تجارب من واقع الحياة

عيناي لا تذرفان دموعاً !

بقلم : لينا قاسم – سوريا

عيناي لا تذرفان دموعاً !
أصبحت متصلبة المشاعر و لا أهتم بأحد

 

مرحباً ، أنا فتاة أبلغ من العمر ١٩ ربيعاً ، تعرضت في حياتي لصدمة عاطفية قوية و لا أريد ذكرها ، تألمت كثيراً بسببها و كنت أبكي ليلاً ونهاراً بسبب هذه الصدمة التي جاءتني من شخص كان كل حياتي ، بعد أن افترقنا  لم تعد لحياتي معنى ، حاولت الانتحار و تدمير حياتي و لم أكن أكترث لأمر أهلي و لا حتى لأبي 

سلب هذا الشخص عقلي على الرغم من أنه لم يكن جميلاً جداً ، بل كان متوسط الجمال ، كان كثيراً ما يقول لي : أن علاقتنا لا فائدة منها لأن أهلكِ لن يوافقوا على أن نتزوج ، وعندما أسأله : لماذا ؟ كان يصمت و يتنهد وأحس بأن هنالك شيئاً من الضيق غشى قلبه ، و خصوصاً أننا ميسورين الحال و أنا على قدر عال من الجمال ، وهو فقير بعض الشيء ولكنني لا أهتم لشكله ولا لفقره ، كنت أحبه بطريقة مجنونه وكأن الله قذف حبه في قلبي ، فكنت أغير الموضوع و نتحدث قليلاً وعندما أستأذنه لأغلق الهاتف يقول لي : أنتِ لا تحبيني ، و ينهي المكالمة ، فأحزن و أعاود الاتصال به ولكنه لا يرد حتى صباح اليوم التالي 

في النهاية تركني  ثم عاد إلي بعد سبعة أشهر ، و لكن مشاعري تحجرت و لا أعلم لماذا ؟ ليس فقط تجاهه بل تجاه كل شاب ألتقي به ، لم تكن علاقاتي تتجاوز الصداقة ، حتى أنني أصبحت لا أتحدث مع الشباب و لا أهتم لأمرهم و لا أعلم السبب ، ولكن أصابني برود شديد تجاه الحب والشباب 
وذات يوم التقيت بشاب وسيم في الجامعة و نظر إلي وابتسم فشعرت بتوتر وقلق و واصلت المشي ، وفي اليوم التالي رايته أيضاً وأبتسم لي مجدداً وكان دائم النظر إلي ، كنت أراه تقريباً في كل أرجاء الجامعة أينما ذهبت أجده يرمقني بنظرة وبسمة فأحول نظري عنه ، لأنني خجولة بعض الشيء ، كنت عندما أعود إلى البيت أحاول أن لا أفكر فيه ولا أتذكره و لكن نظراته لا ترحمني 

صرت أحزن اذا مر يومي دون أن أراه ، واذا رايته أتوتر و أقلق ويذهب هدوئي و أتزاني و أشعر بأني ضائعة ، لأنه شاب وسيم جداً و يدرس نفس تخصصي ، فأنا ادرس بكلية الطب السنة الأولى وهو أيضاً بكلية الطب السنة الثالثة تقريباً ، لم أحاول معرفة أسمه ولا التحدث معه بسبب خجلي الشديد ، ولكن أصبحت لا أراه لأننا الأن في إجازة و بعدها سنة دراسية جديدة ، أخشى أن لا أراه و أخشى أن ينساني ، ولا أحتمل هذا البعد شهر كامل لن أراه يا إلهي سأموت ! 
أصبحت هذه صدمة ثانية بالنسبة لي ، و لكن الأن مرت ثلاثة أسابيع ، أشعر ببرود غريب وتصلب في مشاعري ، أصبحت لا ابكي و أفتح الأغاني الحزينة ولا أبكي ولا أحزن ، أحاول أن أحس بشيء في صدري لكنني أحس بغمامة تمنعني عن البكاء 

أنا حقاً مستغربة فقد كنت أبكي على أقل شيء ولكن بعد هاتين الصدمتين أصبحت أضحك كثيراً و أكره الأغاني الحزينة ، صرت أبحث عن شيء يحزنني و لكن لا أحزن أبداً ، حتى عندما ماتت أختي الأصغر مني ب ٤ سنوات لم أذرف عليها دمعة واحدة ولم أحزن وكان يوم وفاتها يوماً عاديا بالنسبة لي ، ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، حتى عندما مرض أبي مرض في قلبه وكان يحتاج لنا ولمساعدتنا ، لم أكن اقدم له أية مساعدة  ولا اهتم و لا أكترث لأمره حتى ، فالأمر كان سيان عندي إن مات أو عاش ، هل حقاً أصبحت متصلبة المشاعر أم ما هذا البرود اللعين الذي أشعر به ؟

تاريخ النشر : 2018-08-29

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى