أدب الرعب والعام

شبح طريق الظلام

بقلم : حنين – الأردن

شبح طريق الظلام
و اذا برجل يرتدي ثوب اسود يقف بمحاذاة الشارع و ينظر باتجاهي

في ليلة من ليالي شتاء عام 1990 كنت في العشرين من عمري حيث كنت اقطن انا و عائلتي في قرية بعيدة عن المدينة و عن جامعتي التي أدرس فيها .. قرية جميلة و هادئة الا انها نائية قليلا عن باقي القرى .. مما أضطرني ان أأخذ سكن جامعي حتى اختصر على نفسي عناء المواصلات اليومية ..

كنت اسكن في غرفة بها 3 فتيات معي و كنت على علاقة طيبة معهن ..

الا انني كنت من محبي السهر في الليل حيث عند الساعة الـ 12 منتصف الليل افتح رواية لأقراها بهدف التسلية و إمضاء الوقت و بعد أن أكملت تلك الرواية أحسست بالضجر و الملل فقررت أن اخرج إلى البكلون لأشم بعض الهواء النقي..

البلكون يطل على شارع فرعي و الشارع مظلم عدا ان هناك ضوء خافت جدا

جلست هناك لبرهة ثم نظرت إلى الأسفل و اذا برجل يرتدي ثوب اسود يقف بمحاذاة الشارع و ينظر باتجاهي

لا يتحرك كالصنم بالرغم اني اجلس في طابق خامس و لا يوجد اضاءة تجعل اي شخص في الاسفل يراني او حتى يلفت نظره نحوي .. هذا عجيب !! هكذا قلت بداخلي ..

انتابني بعض الخوف فدخلت مسرعة و اغلقت باب البلكون و خلدت الى النوم ..

اعتدت كل ليلة على ان اقرا قصة قبل النوم و كلما شعرت بالضجر افتح البلكون المطل على ذاك الشارع المظلم الغريب و اجلس و ارى نفس الشخص ذو الرداء الاسود ينظر نحوي بطريقة مخيفة تكرر الموقف اكثر من 3 مرات

في اليوم التالي كان جميع رفيقاتي في السكن قد ذهبن للنوم في احدى الغرف الاخرى للمذاكرة بحكم قرب الاختبارات النهائية فبقيت انا وحيدة بالسكن كنت حينها اشعر بالخوف لكن لا اعلم لماذا ..

عند منتصف الليل وانا اقرأ احدى القصص اذا بباب الغرفة يدق قلت في نفسي ان احد صديقاتي جاءت لتأخذ شيء لها قد نسيتة لكن ..!

جميع صديقات السكن لديهن نسخة مفتاح ولا يحتجن لان افتح لهما انا ..

اذن من الطارق .. بينما انا اردد بنفسي هذة العبارات اذا بصوت خشن يقول : ” افتحي الباب هيا “

تسمرت في مكاني و لم استطع الحركة من شدة الخوف الساعة أنها الـ 1 بعد منتصف الليل ..

من الطارق؟؟ و ماذا يريد؟؟ …

بعد دقائق اختفى صوت طرقات الباب و عم الهدوء الى ان غفوت بدون ان اشعر ..

في اليوم الثاني قررت ان لا ابقى دقيقة واحدة في السكن بدون ان اخبر احد بما حدث معي رتبت ملابسي في حقيبتي و ودعت صديقاتي ثم توجهت نحو القرية لم اكن افكر في شي سوى ان اكون في بيتي و بين عائلتي ركبت في اول حافلة متجهه الى قريتنا و انا افكر من هذا الشخص و ماذا يريد مني ما ان مضى عشر دقائق حتى ذهبت في قيلولة عميقة …

مضى وقت طويل وانا نائمة حتى استيقظت بسبب كابوس مفزع ..

و يا ليتني لم استيقظ .. !

فما كان بعد الحلم المفزع الا حقيقة ارعب منها حيث عندما فتحت عيناي اذ لم ارى اي شخص معي في الحافلة ياا إلهي .. انا وحيدة في حافلة وفي منتصف طريق مظلم لا تكاد تسمع سوى صوت مطر و حفيف الشجر ..

لكن لحظة ..!!

هناك شخص يجلس في مقعد السائق ..

سيدي ارجوك اين نحن ..

و عندما لف بوجهه نحوي واذا الفاجعة ..

إنه هو رجل الظلام الذي كنت اراه في ذلك الشارع..!!

بشع الوجة ذو عينين بيضاوان لا سواد فيهما و ابتسامة خبيثة ..

يقول عزيزتي الى اين تريدين الذهاب ؟

تاريخ النشر : 2015-02-13

حنين

الأردن
guest
21 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى