منوعات

سلسله لعنات ابديه الكتاب الملعون (قصة مملكتين)

بقلم : بائع النرجس – جمهورية مصر العربية
للتواصل : [email protected]

سلسله لعنات ابديه الجزء الاول للكاتب بائع النرجس

البداية-1
– امبراطورية الظلام (العصرالمجهول)

رعدت السماء بقوة وكأنها غاضبة وأخذت الأمطار تهطل فى غزارة وكأنها شلال يسقط بلا توقف وأثناء هذا الطقس السىء وداخل هذا القصر المنيف أخذ هذا الرجل يجرى مهرولاً فى أروقته

وأخذ يهبط على الدرج وهو يلهث ويتلقف أنفاسه وقد حمل بيده قنينة شفافة تحتوى على سائل أحمر اللون وأخذ ينعطف يميناً ويساراً وكأنه على عجلة من أمره حتى وصل الى حجرة كبيرة

تراصت على جدرانها أرفف كثيرة تحمل قنينات ومساحيق وكتب وجماجم وأشياء مختلفة تكاد لا تعرف كهنها فى هذه الإضاءة الخافتة الصادرة عن هذه المشاعل التى يتراقص لهيبها طول الوقت

مما تعطى ظلال على المكان وكأنها أشباح تراقب المكان وكانت الحجرة خالية من الأثاث تقريباً فقد قبعت مائدة صغيرة هناك فى أحد الأركان وقد استقرت عليها شمعه تكاد تنتهى فى صمت

وكان هناك رائحة غريبة تسرى فى المكان تشبه رائحة القبور وفى ركن مظلم استقر سرير بسيط تكاد لا تلحظه من أول نظره وقد تمدد عليه رجل أشيب الشعر وصاحب لحية طويلة بيضاء قد

استقرت على صدره ويبدوا من مظهره أن الزمن قد آكل عليه وشرب ولم يترك قطعه فى وجهه إلا وقد حفر عليه علامات التقدم فى السن .

اقترب منه الرجل الذى يحمل القنينة وقال له وهو يهمس
– لقد أحضرتها يا سيدى
نظر إليه الرجل الأشيب فى صعوبة وقال فى وهن وهو يفتح عينيه فى بطء
——–لا داعى يا (متراس) فالقدر لا هروب منه ولا دواء يبعدنى عنه-
وهو يركع بجوار السرير وقد اخذ قلبه ينتفض بين ضلوعه وكأنه طفل صغير ثم قال وهو يكاد ان يبكى
——————— ولكنى يا سي-
قاطعه العجوز قائلاً وهو يرفع أصابعه التى التصق فيها الجلد بالعظم
– لا تضيع الوقت يا بنى واسمعنى فلا وقت لدى فها أنا أرى الموت ينادينى
وقال بحزن الدنيا خوفا من فراق العجوز وكأنه عزيز على قلبه (متراس) انحدرت الدموع من
– لا تقل ذلك يا سيدى
قاطعه العجوز ثانية وقال
– الموت حق يا بنى وكلنا أموات أولاد أموات وكلنا عائدون الى التراب
بحرارة أكثر ودفن رأسه فى تلابيب العجوز فوضع العجوز يده على رأسه وقال بصوت متهدج بالحزن بكى
– لا داعى للبكاء واسمعنى جيدا
رفع رأسه وقال بصوت مخنوق
– نعم يا سيدى ها أنا أسمعك-
ابتلع العجوز ريقه فى صعوبة بالغة وقال
– – أنت تعلم انك مساعدى الوحيد وانا من رباك وعلمك واعتبرتك ابني قبل أن تكون مساعدى ولهذا سأبوح لك بسر لم تسمعه قبل الحين
صمت العجوز واخذ يبتلع ريقه وويضيف
– هذا السر هو ما جعل الملكة تبقى على ولولا هذا السر لأقصتنى من الحياة فى الحال
صمت العجوز ليبتلع ريقه وقال بكلمات واهنة
– هذا السر يكمن فى كتاب
قاطعه وهو مندهش

سلسله لعنات ابديه الكتاب الملعون (قصة مملكتين)
كتاب ملعون عن حضارات قديمه وغريبه 

كتاب؟-
– نعم كتاب عاش أجدادى يجمعون فيه ويكتبون مادته وجيل بعد جيل أخذ يكتمل الكتاب الذى يحوى بين صفحاته أعظم أسرار الحضارات السابقة كيف ارتقت وكيف انهارت وكيف ضاعت فى غياهب النسيان ؟
صمت العجوز ليبتلع ريقه وظلال الشعلات يتراقص على وجهه وكأنها اشباح تتراقص على أنغام خفيه
– وأنا أخر واحد يكمل الكتاب فقد انتهيت منه ولكنى فكرت قبل أن أسلمه لها فها أنا سأقابل وجه كريم والشر لا يجلب إلا الشر وانا اعى جيداً أن الملكة لا تريد الكتاب فى الخير بل تريد أن تسيطر على العالم من خلال علوم وأسرار وأخبار الحضارات السابقة
يصمت العجوز ليسعل فى قوة ويتبع
– لقد فكرت كثيراً أن أدمره ولكنى كنت اخشى بطش الملكة بى فكنت أتراجع فى كل مرة وأتحجج باني لم أتمه بعد ولكنها الآن لا تستطيع فعل اى شىء بى
صمت ليسعل فى قوة أكثر فهتف (متراس) بلفهة ابن خائف على والده
!! – سيدى
أكمل العجوز وكأنه لم يسمعه بعد أن هدأ من السعال
– الكتاب هنا تحت رأسي خذه واهرب به من هذه المملكة ودمره احرقه افعل فيه اى شىء ولكن لا تدعه يصل ليد أخرى وصدقنى يا بنى الش———ر لا——يجلب الاالش————ر
صمت العجوز الى الأبد فصرخ (متراس) وهو يهزه بقوة غير مصدق لفراق سيده
سيدى !! –
لم يرد عليه فقد فارق الحياة بعد أن أزاح من على كاهله هذا السر الخطير واخذ الآخر يبكى فى حرارة وهو يدفن وجهه فى تلابيب سيده ولكنه فجأة تذكر حديث الأول فرفع رأسه وبعد تفكر وضع يده أسفل الوسادة التى يرقد عليها سيده وامسك بالكتاب واخذ ينظر إليه بإعجاب واخذ يقلبه يمينا ويساراً وإثناء ذلك تناهى الى مسامعه صوت خطوات قادمة إليه فقام بسرعة ودس الكتاب بين طيات ملابسه ونظر الى سيده وقبله ثم اتجه الى النافذة وفتحها وقبل أن يقفز نظر نظرة أخيرة الى سيده وقال
– أوعدك يا سيدى انى لن أخذلك مهما حدث حتى لو دفعت حياتى ثمن لذلك
أخذت السماء ترعد بقوة ويظهر البرق بين الحين والآخر وهنا دخل أحد الحارس وما رآه حتى هتف
– أنت !!!
لم يضيع (متراس) الوقت وقفز بسرعة الى الأرض وتدحرج ثم قام واقفاً وأخذى يجرى بسرعة رهيبة والحارس ينادى على بقية الحرس آما صاحبنا فقد تسطر بالظلام وأختفى تاركاً جثة سيدة وسؤال حائر
هل ينجح فى مهمته؟
هل ؟

* * *

حلقت هذه الطيور البيضاء فى عنان السماء وفى الأسفل كان صديقنا(متراس) يهرول مسرعاً حتى وصل أطلال هذه المدينة المهجورة
وقال لنفسه وهو يلهث من فرط المجهود الذى بذله فى الجرى
– ترى ماذا ستفعل الملكة حينما تعلم بأمر فرارى من القصر الملكى وبحوزتى الكتاب ؟
أجاب على نفسه وقد أخذ الخوف منه مبلغاً
– من المؤكد أنها ستبعث خلفى من يسترد الكتاب حتى ولو كان الثمن إزهاق روحى
وأثناء حواره مع نفسه أتاه الفضول ودق على باب عقله واخذ ينهشه شيئاً فشيئاً فقال بفضول وقد نسى أمر الملكة
؟ ترى ماذا يحتوى هذا الكتاب بين طياته ليدفع الملكة للبحث عنه بجنون
وعند هذا الحد قتله وحش الفضول وقبل أن يعى ما يفعل مد َ يده لمسك بالكتاب ويستعد ليفتحه وأثناء ذلك لم يلاحظ هؤلاء اللصوص وهم يتسللون حوله فى خفه وكأنهم مجموعة من الفهود الشرسة تتربص بفريسة فأحاطوها من كل جانب وفى لحظة أشار لهم زعيمهم بالهجوم القاتل وشقت الفضاء صرخة مدوية صادرة من حنجرة (متراس) معلنة نهايته فقد قتلوه شر قتله وقطعوا رقابته فسقطت بين الحشائش فى صمت والدماء الحارة تسيل بغزارة من هذا الجسد المسجى على الأرض وفى هدوء مسح زعيم اللصوص هذه الدماء الحمراء القانية من على نصل سيفه الحاد وقال فى خشونة بصوته الأجش وهو يجذب الكتاب من بين أصابع القتيل وقد أخذ يقلبه فى اشمئزاز
يا له من كتاب قذر—– ماذا يفعل به هذا الحقير ؟ –
هتف آخر فى بلاهة وفيما يبدوا من مظهره المهمل انه يعانى من قصور عقلى

سلسله لعنات ابديه الكتاب الملعون (قصة مملكتين)
سرق بعض اللصوص الكتاب من متراس 

– اعطنى إياه أيها الزعيم لعله ينفعنى
ضحك جميع اللصوص وقال زعيمهم بسخرية
– وأين تعلمت المقرأة أيها الأبله؟
ضحك الأخير فى بلاهة وكأنه سعيد بما ينعته به زعيمهم
– لعل فيه رسومات وألوان جميله فأنا أحبها
اكتفى الزعيم وبرم شاربه الكث قال
عندك حق أيها الأبله-
ضحك الأخير فى بلاهة ضحكة عالية فى حين قال زعيمه
– فى هذه الحالة خذه اشبع به
قذف الزعيم بالكتاب الى الأخير فلنقطه واخذ يقلبه بين يديه وباقى اللصوص يقلبون جثة القتيل(متراس) لعلهم يجدون شىء مفيد يبرر فلم لعلهم يجدوا اى شىء ذا قيمة غير الكتاب فتهف احدهم الى زعيمهم
يبدوا أن هذا الشخص قتل بلا ثمن فليس هناك شىء يحمله غير هذا الكتاب السخيف –
ضحك الزعيم وقال بصوته الأجش وهو يركب على جواده
– قتيل جديد أضيف الى من قتلناهم فأهلاً به فى تاريخنا الأسود
واخذ الجميع يضحك وهم يركبون جيادهم وينطلقون خلف زعيمهم وبسرعة قال الذى معه الكتاب بحوزته
سأضعه فى (الخرج) على جحشى وسأراه فيما بعد –
وانطلق خلف اللصوص وغادروا المكان عابرين الحقول الخضراء والترع والقناوات حتى وصلوا الى الصحراء وأثناء سيرهم سقط الكتاب دون ان يلاحظ احد على الرمال وقد أخذوا يبتعدون
ويبتعدون
والشمس تنتصف فى كبد السماء وبقى الكتاب فى الصحراء وحيداً وكأنه يراقب اللصوص وهم يختفون فى الأفق البعيد وبقى شىء واحد فى المكان الآ وهو
الصمت
نعم الصمت فقط و—-
والكتاب

* * *

فى كبد السماء اخذ هذا النسر الجارح يدور بشكل حلازونى ومن و قت لآخر يصدر هذا الصياح العالى معلناً أنه سيد السماء وأخذ يدور ويبحث عن فريسة فمعدته خاوية منذ الصباح ولم يذوق الطعام الى الآن وفجأة لمحت عيناه هناك شىء على الرمال ربما يكون ابن عرس أو يكون أرنبا عجوزا قد فارق الحياة فلم يضيع الوقت فى التحليق بل هبط عليه بسرعة البرق ليقبض عليه بين مخالبه ويرتفع به الى أعلى وفى هذه الأثناء شاهده نسر آخر وبسرعة هجم عليه لعله يستولى الى هذه الفريسة من النسر الأول وتنازع الاثنان فى الهواء وسقطت الفريسة التى كان يقبض عليها النسر الأول ولم تكن هذه الفريسة الاَ الكتاب الملعون الذى أخذ يهوى بسرعة وكأنه صخرة تهبط من عالى حتى هوى فى فوهة جبل شامخ وسط الصحراء واخذ يهوى الى أسفل بسرعة رهيبة حتى استقر على صخرة ملساء فى باطن هذا الجبل وتناثر الغبار حوله وهدأ كل شىء حتى الغبار انقشع فى بطء ولكن هناك شىء غريب فهناك صوت يشبه الخوار يتردد فى جنابات المكان وكأنها صادرة من مخلوق ما يقبع فى ظلام هذا البئر الجبلى فالضوء الساقط من فوهة الجبل لا تنير المكان جيدا و———
فجأة امتدت يد مخلبية ذات لون أخضر داكن وحراشيف تشبه حراشيف الثعابين والسحالى وقبضت على الكتاب الملعون وأخذته حيث الظلام وصمت كل شىء تاركاً ورآه سؤال مخيف
– من هو صاحب هذه اليد المخلبية المخيفة ؟
وكان الرد مخيفا لأبعد الحدود
نعم مخيف لأقصى درجة

* * *

القاهرة قديماً فى زمان غير محدد

كان القمر بدراً وقد توسط بين النجوم وكأنه يتحدث معهم ويقول لهم أنا اليوم أجمل منكم وأكثر بهاء فاليوم عيدى وها أنا أنظر الى شوارع القاهرة المظلمة فقد كانت الشوراع خالية من المارة و من الأضواء تقريباً إلا من بعض الأضواء الخافتة التى تأتى من نوافذ هذه المنازل العتيقة لا أصوات هناك غير صوت عواء ذئب جائع يعلن بين الحين والأخر أنه موجود وأنه متلهف الى تذوق الدماء الحارة وترد عليه كلاب الشوارع معلنه أنها الحارس الليلى لهذه الشوارع ومتيقظة ومتوعده لهم وكأنهم فى حرب لا تنتهى وبين كل هذا نشم فى الأجواء رائحة غريبة تسرى مع النسمات الليلية ومن بعيد وفى أحد الشوارع ظهر شبح ما يسر فى بطء وثقة وكأنه يعرف طريقة جيداً وفى صمت وقف أمام أحد المنازل ثم رفع عصاته وطرق الباب وبعد ثوانى من الانتظار فتح الباب ومن فرجته الصغيرة خرج هذا البصيص الواهن من النور ليظهر ملامح الغريب التى بدت مختلفة عن وجوه المصرين وفيما يبدوا أنه كان يناهز الأربعين أو أكثر نظر إليه هذا الخادم فقال له بجمود واضح
– هل سيدك موجود؟
ابتسم الخادم ابتسامه خفيفة فبانت نواجذه البيضاء التى تشبه ملابسه فى اللون التى تناقض لونه الأسود ورأسه الصلعاء وقال بأسلوب غاية فى الأدب وهو يهمس
– أقول له من يا سيدى؟
– أخبره أنى غريب أتيت إليه فى أمر مهم
ما سمع الخادم ذلك حتى انصرف من أمام الغريب الذى دخل وأخذ ينظر هنا وهناك وكأنه يتأمل البيت عين فاحصة فهذه أول مرة يتأمل فيها بيت عربى واخذ يخطو فى المكان وكأنه يتسلل مثل الثعبان وفجأة سمع صوت الخادم يقول له
– سيدى ينتظرك
سار الخادم أمام الغريب كان البيت عبارة عن طابقين عبرا الاثنان الردهة فى بضع خطوات ثم وقفا أمام باب إحدى الغرف وطرق الخادم على بابها فى رفق ثم دخلا وهنا نظر الغريب الى سقف الحجرة فوجده عاليا ووجد الكتب مرتصة على جدرانها وكأنها مكتبة ضخمة ولاحظ وجود مكتب بسيط وضع عليه بعض الشموع ونموذج صغير للكرة الأرضية وبعض الكتب وعندما لم يجد الغريب احد يجلس على ذاك المكتب همّ يقول شىء ما ولكنه سمع صوتا يأتى من احد الأركان يقول له
_ -أهلا بك فى منزلى المتواضع أيها الغريب
نظر الغريب ناحية مصدر الصوت فرأى رجل يناهز السبعين من عمره وقد شابت رأسه تماما ولحق بها شاربه وذقنه القصيرة وقد ارتدى لباس عربى بسيط وهو يبتسم له فى عذوبة هكذا حال العرب دائما يبتسمون عندما يهل عليهم ضيف ما….. اقترب الشيخ من الغريب ليصافحه وأشار للخادم بالانصراف وهنا هتف الغريب عندما صافح الشيخ وهو ينظر فى عينيه
– شيخ( عبدا لله) لقد تعبت كثيرا حتى وصلت إليك
نزع الشيخ كفه من كف الغريب وقال وهو يتفحصه بنظره
– لعل الدافع خير لذلك يكون خيرا يا – ————
لحقه الغريب بسرعة
– (جعفر) ادعى (جعفر)
صمت (جعفر) وشبك ذراعيه خف ظهره وأخذ يتفحص الكتب وأخذ يكمل
– فى الحقيقة أنا ابحث عنك من زمن طويل
– يبدوا أنى مهم عندك لتبحث عنى منذ زمن طويل
نظر إليه الغريب فى سرعة ولاحت منه شبه ابتسامة مصطنعة وهو يقول
-أنت لا تعرف كم أنت مهم لى فحياتى القادمة كلها متوقفة عليك

سلسله لعنات ابديه الكتاب الملعون (قصة مملكتين)
نظر العجوز للكتاب وتفحصه ببرود

ضحك الشيخ
– ألهذا الحد أنا مهم ؟
هنا توجس الشيخ خيفة من الغريب وقرر أن يعرف سبب قدومه فهتف وقد ولت ابتسامته وحلت مكانها ملامح الجد
– بكل تأكيد
– دعنا نأتى بالأخر وأحب أن اعرف سبب قدومك
أخذ (جعفر) يعبث بأحد الكتب ويقلب صفحاته فى برود غريب وكأنه لا يكترث يما حوله أو كأن المكان مكانه وأخذ يقول فى هدوء عجيب
(الكتاب الملعون)-
انتبهت جميع حواس الشيخ وأحس ان هناك صاعقة قد مسته فهتف وكأنه لم يسمعه
– ماذا؟
لم يترك الكتاب (جعفر)و واصل عبثه به وقال فى برود غريب
– لا تفزع يا شيخنا منى وتأكد أن الأمر سيبقى سراً بيننا إلى الآبد إذا أعطيتنى نصف الخريطة الذى بحوزتك وأحب أن أطمئنك وأقول لك انى اعرف كل شىء عنك من بداية حصولك على نصف الخريطة وعن شغفك الذى لا حدود له عن الإمبراطورية البائدة واننى اعرف أيضا ال————–
مع كل كلمة نطقها كان الشيخ يزداد خوفا منه فقاطعه قائلاً وقد اخذ الخوف منه مبلغاً
– من أنت بالضبط ؟
أجابه بكل بساطة
– أنا شخص أتى إليك من بعيد جدا ليأخذ نصف الخريطة منك مهما كلفه الثمن
وهنا قال له الشيخ بصرامة واضحة وكأنه تحدى
– ومن قال انى سأعطيها لك أساسا ؟
وما سمع (جعفر)هذه العبارة حتى ألقى الكتاب من يده واستدار وكأن أصابه مس من الجنون فقد اتسعت عيناه على نحو غريب وعقد جبينه واستحالت خلقته الى شكل مخيف وهو يقول
———- ستعطيها لى سواء شئت أم أبيت أيها العجوز ال-
-أرجوك يا هذا لا داعى لأن تسمعنى كلام يجرحنى وهيا تفضل اخرج من بيتى ولا تضطرنى لأحضر خدمى ليخرجوك غصباً عنك
فى تحد سافر وهو يقترب من وجه الشيخ وينظر داخل عينيه (جعفر)قال
– لن أخرج قبل أن أأخذ ما أتيت من أجله فأنا أبحث عنه منذ سنين طويلة
أحس الشيخ بالإصرار فى كلام (جعفر)وبدون تفكير جذب حبلاً ما كان يتدلى من السقف وما هى إلا ّثوانى حتى جميع الخدم نظر اليهم بطرف عينيه وقد لاحت شبح ابتسامة سخرية وقال وهو يعاود النظر إلى الشيخ
– أتعتقد أن هؤلاء سيمنعونى عن اخذ ما أصبو إليه
صمت قيلاً ليرى مدى تأثير حديثه فى نظرات الشيخ ثم اتبع بلهجة تشبه فحيح الثعابين
– أحب أن أخبرك أنت واهم يا هذا

* * *
– ترى مااللذى سيحدث فى المستقبل ؟
هذا ما سنعرفه فى الأحداث القادمة إن شاء الله
يتبع

تاريخ النشر : 2016-04-04

guest
42 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى