تجارب ومواقف غريبة

عمي سليمان

 
بقلم : كوريا الخطيرة – الجزائر

 

إذن لماذا تأتي إلى هنا كل ليلة وترعبني أنا وابنتي ؟ ..

كنت اقرأ دائما قصص هذا الموقع , وكنت أريد أن اكتب قصة حقيقية حصلت في بيت عمي القديم

الأحداث الدموية لاستقلال الجزائر , والمجازر التي حصلت في 8 ماي , خلفت آثار بشرية كبيرة , كانت مأساة حقا على الشعب الجزائري .

بعد الاستقلال بسنين تزوج عمي بامرأة وعاش معها عمرا مديدا , وقد ماتت منذ أربع سنين , وروت لي – رحمها الله – هذه القصة التي كلما تذكرتها اقشعر بدني .

زوجة عمي لم تنجب أطفالا أبدا لأن عمي عقيم . فقام عمي بإحضار بنت من الميتم لتربيتها , وسكن في بيت قديم يعود أصله إلى ما قبل الثورة الجزائرية .

بدأت القصة حين كان عمي يعمل خارج المنزل ليلا فيترك زوجته مع الابنة وحدهما , البيت كان مظلما , وذات ليلة خرج عمي كعادته للعمل وكانت زوجة عمي تنظر عودته دائما , لكن في تلك الليلة تأخر عن المنزل مما جعلها تغط في النوم وفي أحضانها ابنتها . وبعد مدة من نومها استفاقت على وقع صوت باب الغرفة المجاورة لغرفتها , فقامت ظنا منها أن عمي قد عاد إلى البيت , وفتحت باب غرفتها ونادت باسم زوجها : ” صالح ” .

لكن أحدا لم يرد , فتساءلت ماذا يحدث؟! .. وتوجهت صوب الغرفة التي صدر منها الصوت وإذا بها تصرخ بصوت عالي . إذ إنها رأت شبحا لرجل ضخم الجثة يرتدي لباس الجيش الجزائري وبيده يحمل سلسلة حديدية وينتعل حذاءاً كبيرا مثل الذي يرتدونه المصارعون , فارتعشت خوفا وأسرعت جريا إلى غرفتها تحتضن ابنتها وأغمضت عينيها , وبعد لحظات فتحت عينيها لترى ذالك الرجل قد اختفى .

وبعد رجوع عمي إلى البيت روت زوجته القصة فكذبها وقال أن السبب هو الرعب قد تملكها بسبب الوحدة .

في ليلة اليوم التالي حدث نفس الشيء . قالت زوجة عمي انه قبل أن يظهر لها للمرة الثانية كانت قد سمعت صوت السلسة التي بيده وصوت الحذاء الذي ينتعله فإذا به يعبر باب الغرفة المغلق التي بها زوجة عمي كأنه لا يوجد حاجز . ووقف يتفرج وينظر إلى زوجة عمي وهي ترتعش خوفا منه , فتشجعت وقامت بسؤاله من هو , فلم يجبها . فظلت تسأله ما هو اسمه ؟ .. فنطق وقال اسمي هو سليمان ; فردت قائلة ماذا تريد ؟ .. فأجابها انه لا يريد شيئا .

قالت إذن لماذا تأتي إلى هنا كل ليلة وترعبني أنا وابنتي ؟ ..لكنه لم يجبها ودخل بين الشق الذي في الجدار .

وفي الليلة التالية عمي قرر أن يبيت في المنزل لكي يرى بنفسه إن كانت زوجته على حق ; وفي تلك الليلة عاود ذلك الشبح الظهور , وعندما رآه عمي سأله : ماذا يريد ؟ .. فإذا بالشبح يمسك بعمي ويحمله ثم يطوح به أرضا كالمصارعين وركله على الجدار , فقامت زوجة عمي تترجاه لكي يتركه , فعاد ذلك الشبح مرة أخرى إلى الشق في الجدار وأختفى كما ظهر .

في الصباح التالي ذهب عمي إلى أمام المسجد وروى له القصة , فقال له الأمام : ضع مفتاحا في كل باب غرفة ويجب أن يتم رقي المنزل بالقران الكريم .

فقام عمي بما طلبه منه الأمام وفعلا اختفى ذالك الشبح ولم يعاود الظهور مرة أخرى أبدا إلى أن قرر عمي تغيير مسكنه إلى شقة في عمارة .

إن مجازر 8 ماي خلفت واقعا محزنا بالنسبة للشعب , وهناك الكثير من القصص التي تتحدث عن أصوات وأشباح الناس الذين قتلوا وهم أبرياء من قبل الاستعمار المدمر الخبيث .

 

تاريخ النشر : 2015-08-01

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى