منوعات

علامات ما قبل الموت

بقلم : ساهر

الموت هو المرحلة  الفاصلة بين الحياة الدنيا وبين  الآخرة دار القرار . فبين هاتين المرحلتين هناك رحلة في مكان  يجتمع فيه الموتى من جميع الأزمنة والعصور . فمنهم من هو منذ عهد نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام ومنهم منذ عهد قوم موسى أو  يوسف أومنذ زمن الخليل إبراهيم أو رسولنا محمد عليهم الصلاة والسلام جميعاً . أو من قوم إرم أو فرعون أو غيرهم من الأقوام . فمنذ تلك الأزمنة إلى يومنا هذا فجميعنا  ” كل نفسٍ ذائقة الموت ” كما إنطبقت هذه الآية على من قبلنا منذ آلاف السنين فإن نفس الآية ستنطبق علينا إلى أن ” كل من عليها فان “.

أن هناك حالة قبل الوفاة يكون فيها المرء بين الدنيا والآخرة . إن العبد  إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزلت إليه ملائكة من السماء رحمةً أو عذاب .

أحياناً كثيرة تكون هناك علامات ماقبل الموت . منها علامات واضحة والآخر منها ربما لم ننتبه لها وبعض منها قد تكون على شكل إشارات خفية قد يفهمها البعض أو قد يشعر أو يلتمس ومنهم لم ينتبه لتلك الإشارات إلا بعد موت أحدهم فيتذكر بعض التصرفات أو الكلمات اللتي لم يأخذ باله منها سابقآ قبل وفاة الميت . ومنهم من يسمع عن مثل هذه العلامات وقد يصدق وقد لا يصدق أو ربما يكون ما بين مصدق ومستنكر أو ربما يُكذب وبعد فترة يستوعب وقد لا يستوعب إطلاقاً . وهذا طبيعي ووارد في جميع مراحل الحياة بل وهكذا هو حال الإنسان لأن النفس البشرية جُبِلت على ذلك .

وتختلف  حالات ما قبل الموت من شخص لآخر . فقد تكون حالة قبل وفاة الإنسان بيوم أو يومين أو ربما شهر قد تزيد وقد تقل . وجميعها بتدبير من الله . وهذه الحالات ربما البعض منكم مرّت عليه جزء منها أو سمع عنها على أقل تقدير . وربما القليل جداً  لايعرف شيئاً عنها . إلاّ أنني جمعت لكم عشرة حالات في مقال واحد . وأنتم أيضاً أيها  القراء أخوان وأخوات من لديه حاله رآها أو حتى سمع عنها فلا تبخلوا  بكتابتها بين التعليقات من باب الإستزادة والتثقف ودعماً  للمقال :

الحالة  الأولى

منهم من يأتيه الموت فجأة ودون سابق إنذار . فقط يأتي ملك الموت ينزع روح الإنسان
بشكلٍ خاطف في أقل من طرفة عين . فينزعها برحمةً أو عذاب أكانت بحسن الخاتمة أو سؤها.

الحالة الثانية

من يشعر شعوراً  قويا بقرب ودنو  أجله . شاباً كان أو عجوز  مستصحاً أو مريضاً  والشعور يأتيه بإلهام أو برؤيا  أو إحساس لا يستطيع أن يصفه . وهو على يقين بأنه على وشك الموت . وكأن ملك الموت يطرق باب قلبه ليستعد ليقوم ليصلي مثلاً أو يقضي ديناً إستدانه من قبل .  وربما يُرفع عنه الحجاب بين وقتٍ لآخر فتراه يترك وصيته بشكل أو بآخر لأبنائه أو أخوانه وهو على يقين بموته قريباً وربما يرى ملائكة الموت بعينه ويبشروه . فلماذا أخصه الله بهذا ؟!  لله الأمر من قبل ومن بعد .

الحالة الثالثة

منهم من لا يعرف أنه سيموت ولكنه يُلهم دون أن يشعر . فمثلاً يبقى عند أبنائه وزوجته كثيراً ينصحهم ويعلمهم دون أن يشعر أصلاً أنه سيموت . هو لايعلم ولم يشعر بشيء . فقط أن الله سيَّره في تلك الأيام الأخيره من حياته ببعض الوصايا أو الكلمات ليودعهم دون أن يشعر أو يشعروا أنه يودعهم .
فبعد يومين أو ثلاثة أيام يموت وحينها يتذكر أهله وذويه والمقربين منه كلامه ونصائحه في آخر أيامه . فيقول أحدهم قد كان ينصحني ومنهم من يقول كان قد طلب السماح والآخر يقول ربما كان يشعر بقرب موته الخ .. ومنهم من يظنون أو بل قد يجزمون أنه كان على علم بإقتراب إنتهاء عمره وهو في الأصل ربما قد لا يعلم ولم يشعر بشيء.

الحالة الرابعة

هناك من يشعر بدنو  أجله أو كان على سكرات الموت نراه لا يقول لمن حوله بأنه يشعر أو أنه يرى ملائكة الموت وأحياناً يشير بتلميحات ببعض الكلمات وهو يحتضر . وأمّا من هم حوله فغالباً لايفهمون تلميحات المحتضر إلاّ من بعد وفاته
مباشرةً عندها يتذكرون كلماته الإيحائية أو بعض تصرفاته .

الحالة  الخامسة

منهم من يكون على سكرات الموت فيرى ملائكة الرحمة فنراه مبتسماً ولا يشعر بتعب بخروج الروح ويُبشّر . وقد يناله تعب أو إرهاق لحظة خروج الروح .
ومنهم من يكون على سكرات الموت فيرى ملائكة العذاب فربما يتعب أو نسمع صوته يئِن أو قد يقول ويكرر ” لأ  لأ  ” عدّة مرات .
وبكل الأحوال سكرات الموت قد تستغرق ثوانٍ أو ساعة وربما يوماً  تزيد أو تقل .

هناك رواية للصحابي عمرو بن العاص :
لما  حَضَرَت عمرو بن العاص – رضي الله عنه الوفاة  قال له ابنه عبد الله:
«يا أبتاه، إنك قد كنت تقول لنا : ليتني كنت ألقى رجلا عاقلا عند نزول الموت، حتى يصف لي ما يجد، وأنت ذلك الرجل، فصف لي الموت، فقال: «والله يا بني لكأن جنبي في تخت (التخت: وعاء تصان فيه الثياب)، وكأني أتنفَّس من سم إبرة، وكأن غصن الشوك يجر به من قدمي إلى هامتي».

( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد )
سكرة الموت بمعنى شدته وغلبته اللتي تغشى الإنسان وتغلب على عقله .

الحالة السادسة

هناك من يشعر بالموت وهم المرضى . فيجتاح المرض أجسادهم حتى يصبح المريض على مشارف الموت فيشعر شعوراً  يقيناً بأن قد  إقترب موعده . فينظر لمن حوله نظرات وداع دون أن ينطق . ولكنه بعد ذلك يرى ملائكة الموت فيما بعد ويرحل .

الحالة السابعة

بعض الناس إذا إقترب دنو أجله يمكِّنهم الله رؤية الأقرباء المتوفين منذ ستون عاماً فيقول  رأيت فلان وفلانه وأحياناً نشعر أنه يتحدث ويناديهم بأسمائهم . تحصل قبل (فترة طويلة) نسبياً..

الحالة  الثامنة

وفاة الأطفال .  فهم أحباب الرحمن . وبعض الناس يلقبهم بطيور الجنه . أحياناً نسمع أن الطفل يسأل أُمه أو أببه عن الجنه يكرر هذا بين وقت لآخر وفجأة يتوفاه الله . قد تكفل الله بهم  فليس عليهم أي حساب . ويقعدون بجوار الخليل نبي الله إبراهيم عليه السلام إلى أن يدخلوا  الجنة وربما قد يكون الطفل شفيعاً لأبيه وأمه .

الحالة التاسعة

حالة إحتضار شهدتها أنا شخصياً :
أحد أقربائي رجل مسن جائته سكرات الموت . شاخصاً بصره للأعلى وشعرت أنه لا يرى أحداً حوله إطلاقاً . وعندما أتحدث إليه يجيبني بكل أريحيه ولكن الإجابة على قدر سؤالي فقط . ويتقلب  يمين وتارةً أُخرى يتقلب يسار. كان بكامل وعيه  طيلة مدة الإحتضار. بصراحة في البداية أنا ومن كان بجانبي جميعنا لم نعلم أنها سكرات الموت . ولكني أنا شخصياً  بعد إثناعشر ساعة شعرت بأنها سكرات الموت وأحسست  بقلق لأنها أول حالة شهدتها ورأيتها بعيني . عندها قلت لأحد أبنائه إن والدك أعتقد أنه في حالة إحتضار والله أعلم . هو تفاجئ ولكنه كان قوياً متماسكاً عندما أخبرته . فقال لي ” أذكر الله ” فأجبته وقلت له ألف لا إله إلاّ الله ولكن قوِّي إيمانك بالله. فأجابني بكلمتين وقال ” خير إن شاء الله “
كانت مدة سكرات الموت يوماً كاملاً (٢٤ ساعة ) بالتمام و الكمال ثم توفي رحمه الله . وعلى حسب تقديري أنه لم يشعر بتعب سكرات الموت سوى شيئاً طفيفاً . اللهم أن هناك بعض التعب أو الإرهاق مدّة نصف دقيقة تقريباً بين فترة وأُخرى كل تسعة أو عشرة ساعات . ولكن بشكل عام كانت السكرات أكثر الأوقات خفيفة سهلة جدا ً جداً . 

الحالة العاشرة

سأذكر لكم قصة قصيرة وهي عبارة عن حالة غريبة شهدها شخص أعرفه يكبرني سناً . عرفته بصدقه والعهدة على الراوي .
يقول : أن رجلاً بصحته وعافيته تغيّر فجأة . فأصبح لا يتحدث ولا يجلس مع أحد وترك عمله أيضاً . فقط يذهب إلى المسجد للصلاة ثم يعود إلى بيته منعزلاً في الغرفة لوحده . وإذا سألته زوجته أو تحدث إليه أحد أبنائه يجيب بإختصار شديد جدآ جدآ وإذا قدموا له الأكل فيأكل شيئاً طفيفاً وكأنه لم يأكل أصلاً حتى الماء يشرب القليل منه . ولا ينظر ولا يلتفت في عين أحد من أبنائه أو حتى زوجته .
مر اليوم الأول ثم مر اليوم الثاني ثم مر اليوم الثالث والحال نفسه . فبدأ أهل بيته زوجته وأبنائه يشعرون بقلق شديد جدآ على وضعه المفاجئ . ثم علم أخوانه وأخواته بحالته فأصبح الجميع  في صدمة . فمراليوم الرابع يترقبون وضعه من طرف باب الغرفة كل ربع ساعة تقريباً واليوم الخامس أيضاً نفس الحال ثم فجأة وجدوه جثه هامدة بوضعية بَدَا لهم أنه قد توفي . ففي خلال ساعة أخذوه فوراً ونقلوه إلى المستشفى ليقرر الطبيب الحالة ليتأكدوا فقالوا للطبيب إنه منذ ساعة مغمض العينين وبدون حركة فأجابهم الطبيب إجابة صادمة ؟!  إن والدكم قد توفي  منذ خمسة أيام ؟! فأجابوه : ” لأ”  بل أن وفاته منذ ساعة تقريباً ؟! فأجابهم الطبيب مرةً ثانية قائلاً بأن التشخيص يؤكد بأنه قد مر على وفاته خمسة أيام ؟!
أي أنه منذ اللحظة اللتي تغيّر فجأة صمت وعزله منذ خمسة أيام تماماً ؟!
والله على ماأقول شهيد .


طبعاً ربما البعض يصدق والبعض الآخر قد يستنكر  وكلا  الأمرين  متوقع وهذا شيء طبيعي ووارد . ولكن ما  أُوَد  قوله بأن الله  إذا  أراد  أن يقدِّر شيئاً لمثل هذه الحالات فيجب أن نتذكر بأنه سبحانه قادر  فلا يعجزه شيئ في الأرض ولا في السماء وإذا أراد لشيئ أن يقول له كن فيكون . فأمر الله نافد وآتٍ اينما كان ومتى ماشاء  .

ولكن السؤال مالذي استفدناه من هذا المقال ؟!
سنجد أن رحمته سبحانه واسعة . نراها أو نشعر بها في كل مكان وفي كل وقت . والإنسان هو من يختار . رحمته أو سخطه .

اللهم إن أصبت ف منك . وإن أخطأت ف من نفسي والشيطان .
والحمد لله رب العالمين دائماً وأبداً …

guest
49 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى