أدب الرعب والعام

عصابة القمصان الملونة

بقلم : المستجير بالله – سلطنة عُمان

عصابة القمصان الملونة
لدي جرائم تناسب ألوان قمصانكم ..

تك تك تك تك

يبدأ الطرق على باب زعيم العصابة

زعيم العصابة : تفضلوا بالدخول

ويدخل أفراد العصابة ، وهم يلبسون قمصانا مختلفة الألوان .. فالأول يلبس الأحمر ، والثاني يلبس القميص الأصفر ، والثالث الأخضر ، واما الرابع فهو يلبس القميص الأزرق .. وجلس الأربعة حول الطاولة المستديرة التي عليها الزعيم والذي أعد لهم عليها 4 مقاعد لهذا الإجتماع الشيطاني الخبيث ..

الزعيم : كيف هي أحوالكم ؟

صاحب القميص الأحمر (وهو رأس المجموعة) : مختلفة كألوان قمصاننا يا سيدي !!

الزعيم : هههههه ، دمك خفيف أيها الأحمر .. أفهم من هذا أن ظروفكم المالية صعبة وتحتاجون لبعض المال مني .. ولكن تعرفون أنه ليس لدي بدون مقابل ..

صاحب القميص الأزرق : صحيح يا سيدي ، فماذا لديك اليوم لنا من جرائم لكي نستمتع بها ؟!

الزعيم : لدي جرائم تناسب ألوان قمصانكم ، ولكنها لثلاثة منكم فقط ، وأما الرابع فسيكتفي بمرافقتكم ومساعدتكم في جرائمكم إن أحتاجه الباقون ، وسوف يحصل على نفس المكافئة التي ستنالوها

وعلى ذلك فجرائمكم اليوم مميزة وطريفة في ذات الوقت .

ويضحك الأربعة من كلام سيدهم ..

صاحب القميص الأخضر : صدقت سيدي ، ولكن نرجو أن تخبرنا يا سيدي ما هي طبيعة جرائمنا لهذا اليوم

، ومن سينفذها ، ومن هو الذي سيفتقد متعة الشر لهذا اليوم ؟!

الزعيم : إليكم يا سادة الجرائم بإيجاز كما رتبتها ..

(الأول وهو صاحب القميص ….) ، سوف يقوم بقتل عدد من المعلمين وطلاب المدارس الخلوقين بدمٍ وأعصابٍ باردة ، فكم كرهت نصائحهم وما يقومون به لإنكار الأخلاق الدنيئة والإجرام وإهانتهم لأمثالنا في كل محفل ، فلا أستسيغ وجود هؤلاء الذين بسببهم قد ينقطع نسل المجرمين في المجتمع !!

وأما الثاني (وهو صاحب القميص ….) ، فسوف يقوم بقتل عدد من أفراد العصابة المنافسة لنا ، فقد أهانونا وهزمونا في المرة السابقة ، وأحتلوا جزء كبيرا من المنطقة التي كنا نبسط نفوذنا فيها

، وقد حان وقت الإنتقام منهم ، ولذلك كلفت هذه المهمة لصاحب القميص ….. ، فهي تناسبه تماماً

وأما الثالث (وهو صاحب القميص ….) ، فسوف يقوم بقتل عدد من العاهرات في هذا المجتمع الحقير والظالم ، فكيف يتركون العاهرات تسرح وتمرح ، بينما يلقون القبض على أمثالنا ويزجون بهم في السجون وهذه المهمة تناسبه فهو محب لهذا اللون ، فهو يثير في النفس ذلك الشعور الفاضل . وكما تعرفون فأنا برغم أنني زعيم عصابة ، ولكني أحب وأقدر الحياة الزوجية والوفاء والأخلاص فيها ، وقد قتلت زوجتي لانها خانتني مع أحدهم ، ومن حينها لم أتزوج وكرهت النساء أمثالها ، وأسعى للإنتقام من العاهرات لكي تبقى الفاضلات ..

ويبدأ الزعيم لاحقا بشرح تفاصيل خططه التي اعدت وأعطى لكل واحد ورقة عن مداخل ومخارج مسارح جرائمهم ، وأسلحة نارية وبيضاء لكل واحد يستخدم المناسب منها لكل ظرف ، وطبعا سوف يتسلمون المال

في نهاية تنفيذ الجرائم ..

يذهب الأربعة معا وتبدا ليلة الإحتفال الكبير ..

يلمح صاحب الجريمة الاولى برفقه مساعده (المرتاح) أفراد العصابة الاخرى الخمسة أيضا يجلسون في ناحية مظلمة من زقاق مظلم وبعيد نوعا ما ، فيبدأ بملئ سلاحه الناري الكاتم للصوت فيطلق الرصاص ويسقط ثلاثة ، وفي غمرة البلبلة التي أحدثها بينهم يسحب سريعا المسدس الآخر من زميله ويردي الإثنان الآخران ، وينسحبان في هدوء ، ويتمان المهمة بنجاح ..

أما صاحب الجريمة الأخرى فيذهب مع نفس مساعد صاحب الجريمة السابقة للتسكع في الشوارع بحجة ممارسة الرذيلة ، فكمنا (أي إختبأ) في مكان منزوي ومظلم قليلا بإنتظار أي فريسة من بائعات الهوى ليقيما معهن موعدا غراميا مزيفا .

مرت إثنتان بجانبهما وسريعا لبسا نظاراتهما الشمسية واتجها ناحيتهما وبدآ بالتودد إليهما ، وكلمة غرامية وكلام معسول ذهبتا معهما بالسيارة ، وفي مكان منعزل خدراهما ثم اطلق أحدهما النار من مسدس كاتم للصوت ودفنا الجثتين سريعا وبدلا الملابس ، ثم عاودا الكرة مع إثنتان أخريتان وبنفس الطريقة وبنفس المكان ، ثم عاودا الكرة مرارا وتكرار وبسرعة يحسدان عليها فقد كانا يفكران يفكران بمكافاة اكبر من الزعيم كلما كانت الجريمة أكبر وحالتهما صعبة للغاية وهما محتاجان للمال

وفي النهاية كانت الحصيلة 12 عاهرة تم قتلهن ..

أما الأخير فسينتظر للنهار فالمعلمين والطلاب ليسوا في وقت الدوام ولكن كيف كانت الخطة له هو ومساعده ؟!

ببساطة ينتظران هو ومساعده متنكرين في صورة رجلان كبيران في السن ويريدان توصيلة للمدينة بحافلة الطلاب والمعلمين الذي يحضرون للمدرسة من المنطقة النائية ويمرون بالشارع الترابي الفرعي الطويل نوعا ما ..

قام الإثنان بتنفيذ الخطة : تنكرا في الزي المطلوب وبنظارات خاصة بفاقدي البصر وعصي لكبار السن للتمويه .. يتوقف الباص ويسألهم السائق : أين تريدون ؟ فيردان إلى الوادي الواقع جانب الطريق الذي يسبق الشارع العام بثلاثة كيلومترات .. يركبهما السائق وينعطف السائق بإتجاه الوادي الذي يبعد من مكان توصيلهما كيلومترا واحد فقط فقد أشغف عليهما أن يواصلا المسير هكذا ..

تهبط الحافة في وسط الوادي وحينما أصبحت متوارية عن الأنظار يخرج صاحب الجريمة الثالثة مسدسين

ويبدأ بقتل السائق والمعلمين بسرعة فائقة بقصد إنهاء من هم أقدر على المقاومة ، بينما يقوم الآخر

بالضرب والعراك مع الطلاب القليلين العدد حتى يكمل زميله ملأ السلاح ، وبالفعل يملأ السلاح ،

ويكمل زميله مجزرته الشنيعة ويغادران الحافلة سيرا على الأقدام بإتجاه سيارتهما المركونة

مسبقا على بعد كيلومتلر واحد فقط ..

عاد الأربعة للزعيم وهم مسرورين بما أنجزوه ، هنأهم الزعيم على بطولاتهم المزيفة ، ثم أعطاهم المكآفات المجزية التي وعدهم بها .. وطلب منهم الحضور في صباح الغد ليشاهدوا معه الجرائد تتحدث عن الجرائم الفظيعة والموثقة بإسم فاعل مجهول حتى إشعار آخر ، إذ أن أحدا لا يعرف أنهم عصابة

ثم إن هذه أول جريمة قتل يقومون بها بإستثناء زعيمهم الذي نجا بجريمته ..

يحضر الأربعة في الصباح الباكر إلى مقر زعيمهم ، يجلسون معه على الطاولة المستديرة ويرتشفون الشاي ويقرؤون الجرائد ثم يضحكون وينفثون دخان سجائرهم ويلعبون الورق إحتفالا بالبطولات الزائفة التي قاموا بهاوالتي راح ضحيتها أناس بعضهم أبرياء وبعضهم يستحق العقوبة ولكن ليس بذلك القدر

وإن كان بعضهم مجرما يستحق القتل كأفراد العصابة الأخرى ..

في الختام أريد منكم أن تحلوا لغز الجرائم الثلاث ..

من هو صاحب القميص المرتبط لون قميصه الذي يعشقه بجريمته ؟ أي الجريمة الأولى من منفذها ؟ والجريمة الثانية من فاعلها ؟ والثالثة من القاتل فيها ؟ ومن هو صاحب القميص الذي لم يقتل أحدا ولكن كان مساعدا لهم في جرائمهم لأن الزعيم فرض عليه هذه الجرائم حسب الوان نفسياتهم ..

((( تمت تفاصيل القضية … وللقاء معكم بقية )))

تاريخ النشر : 2015-10-31

المستجير بالله

سلطنة عمان
guest
67 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى