تجارب من واقع الحياة

عائلتي

بقلم : Lost soul – زاوية ما من الكون

عائلتي
أنا أعاني من عدم اهتمام عائلتي بي و إهمالهم لي

 أردت فقط أن اكتب لأخفف قليلاً عن نفسي فأنا بعيدة عن كل شخص الأن ، لا أعلم هل فات الأوان لإصلاح أي ما قد فات و لكن أريد أن اخرج من هذه المشكلة كناجية و ليس كضحية.

قبل مدة طويلة سأل أخي الصغير أمي هل الصداقة أهم شيء ، لكنها أجابته بأن العائلة اهم ، نعم هذا حقيقي العائلة هي أهم علاقة هذا ما يجب أن يقال و ، لكن أنا مؤخراً بدأت تتشكل عندي أفكار مغايرة ، من المؤسف أن يعيش الأنسان وحيداً لكن الأسوء أن تعيش بين أناس يشعرونك بالوحدة و الضعف و العجز و يجعلونك تتمنى فراقهم ، أمام الأخرين نحن عائلة مثالية متفاهمة لكن الواقع مختلف تماماً ،  كل منا يعاني في صمت بعيداً من الأخر ، هذه هي الحقيقة لا يمكن أن نستمر في الكذب على انفسنا.

أنا بالفعل تعبت من هذا الحال البائس ، اسفه نسيت أن أعرّف عن نفسي ، أنا فتاة عادية في 17 عام من العمر و سأجتاز هذا العام امتحان البكالوريا ، الذي لا أريد اجتيازه أبداً على الأقل حالياً ، نفسيتي محطمة و محبطة من مستواي الدراسي بل أكثر من ذلك ، من عدم اهتمام عائلتي بي و إهمالهم لي ، لا ادري حتى كيف تعمل عقولهم ، كما قلت أنا مقبلة على امتحان مصيري و مهم جداً لكن يبدو أن لا أحد يهتم أطلاقا ، لا أحد يشجعني على الدراسة أو بذل جهداً ما ، أشعر و كان كل شخص فينا منصرف إلى نفسه فقط ، تخيلوا أني أمضيت أسبوعين كاملين لم أدرس فيهما و لا أحد أنتبه أو لاحظ وكأنه لا فرق أبداً ، هذا ألمني كثيراً ، حتى والدي لا يهتمان لطموحاتي أو دراستي لا فرق أيضاً.

أظنكم تعرفون مسبقاً كمية الدروس التي يجب أن أدرسها كطالبة بكالوريا و رغم هذا والدي لا يساعدني في دروسي الخصوصية بحجة إنها عبئ عليه و لا يمكنه تسديد نفقات دراستي رغم أنها الأرخص بين كل المدارس و راتبه جيد إلا أنه لا يحسن صرفه ، هذا بجانب أنه لا يوفر لنا حتى ابسط الأساسيات العادية ، و رغم ظللننا نسكت و نتغاضى عن الأمر ، لا ادري لماذا ينجب الناس أطفالاً لا يقدرون على رعايتهم أو توفير حياة كريمة لهم ؟

لا أجد حتى مكان مناسب للدراسة و حتى عندما أتشاجر مع إخوتي حول استعمال المكتب الوحيد لدينا ، هم يكتفون بتوبيخي و لا يبذلون جهداً لسماعنا أو حل المشكلة و كالعادة لا يهمهم الأمر ، والدتي مهتمة فقط بمشاكل أهلها التي لا تنتهي رغم بعدهم عنها و لا تبذل وقتاً لتسمعنا و تتفهمنا رغم أننا نعيش في منزل واحد ، لا بل نحن كالغرباء و تتحجج دائماً أنها مريضة و متعبة ، لكنها مسؤولية أبي أن يوفر لها مصاريف العلاج ، بل إنها ترانا نتشاجر دائماً صغار و كبار و تصمت و لا تحرك ساكناً ثم تقول : أننا لا نحترمها ، فقط أننا نتشاجر أمامها و نعلي أصواتنا و لا تغضب للمشكلة في حد ذاتها و لا تسعى لحلها ،

لطالما خاصمتني لفترات طويلة و لا تكلمني أبداً حتى اعتذر و أذلل نفسي لها ، حتى عندما كنت طفلة صغيرة لم تجلس معي يوماً و تخبرني عن خطئي أو تعلمني حسن التصرف ، بل تمارس علي الضغط النفسي ، أنا لا أتحمل هذا الأمر بعد الأن و لم أعد اعتذر منها حتى أياً كان ، هذا غريب صح ، لكن أعد افهم نفسي و لا حاجة لي لفهم غيري أنا لم أحس حتى بوجود أم لي ترعاني أو تهتم لأمري لقد كان والدي بعيدا عنا دائماً بسبب عمله ، لقد كنت وحيدة جداً ، كانت تمضي وقتها في المطبخ و عمل المنزل و كل ما تريده هو أن تنجب ولداً ، أظنها هي الأخرى كانت يائسة تماماً

 لقد ربتنا على طاعة الأكبر منا دائماً و اتباع أوامر الغير حتى طمست شخصيتنا و أرادتنا ، لكن الأسوأ أن لا تهتم لنا ، لم أحس بوجودها قربي أو حرصها علي و لهذا تعرضت للتحرش كثيراً في تلك المنطقة و كادت أن أتعرض للاغتصاب أكثر من مرة ، انتقلنا فيما بعد لمكان أخر لكن عقدي النفسية زادت شيئاً فشيئاً و في كل مرة أدفنها بداخل قلبي و أتظاهر بأني قوية و قادرة ، لقد كذبت على نفسي بأن كل شيء سيكون بخير و كم أكره ذلك.

والدي لا أحس بوجوده حتى و هو حاضر وهو كصورة الأب أمام العالم فقط ، في الواقع ليس بيننا أي علاقة تُذكر فكما قلت أنا لم اتربى معه.

 

العديد من الكلمات و الأفكار تتزاحم في داخلي ، عندما يحزن الأنسان يتذكر كل ألامه السابقة و كأن حزناً واحداً لا يكفي.

أريد فقط بعض العناية و الاهتمام هل هذا كثير جداً لأطلبه من اقرب الناس إلي ؟ قد تقولون أنهم يحبونك ، نعم هم يحبونني و لكن ما فائدة هذا الحب الذي يكون في القلب فقط و لا ترافقه العناية أو الاهتمام ، هل علي أن أفعل شيئاً سيئاً لكي ينتبهوا لوجودي أو أبحث عن الحب خارج المنزل حتى أؤدي بنفسي إلى التهلكة ؟.

أريد أن اهتم بدراستي و اتفوق فيها كما كنت دائماً لكن لا أحد يهتم ، على أي حال أن أكون الأولى أو الأخيرة لا فرق بينهم أن اصلي أو لا صلي لا أحد يهتم فعلاً ، كل اهتمامهم منصب للخارج هذا قاس جداً ، هم من ربوني بهذه الطريقة البائسة أليس بإمكانهم أن يتابعوني الأن ؟.

أنا أغار من زميلاتي عندما يشتكين من حرص أهلهن على دراجاتهم و مستواهم الدراسي و يساعدونهم بما استطاعوا مادياً أو معنوياً ، و أيضاً كل متفوقي البكالوريا يقولون أن والديهم كانوا سبب رئيسي في نجاحهم و تحقيقهم أعلى الدرجات ، أتمنى لو أني مكانهم ، اسفه إن كانت كلماتي مبعثرة و مشوشة لكني متعبة حقاً جسدياً و نفسياً لأني أعاني من بعض المشاكل الصحية ، أرجو أن تتفهموني إخوتي الكرام ، أعلم أن الشكوى لله و لكني ضقت ذرعاً بكل هذه المشاكل ، أتمنى فقط أن أعيش كأي فتاة عادية في سني ، و الأهم أن يرضى الله عني.

تاريخ النشر : 2019-01-11

guest
13 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى