على يمينك
رأيت مخلوق بدون ملابس فقط بعض الثياب الممزقة على عورته |
و استيقظت على عزف ناي هادئ و متناغم ، أحسست بإحساس الصحاري والعالم القديم ، عند استماعي له بكل صراحة أعجبني العزف و لم أشعر بالخوف حينها لأني أتذكر بأني قد امتزجت مع العزف فقمت ذاهباً إلى مصدر العزف و وجدته قادم من غرفة الضيوف ، نسميها في اللهجة العراقية (ديوانية) و كانت مظلمة لأن الأضواء مغلقه ، ذهبت بكل جهل و تنويم وفتحت الباب رأيت مخلوق بدون ملابس فقط بعض الثياب الممزقة على عورته ، يلبس الكثير من الأساور و الخواتم التي تسحر الناظر ، و شعره طويل جداً ، من شدة طوله يتدلى على الأرض ، دائر ظهره إلي و وجهه إلى زاوية الغرفة ، وراء ظهره أربع شموع تحيط به و شمعتان على كلا كتفيه ، بقيت أنظر والخوف يملئاني ،
و لكن جمال العزف يبقي جسدي متجمداً ، توقف عن العزف ونظر إلي ، لم أرى ملامحه بسبب الشعر كان طويلاً ، أتى و وضع شمعة من كتفه اليُمنى على كتفي الأيمن وقال : لا تطفأ شمعتي ، بدأ شعره يتطاير و كأنه أفاعي ، رفع الناي بكلتا يديه وكأنه يريد ضربي وقال : لا تطفأ شمعتي ، قلت له : لن أفعل : عزف بأول فتحة من الناي و ظل يعزف بها حتى اختفى و اختفت الشموع ، نظرت لكتفي و وجدت الشمعة لا زالت منيرة ، نفخت عليها واستيقظت من الحلم و أنا مختنق ، أقرب وصف لحالتي هو أن هناك مجموعه من النبق مجتمعة في بلعومي ، ركضت إلى الحمام و قمت ببصق كمية من الدماء و قمت إلى الصلاة والاستغفار ، والحمد لله لم يراودني أي شيء أو مضره منذ ذلك الحين.
تاريخ النشر : 2020-12-01