عقيم الحياة
أبقوني سجين منزل معزول |
قصتي بسيطة نوعاً ما .. إنسان ذنبه أنه لا ينتمي لشيء ، أنجبني أهلي و كبرت في جو مضطرب و لكن مقبول ، لم أكن أعلم أنني شبح بين البشر حتى كبرت و علمت بأن والدي أبقاني سراً خوفاً من أهله !! فأمي كانت الزوجة الثانية .
الحرب في بلدنا أجبرت الكل على الرحيل دون النظر للخلف ، و هكذا رجع أبي لبلده الأصلي و أخذ معه أمي و إخوتي الصغار ، لا تستغرب فقد اعترف والدي بعد فترة طويلة بزواجه من أمي و تشرف بإخوتي ، لكن أنا كنت الغلطة الأولى التي لا يمكن البوح بها .
أبقوني سجين منزل معزول ، و قال لي قبل أن يذهب أنه لا يمكن أن يتخلى عني وأنه سوف يخلصني من عذابي .
كنت أريد الحياة فقط لا غير ، مرت أيام و أصحبت شهور حتى أصبحت سنين و لازلت سجين منزلي برعايةٍ من أناس لازلوا يسكنون قريب مني ، فهم يقضون حوائجي .
والدي لم يعد يهتم بمصيري ، فقد أنجب طفلاً أخر هناك ، و أمي نسيت أن لها ابناً لا يستطيع التنفس و لا حتى الموت . أنا بصدق كرهت نفسي وعشقت الموت ، حاولت الانتحار مرات ولكن فشلي سببه الخوف من الله سبحانه ، أنا في مرحلة من الحياة لا أريد سوى قبر صغير ، فقد تدمرت و أصبحت لا أصلح للحياة .
هذه قصتي بأختصار شديد ، بلدي لم يقبل استقبالي حتى الآن بحجة سني ، هذا عامي الخامس و أنا محبوس ، أنا في الحقيقة عقيم الحياة .
تاريخ النشر : 2016-09-03