تجارب من واقع الحياة

صديقتي تؤلمني

بقلم : فتاة تعاني – الجزائر
للتواصل : [email protected]

ابتعد الجميع عني بسبب صداقتي مع تلك الفتاة غريبة الأطوار

 السلام عليكم ، سأروي لكم قصتي الحزينة التي أشعر أنني أنا المذنبة فيها و أرجو أن تساعدوني .

في العام الماضي دخلت فتاة جديدة إلى صفنا الدراسي ، و كانت مجتهدة و كنا نتنافس منافسة حميدة ، و لكنها بدأت تتقرب مني شيئاً فشيئاً ، و أمها كذلك صارت صديقة لأمي ، و شيئاً فشيئاً صارت ملاصقة لي و لا تحب فراقي ، تعلقت بي و حرمتني من جميع صديقاتي غيرها ، تريدني لها وحدها

 سأصف لكم هذه الفتاة ، للأسف أنا لا أحبها ، و أشعر بالذنب لأنها متعلقة بي لا تريد فراقي أبداً بينما أنا لا أكن لها أية مشاعر ، هي فتاة مسكينة تُدعى صافية ، بدينة و بشعة و يكرهها الجميع و يشمئزون منها ، تلبس ملابس قديمة و لا تعتني بنظافتها ، يتراكم الشعر فوق فمها – أكرمكم الله – فتظهر كالرجل ، و تنبعث منها أحيانا روائح كريهة ، و تتجمع في زوايا فمها بقايا أكلها و شرابها بشكل مثير للاشمئزاز، يكرهها الجميع سواي ، ليس لها صديقة سواي

أنا لا أكرهها و لكنني لا أحبها كذلك ، ابتعد الجميع عني بسببها ، كرهوني لأنها فتاة متكبرة و تفتخر دائماً بأبويها ، أمها معلمة بينما أبوها متقاعد و تدعي أنه قاضي ، مع أنه لم يكن كذلك يوماً ، كما أنها تكذب كثيراً و تريد أن أكون لها وحدها فقط ، أبعدتني عن صديقاتي و جعلتهن يغضبن مني ، تلتصق بي دائماً و أينما كنت تكون هي ، أنا لا أسخر منها و لا أشمئز منها ، لكنها حولت حياتي جحيماً و المشكلة ليست هنا، المشكلة فيما سأرويه في السطور القادمة.

في هذا العام كنت الأولى في الفصل الأول ، فقالت لي : لا بأس ، نحن لدينا نفس المستوى و لا يهم إن كنت أنا الأولى أو أنتِ فهذا نفس الشيء ، و إن شاء الله في الفصل الثاني أصبح أنا الأولى ، فقلت لها : إن شاء الله ، و في الفصل الثاني كنت أنا الأولى ، فكادت تجن و حزنت حزناً شديداً ، و أمها وبختها كثيراً لأنني كنت الأولى و ليست أبنتها ، و قالت لها:  كيف يمكن لهذه الفتاة أن تتجاوزك ؟.

و المشكلة أن أمها تقول هذا الشيء لأمي في وجهها ، تقول لها : أبنتك لا تستحق أن تكون الأولى ، و أمها غيورة جداً و دائماً ما تسأل عن علاماتي ، و أبنتها الصافية دائماً ما تراقب أوراق اختباراتي حرفاً بحرف  و تقارنها بورقتها و تقول لي : من أين لك هذه العلامات ؟ و لماذا تأخذين علامات أكثر مني و أنا أدرس و أحفظ أحسن منك ؟ أنت يحبك الأساتذة و أنا لا يحبونني و لهذا يساعدونك في الاختبارات و غيرها

 و في مرة رأيت في منامة أنها سحرتني ، لكنني استغفرت الله من ذلك المنام و أبدت الظنون السيئة ، و أكثر ما يحزنني  هو أنها تنفق الأموال لأجلي  و تشتري لي الهدايا الكثيرة ، بينما أنا لا حول لي ولا قوة كي أشتري لها ، و المشكلة أنني لا أريد شيئاً منها ، لكنها ترغمني على قبول هداياها ، و أنا أشعر أنها صارت تغار مني كثيراً  و صارت تعمل دروس خصوصية في كل المواد ، كل هذا من أجل أن تصير الأولى و تأخذ مني المرتبة ، و كل هذا لأني كنت أنا الأولى مرتين متتاليتين ، و أنا لا أمانع أن تكون الأولى و هذا شيء عادي جداً ، لكن بالنسبة لها يجب أن تكون المرتبة الأولى من نصيبها فقط

ساعدوني أرجوكم أريد أن أتخلص من هذه الفتاة فقد أفسدت علي حياتي و صارت جحيماً ، إنها لا تتركني و دائماً ملتصقة بي ، و صديقاتي كرهنني بسببها ، و يقولن لي : أهملتنا و ذهبت إلى الصافية و صرتِ لا تفارقينها أبداً ، كما أنها دائماً متشائمة و لا تتحدث سوى عن الدراسة و التنافس و تمنعني من الاستمتاع بحياتي ، و شكراً جزيلاً لكم.

تاريخ النشر : 2019-04-08

guest
52 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى