تجارب من واقع الحياة

شعور الخيبة

بقلم : صديقة الليل

أستاذي يسألني عن دراستي و يستمر بتوجيه النصائح إلي ومساندتي و شعرت فعلاً وكأننا أب وابنته

 

معجبة بأخلاق وشخصية أستاذي ، لطالما حدثت مواقف لي معه لم تزدني به سوى أعجاباً به ، و كنت أحدث صديقتي عن أمنيتي أن يكون الأساتذة مثله ، أستاذي هذا أكثر وقت التقي به هو بعد الدوام الدراسي ، حيث أني ﻻ أعود للمنزل مباشرة بل ابقى في المكتبة و أدرس وهو يتواجد بها بكثرة وقد الفنا بعضنا ، ثم أصبح يساعدني في دراستي.

ذات مرة تشاجرت مع صديقتي لأنها مازحتني قائلة ” انتبهي ترا ما انفرد رجل بامرأة إلا والشيطان ثالثهما ” وقتها غضبت بشدة منها ، أتعلمون لماذا ؟ لأن أستاذي هذا صاحب أخلاق و رجولة تستحق الأعجاب .

إنه من ذاك النوع من الأساتذة الذين شارفوا على الانقراض ، متفهم و لطيف .

أحد الأساتذة ظن بأنني أبنته وقتها قلت ممازحة ” بمثابة أبوي ولو مو أبوي ” ﻻ أدري ولكن أعتقد أن ما قلته جعله سعيداً ، شعرت بتغيرات في تصرفاته .

أصبح أكثر لطفاً معي ، عندما اطلب مساعدته في شيء ما يساعدني حتى أكثر مما طلبت ، يسألني عن دراستي و يستمر بتوجيه النصائح إلي ومساندتي ، باختصار شعرت فعلاً وكأننا أب وابنته

، عندما أكون متضايقة من مادة ما يمازحني و يجعلني أشعر بأني قادرة على دراستها.

نعم أني ممتنة له بشدة وبحكم أن هذه آخر سنة لي كنت افكر بإهدائه شيئاً ما في نهاية العام .

والآن إلى حيث المشكلة أو ربما الخيبة ، ﻻ ادري .

المشكلة يا أصدقاء هي أنني أشعر بشيء من الغرابة أحياناً بتصرفاته ، ذات مرة وأثناء مغادرتي المكتبة حدثته بكرهي لمادة الفيزياء – هو يدرسها – وقتها ضحك وضربني بخفة على ظهري قائلاً وهو مغادر ” توقفي عن التكاسل ، هي سهلة ” اعتقد بأن معظمكم يعتبره موقف عادي ولكن أنا لا ، لست معتادة على الاحتكاكات الجسدية مع الأخرين لذا كنت أشعر بغرابة الموقف وعدم الراحة ، ﻻ أدري ربما شعرت بأنه تجاوز حاجز جسدي ، ومرت الأيام و حدث موقف مشابه ، كان يشرح لي درس ما وقمت بالإجابة بطريقة غبية للغاية وقتها قام بقرصي على خدي قرصة خفيفة وعاتبني و أكمل الشرح ، لم يبدي أي تعبير على وجه ولكني شعرت بذلك التجاوز مرة أخرى وتوالت المواقف المشابهة .

أحياناً تحدث مواقف بطرق طريفة ، أذكر مرة ذهبت لتصحيح واجب في الفيزياء يدرسنا له أستاذ آخر يجلس بقربه وإحدى المسائل قمت بحلها بطريقة غبية وخاطئة ، وقتها الأستاذ نظر إليه قائلاً ” انظر كيف حلت ابنتك هذه ” – معظم من بالمدرسة يصفون علاقتنا كأب وابنته – المهم أنه وقتها قد قام وقد حمل مسطرة طويلة محاولاً معاقبتي على غبائي وأنا أتراجع للخلف وأحاول شرح موقفي ، كان جو فكاهي حقاً.

أنني يا أصدقاء حقاً أحب نوعية علاقتي به ، ولكني أشعر بالضيق من بعض المواقف كما ذكرت آنفاً.

كنت قد أخبرت صديقتي وقالت لي : إنه أمر عادي و أني أبالغ ، ولكني أحياناً يتسلل إلى داخلي تفكير سيء و أفسر ما يحدث كتحرش وأشعر بالضيق من نفسي ، أغضب من تفكيري هذا و أحياناً أشعر بالخيبة ، فإذا ما كان شعوري صائب فسينزل من عيني و ﻻ أريد أن يخيب ظني به ، أني حقاً أعتز به ، هل تلك المواقف طبيعية حقاً و أنا أبالغ ؟.

تاريخ النشر : 2019-11-17

guest
42 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى