تجارب من واقع الحياة

عائلتي شكراً لكم على تحطيمي

بقلم : احمد  – الجزائر

أصبحت اكره نفسي فقط لأنني أعيش تحت رحمة أشخاص متخلفين
أصبحت اكره نفسي فقط لأنني أعيش تحت رحمة أشخاص متخلفين

 
سلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

أنا أخوكم أحمد – هذا أسم مستعار بالطبع – ذو العشرين عام ، شخص يطمح أن يصبح أستاذاً جامعياً لكي ينعم أولاده بحياة أجمل من حياته ، لكنه في هذه الفترة بذات أصبح يموت كل يوم بسبب أعز ما يملك.

العائلة ، تلك العلاقة المقدسة التي تربط رجل و إمرأة لينتج عن ذلك سلسلة من الأبناء ، يتعاون الأبوين من أجل الحفاظ على تجانس هذه المجموعة فيحاولون بجهد أن يبعدوا كل شظية خارجية تريد أن تمس بهم سوءً ، لكن ماذا لو كانت هذه العلاقة المقدسة منبع للظلم و الاضطهاد ؟.

ربما ليس مقدر لكل الناس أن يعيشوا حياة جميلة أو يحظوا بأبوين رائعين ، في بعض الأحيان يحصل الأبناء على وحشين بدل الوالدين يعملون جاهدً لمسح البسمة من على وجوه أبنائهم ، ربما الأن عرفتم سبب الآفات الاجتماعية و سبب هروب البنات من منازلهم فإذا حقاً قد لاقوا جنة في منازلهم لماذا سوف يتكبدون عناء الاستقلال بذاتهم بعيدًا عن كل الأعين ؟ أصبحت اكره بيتي أكثر من أي مكان ، أصبحت أموت في اليوم ألف مرة و لا يوجد حتى من يقوم بمعالجة ندوب قلبي ، أعيش معارك كل يوم و أُصنف في خانة العاق فقط لأنني أطالب حقي ، نعم أنا اطلب حقي ، هل أنا عاق ؟ حقي في الخصوصية ، حقي في الاحترام ، حقي في أن أفرح ،

حقي في أن امضي يوم واحد بدون أن أشعر بأنني لا انتمي لهذا المنزل ، يقولون أن المنزل يكمن عندما يكون الحب ، أهذا يعني بأنني مشرد ؟ ربما أنا مشرد في مأساتي ، ليس لدي من يحتويني ، ليس لدي من ينتشلني من هذه الكائبة التي أعيش فيها ، فقط أنا أسبح في بحيرة عميقة من التعاسة ، ليس هناك من يخرجني منها فمن يتجرأ ؟ أنهم أهلي و يعرفون مصلحتي أكثر مني ، نعم هم أهلي و لهم الحق في تحطيمي ، هم أهلي و علي أن أوافق على كل كلمة يقولونها لي فقط لأنهم انجبوني لهذه الحياة ، فهذا يعني أنني مرتبط بهم للأبد .

أصبحت اكره نفسي فقط لأنني أعيش تحت رحمة أشخاص متخلفين ، أب لا يعرف الرحمة و لا حتى يعرف الحنان و همه الوحيد جمع المال ، و عندما تتحدث عن حق من حقوقك يجيب بكلمته المشهورة : أنا من أنفق عليك ، هذا أنت تأكل من رزقي و تعيش تحت سقف منزلي ، أنا لدي الحق في أن أتحكم في حياتك كما يحلو لي ، و ليس هذا فقط بل أبي أبخل شخص عرفته البشرية حتى و إن أعطاني مصروفي يعطيني بعض دراهم لا تغني و لا تسمن من جوع ، و عندما أقول له : أريد أن اعمل ، يبدأ بالتحجج قائلاً : أنه يلزمني أن أركز على دراستي فقط ، هو بخيل معي فقط فأبي يقوم بالإنفاق على أخي الأكبر الذي هو بعمله و مسكنه ، أما أنا ابقى في الزاوية ،

أما الجزء الثاني من معاناتي ، فأنا حقا أعاني من أم مريضة نفسياً همها الوحيد هو أن ترى نفسها أفضل من الجميع ، تريد منا أن ننجح فقط لأنها تريد التفاخر بنا أمام الناس ، أكرهها و كم تمنيت أنها قد أجهضتني بدل أن أعيش هذه الحياة التافهة ، فهي لا تنفك عن إزعاجي و دائماً ما تحاول أن تجعلني أبدو كأنني أسوء شخص في العالم ، ببساطة أمي تتقن هواية تحطيم أبنها ، و دائماً ما تصرخ في وجهي ، كم تمنيت أن تجلس معي و تتحدث الي كأنني أبنها ،

و لكن لا حياة لمن تنادي ، أكره أخي الأكبر الاستغلالي فهو دائماً ما يأتي لمنزلنا فقط ليتملص من مسؤولياته ، و ليس هذا فقط بل يقوم بأخذ العديد من أشيائي و عندما أدافع عن نفسي تأتي أمي لتوبخني و تدافع عنه ، لقد نسيت أختي ، ربما أختي هي أسوء أخت في العالم ، بالرغم من أنني أساعدها في الأعمال المنزلية إلا أنها تقوم بتحطيمي ، فدائماً ما تتفاخر بزوجها أمامي و تقول لي : أن لأبنائها الحظ أن يسافروا إلى الدول في الخارج و أنهم سوف يصبحون الأفضل ، أنا حقاً لا أغار منها بل أفرح من أجلها ، لكنها تقوم بإغضابي دائماً و تنعتني بالتافه و تقول لي ملا يُقال ، تجعلني ابكي كل يوم بسببها ، بالرغم من كل هذا الشيء إلا أنني أحضر لها أجمل هدايا عيد ميلاد .

في النهاية أتمنى منكم يا أعزائي أن تساعدوني ، أنا حقاً حائر ، أنا أعاني كل يوم ، أنا الأن اكتب هذه الرسالة لكم و أنا أبكي ، أنا يائس خصوصاً أن البارحة توفي أعز أصدقائي ، ساعدوني ، و أتمنى من الله أن يزول الألم قبل أن تزول نبضات قلبي.
 

تاريخ النشر : 2020-08-12

guest
25 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى