تجارب من واقع الحياة

ضغوط من كل الجهات

بقلم : سلوى – سوريا

يضيع شبابي بين زميلات عمل همهن السخرية مني بحجة المزاح

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أصدقائي وصديقاتي في منتدى كابوس ، كيف حالكم في هذه الأيام الربيعية من شهر آذار ، أود أن أبث لكم همومي .

في عملي لست مرتاحة ، أيعقل أن يضيع شبابي بين زميلات عمل همهن السخرية مني بحجة المزاح وأني لا أتحمل المزاح ؟ حيث أن مزاحهن قاس وجارح وكلهن أقاربهن من ذوي النفوذ ، حيث تشاجرت معهن عدة مرات بلا فائدة تذكر سوى المقت

 و يا ليت الأمر يتوقف عند المزاح والتهكم الجارح فأحياناً أستلم العمل معهن ويرمين بكل الحمل علي وأجلس أعمل وأعمل وهن جالسات ، حيث أن الشخص المسؤول عنا في العمل يطلب رضاهن ولا يجرؤ على التكلم معهن

  وآتي إلى الضغوط من أهلي ، فأمي دائماً لا تريني إلا الوجه العابس المنزعج فتتأثر نفسيتي فوراً ، حيث أني بدأت أكره الجلوس معها من شدة ما تظهره في حضوري من عبوس وعصبية وتجهم ، أما أختي الصغرى فالمزاح والضحك كله يحضران عند حضورها ، حتى إنني اليوم ذهبت لألقي بعض فتات الخبز للطيور بنية الصدقة و صارت تصرخ علي وتقول لا أرميها على السطوح وإنما على الأرض

 مللت من مزاجها المتكدر طوال الوقت بوجودي حتى عندما أنوي فعل الخير ينعكس سلباً علي ، ومن فتره تقدم لي عجوز خمسيني فاسودت الدنيا في وجهي ، أيعقل أن أعف نفسي عن الحرام وعن الكلام مع الشباب فيأتيني عجوز بالخمسينات ومطلق ولديه أولاد ؟ رفضته بكل تأكيد مع أني أتجنب علاقات خارج الحلال خصوصاً مع المتزوجين فأغلبهم هدفه واضح وصريح

 مللت من كل شيء ، مللت من عبودية الظروف ولا معبود إلا الله ، أحاول جاهدة إيجاد مخرج عبثاً أحاول ، أيعقل أن امضي حياتي هكذا وأخاف دوماً ، رغم أن أمي دائما تصرخ في وجهي إلا أنني أخاف أن تغادرنا فجأة وأن أبقى في هذا البيت الذي لا رحمة فيه بعد والدتي أطال الله في عمرها ، فلا أريد أن يتحكم بي أشقائي وقد تجاوزت الثلاثين كأنني قاصر تحت العشرين ، إمكانيات مادية محدودة و لا بيت ولا وظيفة بمردود مادي يغنيني عن الناس ، مع العلم بقي لي سنة لأنهي دراستي الجامعية وخريجو الجامعات جلهم يعملون بوظائف غير اختصاصهم وبرواتب لا تتلاءم مع ظروف الحصار وحرب استنزفت البلاد والعباد وأهلكت الحرث والنسل

 يداي مكبلتان دائماً و أشعر أني عاجزه ، مللت جداً أقسم بالله ، مللت و لا بوادر فرج حتى الآن ، ماذا تنصحوني أن أفعل ؟ و لا تقولوا لي ظروف صعبة على الكل هذا قدر الله صحيح و لا مفر منه ، لكن ما ذنبي فهناك فاسدون كانوا قبل الأزمة لا أحد يراهم والآن علو واستعلوا وانا بطبعي كبريائي عالي وحريتي غالية و لا أحب أن أتحمل مسؤولية أمر لا يد لي فيه من بدايته ليأتي ناس يتحكمون بي وانظر إلى زميلات الدراسة واحدة منهن مشهوره بالنميمة ومع ذلك أمورها تسير بشكل جيد جداً و هي لا جمال ولا منطق فقط خبث ولسان ثرثار ومع ذلك زوجها طوع أمرها أنجبت أطفالاً رائعين ، أنا لا أحسدها لكن استغرب من هذه الحظوظ مع أني لا أتكلم على أحد و لا أؤذي أي أحد وملتزمة بصلاتي وبنفسي وكل هذه الضغوط .

تاريخ النشر : 2019-03-20

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى