صديقي الممسوس
بدأ يتشنج ويحمر وجهه وتنتفخ عروقه |
جميل أن تكون مع صديقك وقت الشدة ، ولكنه ليس سهلاً فأحياناً تكون المشكلة بشيء خارق للطبيعة و يجعلك تقف عاجزاً أمامه ، و لا تستطيع غير الدعاء لله سبحانه أن يفرج الهم و الكربة .
كان لي صديق اسمه محمد يعمل نجاراً ، و كان من أفضل أصدقائي وكنت أتشرف بصداقته فقد كان معي في أوقات الفرح وأوقات الشدة ، كنت أتمنى أن أكون مثله فهو مهذب جداً ، يحافظ على الصلاة ، ويكثر من الصيام وقراءة القران ، توفي والده من مدة وصار هو من يرعى أسرته .
و في أحد الأيام قررت زيارته في الورشة التي يعمل فيها فوجدت كل من يعملون معه يشتكون من أن أخلاقه صارت سيئة جداً ، و صار لا يحافظ على الصلاة ولا يهتم بعمله مثل السابق وطلبوا مني أن آخذه لوالدي لكي يرقيه ، فأبي هو إمام أحد المساجد بقريتنا ، تردد محمد في البداية ولكنني ألححت عليه حتى وافق ، أخذته للمسجد و صلينا العشاء معاً وبعد الصلاة طلبت من أبي أن يرقي محمد لأنه يشعر أن أحواله تغيرت في الفترة الأخير ، قرر أبي أن يرقيني أنا ومحمد لئلا يشعر محمد بالخوف أو القلق ، عندما بدأ أبي يقرأ القرآن وضع محمد يده على ركبته فسألته بماذا تشعر قال : لا شيء وبعدها بدأ يتشنج ويحمر وجهه وتنتفخ عروقه ، ثم قام يركض في المسجد قمت لأمسك به فلم أستطع لان بنيته كانت قوية وقد كان رياضياً ممتازاً ، ثم خرج محمد من المسجد يجري حافي القدمين حتى وصل إلى مكان عمله ، فجلست معه قرابة الساعة حتى هدأ وأخذته إلى بيته وهو يتمتم بكلام غير مفهوم .
تاريخ النشر : 2016-06-26