تجارب من واقع الحياة

سيقتلني !!

بقلم : كريستين – الواقع الكئيب

سيقتلني !!
خلصوني من هذا الذي يسكن عقلي

مرحباً جميعاً .. ستقولون أوه مشاكلها كثيرة فقد سبق أن طرحت مشكلة هنا ، لكن أنتم ملجئي الوحيد بعد الله ، لنبدأ من دون مقدمات طويلة .

أنا تركت الإيمو وعدت إنسانة طبيعية لكن الشعور بالندم يقتلني ، هناك شيء في عقلي يقول لي “عندما تكبرين ستكون لديك ابنة تتحدث مع الشباب على الانترنت” وذلك بعدما تعرفت على فتاة أقسم بالله أنها فتاة طيبة ومهذبة ، وأمي تعرف أنها صديقتي ، وأنا لم أتبادل معها الصور ولا أي شيء وهي لا تعرف عني إلا بعض الأمور ، لكن والله أنني صليت استخارة في أمر بقائي معها ووجدت تحسناً في صداقتنا وهذا بحد ذاته ريحني .

لكنني خائفة ، هناك من يقول لي في رأسي “ابنتك ستتعرف على أحد بالانترنت وستجلب لك المصائب” ، هناك من كلما شعرت بالسعادة يقول لي “مستقبلك الأسود سيقتلك ” ، يقول لي دوماً “كل ما تفعليه أو لم تفعليه سيرد عليك ، ابنتك ستفعل الأمور السيئة التي لم تخطر على بالك ، ابناؤك المستقبليين سيكونون مجموعة حثالة “

حاولت أن أبعد هذا الشعور لكن ما من حل ، يقول لي “كما تعرفت على فتاة ومهما كانت صالحة وحتى لو التقيتما وكانت فتاة فإن ابنتك ستتعرف على شاب “

أرجوكم أريحوني خلصوني من هذا الذي يسكن عقلي ، و ليس ذلك فحسب ، بل يراودني أيضاً ويقول لي “لا .. لن تعيشي كثيراً ، فبعد ثمانية أعوام سيقتلك أحدهم وسيكون من المقربين لك” ، أنا لا أعرف لماذا أنا والله العظيم أنني لم أرتكب أي شيء خاطئ ، من المدرسة للبيت ومع أخي فقط ، وغيره لا أخرج أبداً ولا أتحدث مع الشباب في أي مكان ، والله لم يسبق لي أن جربت أمر الإعجاب وأكرهه كثيراً لأني أعرف أن ما بعده سيكون مصائب .

لكن لا أعلم لمَ الآن بالذات بدأت أشعر بأن هناك من يقول لي “البنت التي تعرفت عليها ومهما كانت صالحة لو التقيتم في مكان ما ستصورك وستموتين ” ولا أعرف الكثير من تهديداته .. إنه لا يريحني ويوماً بعد آخر ينمو في رأسي حتى أنني بدأت أتكاسل عن فعل أي شيء ، وطيلة الوقت أفكر وأقول لمً خلقت فتاة ؟ هل لأتعذب هكذا ؟ لا أعلم ما ذنبي و ما الخطيئة التي ارتكبتها !

عندما أسمع أهلي يتحدثون بأمر المستقبل أرتعب وأبدأ بالارتجاف ، وتتسارع نبضاتي حتى أنها تكاد تخرق صدري وأتصبب عرقاً و أخاف ! بل أرتعب.. لا أعرف كيف أتصرف وبالذات عندما يتحدثون أيضاً بأمر كم أن المستقبل خاصتنا سيكون جميل ، ونحن ولله الحمد تربينا أحسن تربية لكنني أخاف..

لا أريد أن أكبر ، لا أريد أن تكون لي ابنة تتحدث مع الشباب وتجلب لي المصائب ، أقسم أنني أتعذب بوساوسي وأفكاري هذه… أرجوكم أي حل و أي دعوة فقط أريحوني ، هل حقاً ستكون لي ابنة قليلة تربية بالمستقبل ؟ وهل حقاً مستقبلي سيكون أسوداً ؟؟ ماذا أفعل لأمنع هذا من الحدوث ، لا أريد تجريحاً فأنا تحطمت ، أنا منهارة بسبب وساوسي لا يوجد شيء أقوله ، أريحوني ، فكُّوني من هذه المشاعر أرجوكم ، اضحكوا كما تشاؤون لكن تذكروا أيضاً أن من في رأسي سيقتلني .

 

تاريخ النشر : 2017-09-15

guest
59 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى