تجارب ومواقف غريبة

سكان الطابق الثاني…!

بقلم : جوجانه – السعودية

لمحت فتاة صغيرة .. كانت ترتدي قميصاً ابيض طويل

تحدث في منزلنا كثير من الأمور الغريبة ودائماً أحاول إيجاد تفسير لها وان لم أجد اقنع نفسي بأني أتوهم , وغالباً ما انجح في قمع ذلك الخوف الذي ينتابني حينها , لكن ذات مره حدث ما جعلني افقد صوابي وتحولت من ساخرة ضاحكه الى باكيه مذعورة.

منزلنا مكون من ٣ طوابق , الطابق الاول شقه لإستقبال الضيوف , والثاني غرف النوم ولا ندخله الا وقت النوم فقط , والثالث حيث نجتمع ونجلس دائماً .

كنت مع والدتي واختي في الطابق الثالث , نزلت امي الى الطابق الثاني حيث غرف النوم ووجدت الباب مقفل..!

أخذت تنادي وتطلب من كلانا إحضار المفتاح , أجبتها بأني لم اقفل الباب ولا اعلم شي عن المفتاح واختي كذلك , بدا على والدتي الخوف وانتابني الضحك فلا داعي للقلق , ربما احد اخوتي فعل ذلك , اتصلت بوالدي واخوتي لأسألهم , كانوا خارج المنزل وربما احدهم قام بقفل الباب واخذ المفاتيح , كانت إجابتهم : “لم نقفل ولا نعلم عن المفاتيح شيء” . أما والدي فقال لا داعي للقلق أنا املك نسخه وسأتيكم في الحال.

استغربنا فليست من عادتنا اغلاق الابواب بالمفاتيح ودائماً تكون الشقق مفتوحة , وفي ذلك الحين ذهبت بنفسي وقمت بدفع الباب مراراً وتكراراً وتأكدت بأنه مقفل , نظرت الى والدتي واختي وجدتهم ينظرون لي من الأعلى , فاطلقت ضحكة عالية على تصرفهم الجبان وشعرت بأنهم بالغوا في ردة فعلهم . استغليت الموقف لأضحك واسخر منهم وقلت لهم : (ربما احد الجن سئم وقرر طردنا) , فغضبت امي وقالت اذكري الله وكفّي عن المزاح. لكني استمريت بالضحك وقمت برن جرس الشقة بالرغم من خلوها وقلت لأمي ماذا لو فتحت لي عجوز شمطاء ذات انف منحني لا تملك إلا سن واحد ولحقت بكم للأعلى , فقامت بشتمي وطلبت مني التوقف عن الضحك .

(في الحقيقة كنت مستمتعة بإخافتهم ) ..

عندما وصل والدي طلبت أمي منه أن يفتح الباب بدون استخدام المفتاح للتأكد من انه مقفل , فقال أبي (بسم الله) وفعل ما طلبت , فكانت الصدمة والمفاجأة للجميع , فُتح الباب بلا مفتاح !! ..

هنا تحولت تعابير وجهي وصعقت لا اعرف كيف حصل ذلك , اقسم لكم اني دفعته بكل ما اوتيت من قوة , الباب كان مقفل تماماً ولا مجال للشك . فعلمت حينها ان كل ما كنت احتاجه هو قول بسم الله كما فعل والدي وليس مفتاح كما ظننت.

لم اتمالك نفسي انتابني الهلع ودخلت في نوبة بكاء شديدة , لا اعلم لماذا كنت مستبعدة ما فكرت به والدتي , بالرغم أن كل واحد منا في المنزل حدثت له عدة مواقف , فكان من المفترض ان اتوقع الاسوأ ..

سأذكر لكم بعض تلك المواقف .. وابدأ لكم بوالدتي التي دائماً ما كانت تسمع انفاس وشخير بجانبها عندما تنام بمفردها وتشعر بجلوس احد على السرير واحياناً على ساقيها .

واخي الكبير دائماً يسمع من يناديه بإسمه وايضاً يسمع شخير مزعج جداً يوقظه من نومه . وفي احدى المرات دخلت والدتي الى غرفته ووجدته يشتم ويلعن وعندما سألته ما بك؟ قال انه كان نائماً عندما شعر بأن هناك احداً قام بضربه على يده واستيقظ.

اما اختي فذات مره كانت نائمه على سريرها وكنت معها في الغرفه , فجأة شهقت وكأن احداً سكب عليها الماء.. وبالفعل ما ان اتمت الجلوس حتى سألتني من سكب الماء ؟؟ , اجبتها بأنها تحلم ورأيتها مبلولة بالفعل , فقلت لها بأنها متعرقه لكي أطمئنها , اما انا فكنت ابحث عن مبررات لكل ما يحدث .

على سبيل المثال ذات مره كنت اذاكر بمفردي في غرفة النوم وكان ذلك في منتصف الليل والشقة خالية تماماً واهلي مجتمعين في الطابق الثالث , رأيت مفاتيح غرفتي تهتز بالرغم من عدم وجود أي دافع لذلك.. لا يوجد هواء ولم اقترب من الباب كي تهتز..!

فكنت اقول في نفسي لعلها ذبابة وقعت على المفتاح بالرغم من عدم وجود الذباب اصلاً ..! وحجم الاهتزاز لا يقارن بحجم الذباب ايضاً… لكن استطعت ان اقنع نفسي واطرد الخوف .

في اليوم التالي وبنفس الوضع والتوقيت سمعت صوت كرسي التسريحة الخاص بوالدتي يحتك بالأرض بصوت عالي جداً فتجاهلته بعدها سمعت باب خزانة ملابسها فُتح واغلق بقوة وانطلق بعدها صوت خطوات وكأنها خطوات رجل يلبس الثوب او (الجلابية) صوت ثوبه كان واضحاً جداً اثناء تحركه , كنت اسمعه يخرج ويدخل بسرعه من غرفة والداي الى الغرفه المجاورة (غرفة اخي) , الى ان اصبح صوت الخطوات قوي جداً ومتجهه نحو غرفتي بسرعة اكبر , فقمت مسرعه واقفلت باب غرفتي بالمفتاح , ثم اتصلت بأهلي في الطابق الثالث وعندما نزلوا وفتشوا الشقة لم يجدوا اثراً لأحد.

بعدها اصبحت لا اجلس بمفردي في الطابق الثاني , فجميع الاحداث الغريبة تحدث لنا هناك ..

من ضمن المواقف ايضاً حدث لي فجراً عندما كنت في الثانوية قبل ثلاث سنوات , كنت اغط في سبات عميق ايقظتني والدتي تطلب مني ان استيقظ لأذهب للمدرسة وقالت لي بالحرف الواحد استيقظي والحقي بي للأعلى لقد اعددت لكِ الإفطار.. كان وجهها امام وجهي مباشرة وعندما رأتني انظر لها ابتعدت عني قليلاً وإذا بها تلبس قميصي الأسود , ونظرت لي حتى تأكدت اني مستيقظه بعد ذلك رحلت.

قررت مماطلتها كعادتي وعدت للنوم مجدداً , وعندما استيقظت وجدت الساعة العاشرة صباحاً , لقد تأخرت عن المدرسة ولا استطيع الذهاب في هذا الوقت , استغربت ان والدتي لم تعد لإيقاظي مجدداً , وتذكرت بعدها ان اليوم هو يوم الجمعة , ذلك يعني اجازة ولا يوجد دراسة من الاساس..!

ما بها امي؟..هل يعقل انها نسيت ما اليوم؟

سألتها على طعام الغداء لماذا ايقظتني هل نسيتي ان اليوم جمعه؟ .

قالت: لم يصبني الزهايمر بعد.. اعلم ان اليوم جمعه ولم اوقضك.. لعلك كنتي تحلمين

اجبتها: متأكدة بأنه ليس حلم حتى إني شاهدتك ترتدين قميصي الأسود يا أمي.

قالت:وكيف لقميصك الاسود ان يأتي قياسي..!

شعرت بغبائي حينها..كيف لم افكر بذلك؟

عندما رأت على وجهي ملامح الدهشة والاستغراب قالت:ممكن ان تكون الملائكة تريد ايقاظك لصلاة الفجر.

تذكرت اني بالفعل كنت اسمع أذان الفجر عندما كنت انظر لوالدتي في تلك اللحظة.. خف ذلك الخوف.. فالحمد لله انه لم يكن شكل مرعب أو حلم سيء . ربما ما قالته امي صحيح .

وآخر تلك المواقف كآن اسوأها على الإطلاق , كانت اكثر مرة شعرت فيها بالرعب , كنت نائمه مع اختي في نفس الغرفة عندما ايقظني صباحاً صوت انين , فتحت عيناي فاختفى الصوت , لكن لا اعرف لماذا اتجه نظري الى ما بين التسريحه والسرير , وجائني شعور قوي بأن احداً ما يقف هناك , خفت ولكن بدأت كعادتي ابرر لكي انام مجدداً ..

(ربما كنت احلم واصدرت ذلك الصوت وازعجت نفسي)

(وربما اختي هي من اصدرت ذلك الصوت)

تبريرات احياناً مقنعه واحياناً غبية ولكن المهم ان اقتنع واتجاهل الخوف .

في اليوم التالي وفي نفس الوقت سمعت ذلك الصوت مرة اخرى لكن هذه المره كان أعلى , كان صوت امرأة متعبة تأن وكأن احداً اشبعها ضرباً , وعندما فتحت عيناي نظرت لأختي مباشرة واذا بها تغط في سبات عميق والصوت ما زال مسموع , فاتكأت على يدي اليسرى واخذت انظر لأختي امامي واتصنت لذلك الصوت وعندنا تشجعت والتفتُ إلى اليمن لمحت فتاة صغيرة أو امرأة قصيرة لا اعلم , كانت ترتدي قميصاً ابيض طويل وتقف بين اسفل سريري و التسريحه , لم استطع التركيز بها , كانت لمحة واختفت بسرعة .

ايقضت اختي وسألتها: ألم تسمعي الصوت ؟

اجابتني: لا

وعادت الى النوم وتركتني اردد آيات من القران واستعيذ بالله من الشيطان .

هذه المره لم استطع ان أتناسى الأمر , ولم استطع العودة للنوم , واصبحت لا انام قبل ان اشغل سورة البقرة في الغرفة .

أيضا دائماً ما احلم بأن مجلس الطابق الثاني مسكون بالجن , أراهم في الحلم واخبر عائلتي واصحبهم معي لأريهم لكن لا يرونهم وانا فقط من يراهم وينتهي الحلم بعدم تصديقهم لي .

كثيراً ما يتكرر علي هذا الحلم حتى اني اصبحت اكره المرور بجانب ذلك المجلس فهو الغرفة الوحيدة بين غرف النوم ودائماً مغلق ولا نحتاجه .

لا اخفي عليكم سراً ان ابي كان مولع بجميع ما يخص العالم الآخر ومنذ زمن كان لديه كتاب اسمه شمس المعارف يقرأه قبل النوم من باب الفضول وحب الإستطلاع وكنت دائماً اطلب منه بأن يرضي فضولي ويطلعني على ما يوجد بهذا الكتاب فأصبحت اجلس بجانبه ويقرأ لي بصوت مسموع وإذا رأى طلاسم وكلام غير مفهوم يقلب الصفحة ويستمر بقراءة ما نستطيع فهمه , وما ان ينتهي من القراءة حتى يقول لي بأنه كلام فارغ وأكاذيب , وان ما ذكر في ذلك الكتاب لم يرد في القرآن والسنة لذلك يجب علينا عدم تصديقه .

مؤخراً تخلصنا من ذلك الكتاب فوجوده أصبح يثير شكوكنا حول ما يحدث بالمنزل , وأصبح تشغيل سورة البقرة عادة يوميه لنا.

تاريخ النشر : 2016-02-03

guest
60 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى