؟

الصفات النفسية :

– يحبون اللعب والتسلية
– كثيري الأسئلة
– يجربون بدلا من العمل بوضوح
– غالباً يكونون سرحانين في عالم أحلام اليقظة
– يحبون السفر والتجوال
– فوضويين في مكاتبهم وغرفهم
– لا يهتمون بنظرة الناس لهم
– يعملون على ما يؤمنون به
– لديهم الحماسة لما يحبون فقط
– يختارون الوظيفة التي يحبون بدلاً من حب الوظيفة التي يعملون
– يعتمدون كثيراً على أحاسيسهم ومشاعرهم ، بطيئون في تحليل المعلومات سريعون في التوصل للحل
– يشعرون بجمال الأشياء من حولهم
– لديهم أفكار غريبة بالنسبة للآخرين
– يميلون لاستخدام الألفاظ الغامضة والتشبيهات والاستعارات
– يفكرون بالأمور الفلسفية ولغز الحياة

الصفات الجسدية :

إما طوال القامة وأضخم من أبناء جنسهم ، أو صغار القامة ضئيلي الحجم بالنسبة لأقارنهم ، كثيفي الشعر أو أقرب للصلع ، وغالباً ضعيفي النظر .

في النهاية عزيزي القارئ شاركنا رأيك حول سر العبقرية :

# ماهي العبقرية ومن هو العبقري من وجهة نظرك ؟

# هل تعتقد أن العبقرية وراثة أم صناعة بشرية ؟

# ماالسر وراء السلوك الشاذ النفسي للعباقرة ؟ و هل العبقرية جنون ؟

سلام .

المصادر :

موقع موهوبون

موقع للعلم

تاريخ النشر : 2017-09-03

guest
85 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى