تجارب من واقع الحياة

عواطفي سيرتني واعمت عيناي عن الحقيقة

بقلم : ​​​​​​​sweet j – سوريا

اجد صعوبة في متابعة حياتي بشكل طبيعي.

لا شك ان الحب شيء جميل و غاية تتمنى اي فتاة ان تحصل عليها لكن كثيراً ما يكون الحب سبباً في تعاستنا اكثر من كونه سبباً لسعادتنا خصوصاً عندما نقع في حب الشخص الخاطئ ولكن مع الاسف لا نتوصل الى معرفة ذلك الا بعد فوات الاوان و هذا ما قد حصل معي بالضبط.

كنت في الرابعة والعشرين من عمري عندما قابلت هذا الشاب الخلوق الشهم او على الاقل هذا ما ظننته وقتها ، كان زميلي في العمل وكان ذلك اول عمل امارسه واول تجربة عملية لي في هذه الحياة فأنا لا اخرج كثيراً وليس عندي الكثير من الاصدقاء وعلاقاتي محدودة.

قابلته وقد لفت نظري لا اعلم لماذا ولكن كما يقولون الحب اعمى ، كنت اراه يومياً في العمل ولكن خجلي كان يمنعني من توطيد علاقتي به فكان حديثنا يقتصر على العمل ولكن بعد عده اشهر بدأت علاقتنا تصبح اقرب للصداقة ولكن مشاعري نحوه كانت شديدة فكنت قد تجاوزت مرحلة الاستعطاف وقد وقعت فعلاً في حبه اما بالنسبة له فقد كان يتعامل معي بمزاجية فظيعة فأحياناً اشعر انه يبادلني المشاعر واحياناً اشعر انه غير مهتم بي البتة ,كنت اعتقد انه يتعمد فعل ذلك حتى لا اتعلق بشخص مثله بحكم الفرق الاجتماعي والمادي بين اسرتينا, هذا ما ظننته وقتها.

بعد اكثر من سنة على معرفتي به بدأ يتقرب مني اكثر وبدأ يلمح لي عن مشاعره حتى جاء يوم قال لي بأن هناك سر لا يستطيع البوح به وهذا السر هو الذي يمنعه من البوح بحقيقة مشاعره تجاهي بدأت اسأله هل انت مريض؟ هل فعلت شيئاً سيئاً ؟ هل وهل وهل ؟ طرحت كثيراً من الاحتمالات جاءت اجاباته كلها بالنفي قال لي انا متأكد انك ان عرفتي ستكرهينني.

قلت له حينها ان الماضي لا يهمني انا احبك اكثر من اي شيء ومهما فعلت في الماضي فذلك سيبقى ماض بالنسبة لي, نعم فأنا لم اكن اعلم بأن ما يخفيه عني لا يمكن ان يخطر على بال احد ممن يعرفونه. وعندما علمت شعرت بصدمة قوية كمن صفع على وجهه على حين غرة.

تبين لي بانه متزوج, نعم متزوج منذ خمسة اعوام مع العلم بانه بقي يوهمني بانه بلغ هذا العمر ولم يتزوج بسبب فقر حاله , وهنا كان من المفترض ان تنتهي قصتي ولكن في الواقع هذه هي البداية لقصة كانت قد بنيت على سلسلة من الاكاذيب التي صدقتها بسذاجتي لأن حبي له قد اغلق عيناي عن رؤية اكاذيبه المتقنة’ فقد اقنعني بداية انه تزوج مرغماً فقط ليرضي والده الذي اجبره على الزواج من ابنة عمه التي يكرهها وانه لم يستطع ان يقاوم مشاعره تجاهي.

لا اعرف كيف صدقت ذلك ولا اعرف كيف قبلت ان اكمل معه مع انني كنت قد اتخذت قراري انني سأتركه وامضي بحياتي ,ولكنني كنت احبه فضعفت امامه وقررت ان احارب معه لنتزوج فقد كنا على يقين ان اهلي سيرفضونه تماماً, حتى اننا اخذنا نبحث عن بدائل الحلول في حال قد اصر اهلي على رفضه كأن نتزوج ونهرب سوياً الى الخارج, لا اعلم بماذا كنت افكر وقتها.

وبالفعل عندما عرف اهلي بعلاقتنا غضبوا كثيراً و ارغموني على الابتعاد عنه خصوصاً بعد ان علموا انه متزوج و قد اقنعتهم بانني لم اعد اكلمه ولكنني بالطبع كنت اكذب لكي اشتري لنفسي بعض الوقت لأجد حلاً حتى ابقى معه.

ماذا دهاني؟ لماذا افعل هذا بنفسي؟ كنت اسأل نفسي في كل مرة اجلس فيها مع نفسي و تأتي الاجابة دائما لأنني احبه ولا استطيع ان اعيش بدونه.

لقد تعقدت الاوضاع كثيراَ بعد ذلك فأولاً زوجته قد علمت انه يريد الزواج مني فبدأت تبعث لي برسائل تهديد وانا كنت اعلم جيدا انها محقة مهما فعلت لذلك لم احرك ساكناً وكنت كثيراً ما استحقر نفسي و اكره ذاتي ولكن حبي دفعني للتمسك به مع انني كنت قد علمت مؤخراً انه فد اخفى عني ان لديه ابنة و ان زوجته حالياً حامل بابنته الثانية ,ومع اكتشافي لكذبته لم استطع ان اتركه فقد كان في كل مرة يأتي بأعذار و يعلم كيف يستعطفني تماماً.

استمريت معه وكثرت المشاكل والتهديدات و تعبت كثيراً. كنت دائماً اعلم انني مخطئة ولكنني لم استطع ان افعل الصواب, لقد كنت احبه وقد كان يعلم هذا جيداً, كان يستغل ان حبي له نقطة ضعفي ويجعلني اقوم بأشياء لا اريدها فقط لأرضيه و جعلني اكذب على والدي في كل مرة يريد ان يلقاني, كنت اخشى ان اجرح مشاعره ان لم افعل ما يريد وكان يعلم ذلك تماماً ويستغله احسن استغلال.

في احد الايام بالصدفة عرفت امي انني ما زلت على علاقة به وبدأ الاضطراب يشوب بيتتا و اخبرت امي والدي الذي انفعل كثيراً وغضب كثيراً وانا كنت اظن انهم يظلمونني و هددني بان يمنعني من الخروج حتى الى العمل واعطاني مهلة يومان. جلست وفكرت ملياً ووجدت انني ارتكبت اكبر غلطة في حياتي وانه لا يوجد شخص في الدنيا يستحق ان اغضب ابي وهو اغلى الناس فقررت ان افعل الصواب ولو لمرة واحدة في حياتي فأنهيت علاقتي به نهائياً ولكنه قابل قراري باستنكار شديد وكأنني انا من ظلمته وليس العكس و توجه الي بأقصى الكلمات ومع انني قد جرحت لكنني لن احفل لأنني ولأول مرة منذ فترة بعيدة شعرت براحة كبيرة لاتخاذي القرار الصحيح.

اتمنى الا تحكموا علي بالسوء فانا لست بإنسانة سيئة او حقيرة ولكن الحب ( الذي تحول فيما بعد الى كره) قد اغفل عيني وعقلي عن رؤيه الحقيقة و كدت ان ادمر حياتي بدافع الحب وانا الآن شديدة الندم على كل ما جرى, اجد صعوبة في متابعة حياتي بشكل طبيعي ولكن عزائي باني لم اكمل في طريق الخطأ يواسيني قليلاً ولكنني لم استطع ان اتجاوز هذه المحنة نهائياً. اتمنى ان تعذروني على الاطالة ولكنني اريد النصح والمساعدة وكنت اشعر برغبة ملحة للبوح بمكنونات صدري ولن اجد افضل من هذا المنبر.

تاريخ النشر : 2016-09-27

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى