تجارب من واقع الحياة

صديقتي الغريبة

بقلم : لورين

صديقتي غريبة الأطوار فهي تطلب مني أن أضربها و الا سوف تبكي
صديقتي غريبة الأطوار فهي تطلب مني أن أضربها و الا سوف تبكي

تبدأ قصتي عندما كنت على وشك دخول المدرسة في المرحلة الإعدادية ، كانت عائلتي أبي و أمي كثيراً ما يتشاجران ، إلى أن طلبت أمي الطلاق من والدي ، كان والدي دائماً عصبي وكان دائماً ما يقوم بالصراخ في وجه أمي و كنت أشعر بالأسف لأجلها كثيراً فأبي حقاً قاسي ، حدثت الكثير من المشاكل وابتعدت أمي عن أبي ولم تتزوج شخصاً أخر مجدداً وأصبحت أعيش مع أمي  وجدتي وخالاتي ،

كان حقاً الأمر رائع بالنسبة لي بعيداً عن صراخ والدي وكنت سعيدة لأجل أمي ، عندما دخلت المدرسة الإعدادية كان دائماً ما يأتون الإباء لأبنائهم ويقومون بالسؤال عنهم وإعطائهم الطعام الخاص بهم ويذهبون برفقة ولدهم بعد المدرسة ، كنت أشعر بالحزن لماذا ليس لدي أب لطيف مثلهم ؟ كنت أعاني من الاكتئاب في تلك الفترة ، عندما دخلت الصف الثاني الإعدادي ازداد الأمر سوءاً فقد كان لدي اكتئاب حاد  و كنت مثل متبلدة المشاعر ، كنت أبكي كل يوم ولم أكن أثق بأحد و لم يكن لدي أصدقاء حقيقيون ، إضافة إلى ذلك عندما كنت في الابتدائية كنت دائماً أتعرض للتنمر والضرب كثيراً والإهانة ، كنت أحاول قدر استطاعتي أن أكون لطيفة مع الجميع لكن كان الأمر ينتهي بالضحك علي أو إهانتي إلى أن سئمت ، لقد سئمت من اكتئابي ومن نفسي ومن شخصيتي الضعيفة ،

اتخذت قراراً متهوراً للغاية في الصف الثالث الإعدادي و تغيرت شخصيتي تماماً ، أصبحت سيئة للغاية وأعامل الجميع بطريقة مزعجة وأقوم بضرب الفتيات ، كان الجميع يبتعد عني ولا يريد الاقتراب مني و شعرت بالقوة ، حتى أنني أتذكر في أحد الأيام كنت على وشك كسر يد احدى الفتيات لأنها وضعت يدها على كتفي ، كنت متهورة للغاية وغبية و أنا نادمة على تلك الأفعال ، كنت أتصرف كالفتيات السيئات كي يخافني الجميع و أشعر بالقوة ، كنا على وشك إنهاء المرحلة الدراسية وكنت على وشك تحديد مستقبل دراستي وكنت أريد أن التحق بالثانوية ، على الرغم من شخصيتي السيئة في تلك الفترة إلا أني كنت اضغط على نفسي كثيراً لأني لا أريد أن تراني أمي كالفاشلة ،

كنت أحلم بمستقبل كبير وبينما كنت في أحد الأيام في تلك الفترة كنت جالسة في استراحة المدرسة وحدي أقوم بالتفكير أو الدراسة أو حتى عدم فعل شيء ، اقتربت مني إحدى الفتيات التي اعرفهم و كانت من صفي ، كانت شخصيتها ضعيفة للغاية و تتلعثم أثناء الكلام ، كانت تحاول التقرب لي على ما يبدو لكن شعرت بالغرابة ، أنا حقاً لدي سمعة وشخصية سيئة بالمدرسة لماذا قد ترغب احدى الفتيات بمصادقتي ؟ كانت تخبرني كلام مثل أحب شخصيتك ، دعينا نصبح أصدقاء ، و كانت تتلعثم كثيراً أثناء الحديث ، كانت بالنسبة لي في ذلك الوقت هدف سهل جداً لمضايقتها أو حتى ضربها ، كانت تغضبني كثيراً وهي تتلعثم أثناء الحديث مما جعلني لا استطيع أن أفهم أي شيء من كلامها و كانت مضيعة للوقت بالنسبة لي ، صرخت وقمت بأخبارها :  ما خطبك لا تستطيعين حتى الكلام بجملة كاملة ؟ بدأت بالاعتذار وقامت بالجلوس بجانبي و وضع يديها على رأسي و بدأت تربت على شعري ، شعرت بالغرابة ما خطب تلك الغبية ؟ قمت بإمساك يديها بقوة وقلبها للجهة المعاكسة كي تشعر بالألم ولا تكرر تلك الحركة الغبية ، بدأت لي بالاعتذار وهي تضحك بصوت عالي وغريب ، تركت يديها وقامت بإعادة نفس الحركة المزعجة ، أمسكت يديها مجدداً وأخبرتها : ما خطبك بحق الجحيم ؟ هل تحبين الإهانة والضرب إلى هذا الحد ؟ هل تريدين مني أن اكسر لك يديك المقرفة تلك ؟ هل سيجعلك ذلك سعيدة ؟ قامت بإخباري : نعم ، و هي تبتسم ! كان ذلك غريباً للغاية بالنسبة لي ، ما مشكلة تلك الفتاة بحق ؟ قمت بتركها و الذهاب ، و لكنها بدأت باللحاق بي وإخباريً مجدداً أنها تريد أن تكون صديقتي ، لم يكن بيدي حيلة لأنها كانت تتبعني إلى كل مكان لذلك وافقت شرط ألا تضايقني ، لكنها استمرت بإزعاجي عن طريق القصد و التهور إلى أن أتى أحد الأيام ولم استطيع تحمل ثرثرتها المزعجة وطريقة كلامها وشخصيتها الضعيفة فقمت بإمساكها وصدمها بالحائط بقوة كدرس لها ألا تزعجني من جديد و إلا لن أكون صديقتها ، قامت بالضحك بطريقة هيسترية مما جعلني أغضب أكثر لذلك قمت بتركها والذهاب هي وضحكها الأحمق ، قامت بإخباري : انتظري رجاءً أنا احتاجك أنتِ الوحيدة التي تفهمني لا تتركيني ، أنا مستعدة لفعل أي شيئاً تطلبيه حتى و إن كان تقبيل قدمك ! ما هذا الذي تتفوه به ! ما هذا الكلام المقرف ؟

عندما انتهت السنه الدراسية لم أعد أراها وكنت سعيدة بذلك إنها فتاة غريبة الأطوار ، و في العطلة الطويلة بعد نقاش كثير مع أمي و رعاية أمي لي واهتمامها عدت كما كنت ، ربما لا زلت مكتئبة لكن أفضل من ذي قبل ، لقد توقفت عن مضايقة الأشخاص والضرب و أصبحت مسالمة أكثر ولطيفة أكثر و أمي كانت مصدر دعمي لشخصية أفضل ، لقد حصلت على مجموع جيد للغاية وقمت بدخول الثانوية بفضل ربي ودعاء أمي لي ، كنت سعيدة للغاية و التحقت بالثانوية و تعرفت على أصدقاء جدد وأصبحت اجتماعية أكثر ، وفي أحد الأيام قمت بالخروج مع أصدقائي الجدد بمناسبة انتهاء أحد الامتحانات لنا بالثانوية و كانت مصادفة غريبة لقد تبين أني وجدت الفتاة من جديد التي كانت تلاحقني دائماً ، تلك الفتاة غريبة الأطوار تغيرت عن ذي قبل كثيراً و كانت تبدو أجمل ، قامت بملاحظتي على الفور والابتسام لي و اقتربت مني والقت التحية علي وعلى أصدقائي الجدد وقامت بإخباري أنها تريد أن تتحدث معي على انفراد ، قبلت و بدأت بإخباري أنها آسفة عن الإزعاج الذي سببته لي و أنها حقاً تود أن تفتح معي صفحة جديدة و صداقة مختلفة ، و بما أني تغيرت و ربما هي لاحظت ذلك لقد قمت بالقبول وقمت بأخذ رقم هاتفها كي نستطيع التواصل و ذهبت لأصدقائي وهي قامت بالذهاب ،

عند عودتي للمنزل تبادلنا أطراف الحديث على مواقع التواصل واصبحنا أصدقاء مقربين ، بدأت بالمجيئ لزيارتي وكنت أذهب لزيارتها و كنت حقاً سعيدة أنها تغيرت كثيراً ، و في أحد الأيام كنت في زيارة لها والجلوس معها والحديث مع بعضنا البعض ، بدأت فجأة بالبكاء بدون سبب ، حاولت أن أخفف عنها وأن أسألها ما الخطب ؟ قامت بإخباري أنها لا تريد أن أراها غريبة و هي شخصيتها هكذا وتتمنى مني أن أتقبلها و أنفذ ما تقوله ، أمسكت يدي بقوة وطلبت مني أن أقوم بضربها مثلما كنت أفعل ، شعرت بالشفقة عليها و سألتها لماذا أنتِ هكذا ؟ ماذا فعلتي كي أضربك ؟ لم ترد و تعمدت وضع يديها على رأسي من جديد وكانت تحاول إزعاجي ، طلبت منها التوقف وأخبرتها أني لم أفعل ذلك بالتأكيد لقد تغيرت ! ازدادت دموعها وكنت حقاً أشعر بالأسف عليها ، فقط لو أمكني معرفة مشكلتها ربما قمت بمساعدتها لكنها كانت ترفض التحدث عن ذلك ، قامت بإخباري بنبرة صوت غريبة : أنتِ لم تتغيري ، أخبريني أنك لم تتغيري رجاءً ، بالتأكيد ذلك الغضب والكراهية لا زال بداخلك لذا رجاءً افعليها ، قومي بضربي ! كنت أشعر بالخوف لا العصبية ، كان كلامها غريب وشخصيتها غريبة لم يسبق لي أن رأيت أحد ، هكذا وضعت يدي على ظهرها في محاولة لتخفيف حزنها لكنها كانت تزيد من البكاء ، قامت بالوقوف وخلع سترتها ، نظرت بعيداً وقمت بالوقوف كي أخرج من غرفتها ، لم أعد أتحمل البقاء مع تلك الفتاة الغريبة ! قامت بإمساكي من قدمي وهي تجلس على ركبتيها وهي تبكي بحرقة وتريد مني ضربها ، لم استطع تحمل رؤية دموعها فأنا لا أحب رؤية أحد وهو تبكي لذلك قمت بضربها على وجها لأنني كنت غاضبة من تصرفاتها وأيضاً كي تتوقف عن البكاء بإفراط لأن الأمر مزعج ، عادت البسمة على وجهها وطلبت مني أن أقوم بضربها مجدداً ! لم أعد احتمل و قمت بالهروب من تلك المجنونة ، كنت اسمعها تلحق بي وهي تعتذر لكني لم أرد أن أراها مرة أخرى ، كان الأمر يحطمني كثيراً لقد خاب ظني بها ، لقد اعتقدت أنها صديقة جيدة وتغيرت ، وعدت نفسي بالابتعاد عنها لكنها تستمر بالحاق بي طالبة مني أن أضربها ،

الأمر لم يعد يحتمل فماذا أفعل ؟ أشعر بالأسف بشدة لها ولا استطيع فهم مشكلتها ؟.

تاريخ النشر : 2020-01-30

guest
13 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى