تجارب ومواقف غريبة

طيف ابن عمها !! ..

السلام عليكم ورحمة الله ، أنا نجاة وقد قررت اليوم أن أقص عليكم ما حدث لأمي قبل أعوام كثيرة ، عندما كان عمرها ثمانية سنوات . فمن هول الحادثة بقيت محفورة بذاكرتها إلى يومنا هذا ، وظل طيفها يلاحقها لحد الساعة . وأنا أتكلم عن دهر قد مضى فقد بلغت الآن من الكبر عتيا . والقصة أنه كان لها ابن عم لا يمكنها أن تخطأ ملامحه ولو وضع بين الأربعين شبيها له في غرفة واحدة . كان والدها وأعمامها آنذاك يعيشون بنفس المكان ، كل له منزله الخاص وتجمعهم ساحة في الوسط . لكل منزل باب يؤدي إليها ، بحيث كانت النسوة تتسامرن بها و الأطفال يلعبون هناك .

كانت أمي وابن عمها ذاك بنفس العمر تقريبا ، وكانا ملازمين لبعضهما ، يلعبان ويجلسان ويأكلان ويدرسان بنفس المدرسة ، وإن دخلا منزليهما فإنهما يطلان على بعضهما من النوافذ لتبادل أطراف الحديث . لدرجة أن الكل كان يقول أنهما سوف يصبحان زوجين لا محالة عند كبرهما . وتقول أمي أنهما حينها كانا أطفالا صغارا وتفكيرهما ليس بتلك الطريقة أبدا .. فكانت تراه مثل أخيها الأكبر .

إقرأ أيضا : ابن الجيران

بعدها حدثت الفاجعة الكبرى ، كان ابن عمها ذات يوم مسافرا مع والده إلى مدينة أخرى كونه تاجرا .. ليصلهم مساء خبر إنحراف سيارتهم عن الطريق وانحدارها من جبل ذو ارتفاع شاهق . نجى عمها لخفة حركته ونفاذه بجلده قبل وصول السيارة لحافة الجبل .. أما ابنه فبقي بها وتم نقله للمستشفى إلى جناح الإنعاش ، مكث به يومين ولقي حتفه بعدها رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه .

المرعب بالأمر أنه بعد مدة من وفاته ، وأثناء خروج أمي من منزلها متوجهة للبقالة ، فسبحان الله رأته بالباحة الأمامية لمنزله خلف السياج يلعب بالكرة ! ، تذكر أمي ذلك وكأنها تراه اليوم ، قالت أنها توقفت لبرهة تحدق فيه محاولة إستوعاب الموقف .. وإذ به يتوقف وينظر لها مبتسما !.

كانت متأكدة أنه هو ابن عمها ولا يمكن أن تخطئه ! ، لكن كيف؟ ، مستحيل ! .. هو ميت ، توفي منذ أيام !. كلها تساؤلات حيرتها ومن شدة خوفها عدت مسرعة إلى المنزل وهي ترتجف . رأتها خالتي الكبرى على حالها تلك فأخبرتها بما رأت ، ولتزيد الطين بلة قالت لها بسخرية : نعم إنه محفوظ – إسم ابن عمي المتوفي – فصدمت !.

أثر بها ذلك الموقف بشكل كبير ، فصارت تتجنب الخروج من المنزل ، وإذا فعلت تتحاشى النظر لباحتهم . لم تستطع النوم ليلا إلا بجانب جدتي . لازمها الخوف وصارت تبكي بدون سبب و أصابها حزن وكآبة يخالجها رعب شديد استمر طيلة ثلاث سنوات متتالية .

بدأت بعدها تنسى الحادثة ، وركزت بحياتها ودراستها كما أن انتقالها لمنزل آخر ساعدها كثيرا .

إقرأ أيضا : ابنتي ترى شيئا

لكن منذ تلك الحادثة  ، صارت إذا ما أنهكت بعد يوم متعب ترى خيالات وأشخاص يتجولون بالمنزل ، وتذكر بإحدى المرات أنها رأت رجلا دخل الصالة فتبعته لكن لم تجد أحدا ! .. كما أصبحت تسمع وقع خطوات إذا ما تواجدت لوحدها وعندما تستدير لا تجد أحدا !.

بعد أن تزوجت أمي بسن صغيرة ..  مرت فترة كانت تجدد بالمنزل أي أعمال بناء ، وكانت لوحدها بمنزل أهل زوجها ريثما ينتهي التجديد .. كانت تنظف ، ولاحظت على الأرضية حصى وقطع من مخلفات البناء ، أقسمت أنها سمعت كأن أحدا يدوس عليها بخطوات ثابتة ، وكان الصوت يدنو منها مع كل خطوة . التفتت خلفها مفزوعة  ! .. كان مجرد فراغ كغيره من المرات !  ،

كادت تبكي من الخوف وسارعت بالمغادرة وهي تردد إسم الله بصوت مرتفع . الحمد لله هي محافظة على صلاتها وأذكارها ووردها اليومي حتى اليوم ، وانقطعت هذه الحوادث عنها منذ حوالي العشر سنوات ، لكنها لا تعرف إلى يومنا هذا مالذي كان يحصل معها؟! ، ولماذا في الوقت الذي تلا وفاة ابن عمها!! .

التجربة بقلم : نجاة – الجزائر

guest
12 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى